سلسلة لا تنتهي من الجرائم، بدأنا نشهدها في مجتمعنا العربي المسلم بمكونيه الرئيسيين العرب المسلمين والمسيحيين، منذ هزيمة أو حسب ما يحلو للبعض تسميتها نكسة حزيران 1967، أو لنقل حرب الساعات الست، التي يحلو للبعض أن يطلق عليها حرب الأيام الستة، وذلك بتضمين الأيام الدبلوماسية مع سويعات الحرب التي حسمت فيها الأمور على الأرض، وأصدر مجلس الأمن الدولي قراره الشهير رقم 242.
بعد هذه الهزيمة النكراء، أرادت مستدمرة إسرائيل توجيه الضربة القاضية لنا، لأنها لا تمتلك القوى البشرية القادرة على استباحة المساحة التي نقطنها وتمتد ما بين الماء إلى الماء، وغرست سكين الشك والتباعد بين العرب المسلمين والعرب المسيحيين، وبدأت المأساة تفرخ مآسي أخرى، وما عدنا قادرين على إحتواء الموقف، بسبب إنفلات العقد وظهور متشددين إسلاميين، أشهد أنهم لا يعون من دينهم سوى الحور العين في الجنة، وهذا دليل على تفكيرهم السفلي، والله وجنته في عليين.
لا يقل خطر المتشددين المسيحيين الذين تصهينوا، أقل خطرا من المتشددين المسلمين وفي كلّ جهل وشر، وقد أوقعونا في مطبات وحفر، ما كنا لنقع فيها لو لم نسمح ليهود بإختراقنا وبث سمومهم فينا، تنفيذا لما ورد في تلمود بابل الذي يعد أكبر وثيقة إرهابية في التاريخ.
نفذوا بداية إلى الصف المسيحي بعد أن رد لهم "الإصلاحي "مارتن لوثر كينغ، الذي نصبته السي آي إيه حارسا على القيم وحقوق الإنسان، ودعا الغرب المسيحي إلى إحترام اليهود، كونهم أهل السيد المسيح عليه وعلى أمه ألف سلام من الله ومن المؤمنين كافة، بعد أن كان الغرب المسيحي يحتقر اليهود، ويضع لافتات على المطاعم تقول :"ممنوع دخول الكلاب واليهود"، وقد قتلت السي آي إيه الإصلاحي وداعية حقوق الإنسان الحقيقي المسلم الحاج "ملكولم إكس" لفسح الطريق أمام كينغ المزيف الذي تصهين مبكرا.
منذ ذلك الحين بدأت الماكينة اليهودية في الغرب تعمل وبكامل طاقتها لتهويد الغرب المسيحي والثأر من المسيحيين، بأن أبعدتهم عن عقيدتهم المسيحية المسالمة السمحاء، وأسست ما يطلق عليها "المسيحية الصهيوينة"، التي اتخذت مواقف أشد عداوة من اليهود للعرب المسلمين، ويبلغ أتباعها حاليا نحو 100 مليون مسيحي صهيوني، وافتتحت سفارة لها في القدس، وتدعو لتهويدها وبدأنا نسمع من بعض الموتورين المسيحيين العرب في العديد من البلدان العربية، دعوات غريبة تدعو للتخلي عن العروبة، وتقول أن العرب المسلمين إحتلوا بلاد الشام على وجه الخصوص وطردوا منها أهلها الرومان وتم تعريبها.
وحتى تكتمل اللعبة اليهودية القذرة، نفذوا إلينا كمسلمين من خلال الإسلام السياسي الذي خلقوه لنا لتنفيذ أهدافهم، وقد رأينا مظاهرات في الضفة الفلسطينية ينظمها الإسلام السياسي، الذي ظهر على الأرض في وقت إنتهاء الحج كما يقول المثل، وهتفوا "ع المكشوف و ع المكشوف مسيحي ما بدنا نشوف"، ولعمري أي شيطان هذا الذي زين لهم ما يقولون، ونحن أهل السيد المسيح عليه السلام، ونؤمن به ونحبه ونجله، ونحب أمه الطاهرة النقية البتول مريم العذراء عليها السلام؟
إنه فعل يهود بدليل دامغ أيضا، أننا وإبان ما أطلق عليه " الربيع العربي" وتسلق الإسلام السياسي على هودجه عنوة، شهدنا موجة كراهية ضد أخوتنا المسيحيين، وجاء فرع خدمات الإستخبارات السرية الإسرائيلية "ISIS"، الذي يطلقون عليه داعش، وحاولوا إيهامنا أنه تنظيم إسلامي متطرف يدعو لإقامة الخلافة الإسلامية، وبدأ ملف جرائمه في الإعتداء على العرب المسيحيين في العراق وسوريا وطردهم مع بقية الأقليات الأخرى، وليتنا نشهد خلافة إسلامية حقيقية، لأن اليهود والمسيحيين عاشوا أزهى أيام حياتهم في ظل الخلافات المندثرة قبل أن تأتي الصهيونية اللعينة وتخرب الأمور .
كان الهدف من ذلك هو تشويه سمعة الدين الإسلامي والمسلمين، فيما كان الهدف الخفي هو" تطهير" الأرض العربية من المسيحيين، والتخلص منهم في إطار حرب شرسة تقودها الكنيسة الغربية المتصهينة ضد الكنيسة الشرقية، ليقال للغرب الأوروبي على وجه الخصوص ان الصراع في فلسطين يهودي – إسلامي ولا دخل لكم فيه.
عموما ومع شديد الأسف، نجح الغول اليهودي في إلتهام الصف العربي الإسلامي – المسيحي، وما نراه من جرائم تندى لها الجبين في بلداننا العربية، هو نتاج إختراق يهود لنا جميعا وتسميمنا ونحن عنهم لاهون.