متى سيلجم خطاب التحريض و الكراهية؟
د. صفوت حدادين
27-09-2016 01:31 PM
اغتيال ناهض حتر صاحبه ذات خطاب التحريض والكراهية الذي ترافق مع استشهاد معاذ الكساسبه ومع تفجيرات عمان.
خطاب التحريض و الكراهية قاده أولئك الذين برروا للمجرمين و القتلة الذين نفذوا تفجيرات عمّان فعلتهم و تواروا عن الأنظار لحظتها لخوفهم من ردة فعل الناس المكلومة، ازدادت و تيرة الخطاب على أيدي من نفروا للتعزية بالمجرم الإرهابي «الزرقاوي» ووقتها خرجوا للعلن ينفثون سموم التحريض و الكراهية.
تعاظم الخطاب إبان حرق الشهيد الكساسبة على أيدي «الدواعش» فظهرت جماعات تبرر لداعش فعلتها و تطرح و جهات نظر تؤلب الشارع على الدولة و على الجيش و حتى الشهيد نفسه لم يسلم من الطعن.
نفذت الدولة بعض الاعتقالات في مواجهة مد موجات التحريض و الكراهية لكن ذلك لم يوقف الخطاب الذي انتشر مثل النار في الهشيم بل سُمح له أن يؤذي البنية المجتمعية إلى حد الضرر.
أول من أمس، بلغ خطاب الكراهية أوجه فكان ضحيته مثقفاً جذرياً كان دوماً خطاً للدفاع عن الأردن و قضاياه فتلقى رصاصات غدر اغتالت فكره ووطنيته على يد متطرف متشدد أرعن تطور تشدده الذي بدأ باطالة اللسان على المقامات العليا و انتهى إلى ارتكاب جريمة بشعة في وضح النهار أمام قصر العدل ليعلن بعدها أنه غير نادمٍ على فعلته.
لا زالنا رغم كل ما حصل نراقب تطور خطاب التحريض و الكراهية فوسائل الاتصال الاجتماعي في الأردن طغى عليها الفكر الداعشي في اليومين الماضيين إلى حد الجنون و لم تجد تلك الأصوات النشاز من يلجمها مثلها مثل كل المارقين الذي يتعدون على القانون و هيبة الدولة و المال العام دون رادع.
اغتيال «ناهض حتر» جعل الحكومة تواجه حقيقة طالما تجاهلتها و مفادها أن المجتمع أصابه ضرر بالغ نتيجة تغلغل خطاب التحريض والكراهية الذي لم يوضع له حد و أن العلاج بات صعباً نتيجة تفاقم الحالة و انكشاف حجم الضرر الكبير.
الحكومة مطالبة بإجراءات سريعة للجم خطاب التحريض و الكراهية و التصدي للعنف المجتمعي، الأمر ما عاد يحتمل و الانفلات الأمني و التطاول على القانون و هيبة الدولة ستدفع ثمنه البلد أكثر فأكثر إن لم يُردع فوراً بقرارات حازمة و احالة فورية لكل من امتهن التحريض و خطاب الكراهية إلى المدعي العام دون تأخير.
الأمر ذاته يجب أن ينسحب على مطلقي العيارات النارية و المتعدين على حرمة القانون و رجال الأمن والممتلكات العامة.
sufwathaddadin@gmail.com
الراي.