لن يقبل الاردنيون والفلسطينيون ، على حد سواء ، كل مشاريع التوطين والمؤامرات ، على الاردن وفلسطين ، معا ، فلم يقدم الفلسطينيون عشرات الاف الشهداء والجرحى والاسى من اجل ان يتم انهاء مشروعهم الوطني ، ولم يقدم الاردنيون كل هذا الموقف التاريخي من فلسطين واهلها ، من اجل ان يتم الحل على حسابه في نهاية المطاف ، وشطبه.
لو لم تكن اسرائيل موجودة ، لما كانت هناك مشكلة اصلا ، في ان تنفتح هذه الدول على بعضها البعض ، وتتوحد ايضا ، وتعود الى اصلها كما كانت "بلاد الشام"فلا احد منا ضد الوحدة ، ولا احب الى قلوبنا ان نكون بلدا واحدا ، من الخليج الى المحيط ، غير ان المؤامرة اليوم يراد منها شطب الاردن وشطب فلسطين ، معا ، شطب فلسطين ، عبر انهاء دولة الشعب الفلسطيني ، وانهاء قضية اللاجئين والنازحين ، وقضية القدس ، والحاق ما تبقى من اراض بالاردن ، وشطب الاردن عبر تحويله الى كيان وظيفي ، يقدم خدمات فقط فيتحول الاردن الى دولة بلا جغرافيا او تاريخ ، ولا ذاكرة ، ولاافق ، انها محاولة لشطب الاردن وتحويله الى كيان وظيفي يجمع العراقي والفلسطيني ، وكل جنسية تخطر في البال ، والرابح الوحيد هو اسرائيل التي تريد ان ترتاح ، ونحن نسمع ايضا ان مصر دخلت على مخطط التفكيك الرسمي من جانب اسرائيل وامريكا ، بما يؤشر ، على ظروف صعبة مقبلة.
لا الاردنيون ، ولا الفلسطينيون ، يقبلون اصلا ، بمثل هذه الخطط ، واليوم ندعو الى جبهة وطنية موحدة في الضفتين ، تتبنى نفس الخطاب وتنبه الناس ، من مخاطر الوقوع في هكذا افكار ، فالفلسطيني المحشور في الخليل منذ اربعين عاما ، والمقدسي الذي يتم منعه من الصلاة في المسجد الاقصى في رمضان ، واللاجئ الفلسطيني في مخيمات بيروت ولبنان ودمشق والعراق ، كلهم لايقبلون ان يتم وأد حقهم ببساطة كهذه ، ولا الاردني ايضا الذي يتم استفزازه في هويته الوطنية كل اسبوع ، وتهديده وتخويفه واثارة النزعات داخله ، والشعور ان مصائب ستحل عليه جراء المؤامرات التي ستحاك في الليل والنهار ، ولا..اي واحد من هؤلاء سيقبل مشاريع كهذه ، ولربما كل الناس يقفون ذات الموقف ، من سيناريوهات كهذه يتم الحديث عنها كل اسبوع.
اسوأ ما في طريقة رد فعلنا ، هو اضطرارنا كل اسبوع ان نؤكد ذات الموقف ، ونجر انفسنا في كل مرة ، في ردود فعل واسعة ، لتفنيد هذه المؤامرات ، واعلان رفضنا ، وكلما خرجت علينا تصريحات لمسؤول امريكي او دراسة لمركز دراسات او معلومة من وكالة انباء ، نضطر للرد ، واعتقد جازما ان الدول لاتدير وجودها بهذه الطريقة ، ولايجوز ان ترتجف كلما تسربت معلومة هنا او هناك ، فلا فلسطين معروضة للبيع ولا الاردن معروض من اجل الشراء ، حتى لايحدثنا البعض عما يمكن ان نحصل عليه جميعا ، من سيولة مالية ، اذا تمت تصفية القضية الفلسطينية ، وشطب فلسطين والاردن معا ، لاسمح الله.
علينا ، ان نطوي هذا السجل ، وان لانبقى اسارى لردود الفعل ، فلدينا شعب يدرك الحقيقة ويعرف حجم المؤامرات ، ولن يقبل بها ، حتى لو جاع ، وتم تجويعه ، دوليا ، فهو يعرف ان مشكلة الفلسطينيين والاردنيين ، هي في النهاية ليست مع بعضهما بعضا ، وانما مع اسرائيل ، التي تريد اهل الضفتين لقمة سائغة في فمها.
m.tair@addustour.com.jo
الدستور .