أحلام السلام العربي-الاسرائيلي و المعايير الاميركية
هشام الخلايلة
27-09-2016 09:32 AM
إن المراقب للاتفاقية الاميركية-الإسرائيلية لضمان التفوق الاسرائيلي العسكري في منطقة الشرق الاوسط في خضم الحروب واليأس المسيطر على الحالة العامة للشرق الاوسط، يلمح أن إدارة اوباما لا تهتم بتحقيق السلام في الشرق الاوسط وخاصة بين الفلسطينيين والاسرائيليين الامر الذي يعد بمثابة نسف لجهود جميع الإدارات السابقة وعلى رأسها إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون والتي تعد بحق أفضل الإدارات الاميركية التي استماتت من اجل تحقيق حلم الدولتين.
باراك اوباما، ومنذ اليوم الاول لوصوله الى البيت الأبيض جعل جل اهتمامات ادارته هو تحقيق السلام في الشرق الاوسط وقد توترت علاقاته بالحكومة الإسرائيلية بسبب انتقاداته المتكرره للجمود في عملية السلام، ولكنه استسلم اخيراً للوبي اليهودي وقدم الولاء والطاعة، ضارباً بعرض الحائط جميع وعوده والتزاماته للعالم والفلسطينيين على حد سواء.
إن تفاهمات السلام الذي تم تحقيقه بين الفلسطينيين والاسرائيليين في تسعينيات القرن الماضي أوقدت شعلة الأمل من جديد في قلوب الفلسطينيين والعالم بامكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ولكن مع استمرار السياسة الإسرائيلية المبنية على التفاوض من اجل التفاوض دون تحقيق نتائج او تقدم في جميع او بعض الملفات الشائكة جعل الفلسطينيين يَرَوْن في تلك المفاوضات مضيعة للوقت، وتلميع لصورة اسرائيل في العالم على حساب الشعب الفلسطيني المحتل والمشتت في العالم.
وتعود أسباب فشل او جمود عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين الى عقلية القلعة التي تتحكم في عقول الساسة الإسرائيليين والتي ثبت فشلها في حرب الخليج الاولى عندما دكت صواريخ الرئيس العراقي الراحل صدام حسين تل ابيب ولم تتمكن القبة الحديدة او ما كان يوازيها في ذلك الوقت من حماية أمن اسرائيل. كذلك الفشل الذي تعرض له الجيش الاسرائيلي في حروبه المفتعلة مع لبنان وغزة، حيث منيت اسرائيل بهزائم جعلت الكثير من العقلاء في اسرائيل يطالبون حكوماتهم بالعمل على إيجاد تسوية تضمن أمن اسرائيل اولا، ومن ثم دولة قابلة للحياة للفلسطينيين جنبا الى جنب ودولة اسرائيل.
إن العالم فشل فشلا ذريعاً في وقف الماسأة السورية وما زال مسلسل الإبادة الجماعية والطائفية مستمراً، وإذا لم يتنبه الإسرائيليين الى خطورة ما يدور حولهم، وخطر اليأس والاحباط الذي اصاب الفلسطينيين والذي قد يتحول الى عمليات انتقامية فدائية تزعزع أم اسرائيل، فأن التكلفة قد تكون باهظة ليس على الصعيد الأرواح فقط ولكن على صعيد بقاء دولة اسرائيل.
إن الدعم الاميركي الأعمى لإسرائيل قد يضمن أمن اسرائيل لمده معينة، ولكن بدون إرجاع الحقوق الى أصحابها، وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، وتفاعل الإسرائيليين مع جيرانهم بايجابية، فأن مستقبل أمن اسرائيل في خطر ولن تنفعهم عقلية القلعة التي عزلت اسرائيل وجعلتهم منبوذين في العالم اجمع.
* خبير فُض نزاعات/ استراليا