التاريخ اثبت ان حضارات عظيمة انهارت بسبب الهوة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء وأشير هنا ليس فقط الى المال، بل الى الفكر الذي هو الأهم.
نشهد اليوم تشويشا في الفكر وفوضى في المشاعر حيث انقسم المجتمع الفترة الماضية الى قسمين: الاول الذي يفكر بمشاعره، وهم الغالبية، وبهذه الحالة يكون العقل في حالة جمود والمنطق في سبات واما النتائج فالعادة تكون خاطئة وعشوائية.
والمجموعة الثانية، الأقلية، وهم من غلبوا العقل على مشاعرهم فكانت القرارات وردود الأفعال متزنة، منطقية، وقابلة للتطبيق.
الفقر برأيي حالة أزلية مستدامة غير متغيرة اذا لم ندرك أهمية تعليم اطفالنا حتى في مرحلة الدراسة الاولى كيف يفكرون. ولو ضربنا الاقتصاد مثلا، يجب أن يتعلموا المعنى العملي للاقتصاد والتعامل الصحيح مع المال بالاضافة الى أهمية العطاء.
لكن ما يحدث في مدارسنا وجامعاتنا هو اننا نركز على التعليم - التلقين - مشجعين بذلك اجيال المستقبل ان يكونوا عاملين لأجل المال وليس ليكونوا صناع المال، سادة له لا عبيدا. وإلا كيف نفسر وجود كليات اقتصاد واقتصاديين متخصصين مرموقين ولا يزال الوضع الاقتصادي في تردٍ، ولغاية الان لم نجد حلولا عملية للبطالة المتفشية بين شبابنا؟!
مناهجنا بحاجة الى تعديل وبعضها الى تغيير جذري واتعجب من هؤلاء الذين يحاربون الإصلاح والتطوير بينما الحقائق جميعها متوفرة وبين الايادي. واتسآءل هل حقيقة هم مدركون ام مسيسون ويحشدون عواطف من تسيرهم وتسيطر عليهم عواطفهم.
التعليم ليس في صراع مع الدين بل الاثنان يكملان بعضهما البعض، لكن فقط إن أدركنا أهمية ان نستخدم أجمل مشاعرنا ونسخرها في التفكير المنطقي والرقي بالمصلحة العامة.