لا تزال ثلة تعيش عصور الظلام ، وتأبى الخروج الى الحقيقة والنور، والى مفهوم الانسانية ، الجامع لكل الاديان ، وتعلم ان الدم وازهاق الروح حرام في الشرائع ، وأن ولي الامر هو الحاكم المأمور دستورا وشرعا بانفاذ القانون ، وباب الاجتهاد مغلق للذين يريدون القتل والفتنة والزج باحوال الناس الى المجهول ، أو الذين يريدون ان ينصبوا أنفسهم اولياء الله وخلفائه في الارض.
شرع الله واضح في الاسلام كما المسيحية ، يبنى على قيم الحق والعدل والاخلاق الحميدة « إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق « ، وليس الانتقام وسفك الدم ، والارتهان للتفسيرات المنقوصة المرتهنة للفكر الاحادي الذي يحاكي الجزء ويغفل الكل.
حوار الحضارات والتعايش قد يكون ناقصا اذا لم يؤسس لقواسم مشتركة–وهي موجودة اصلا–من الاحترام المتبادل للقيم والعادات والاديان والانبياء ، والتأكيد على الحوار وليس الرصاص ، في كل معضلة تواجه الانسانية ، مع الابقاء على الود بين اتباع الديانات والانسانية الموجودة اصلا وخاصة في الاردن واغلب المنطقة العربية ، فلا حاجة للتذكير بها كلما طرأت مشكلة لان الحلول يقوم بها أهل الحل والعقد بعيدا عن مثيري الفتنة والغوغاء.
الكل يستنكر جريمة مقتل ناهض حتر الا البعيد عن الانسانية وضيق الافق ، فان اخطأ حتر أو غيره فالقضاء هو الفيصل ، وقد قبله حتر طواعية ، ولكن لا يجوز لاي كان ان ينصب نفسه جلادا ، فهذا عنف وارهاب وابتغاء للفتنة وانقضاض على وحدة تعايشناها في بلداتنا منذ الاف السنين ، نقرع الاجراس لوفاة المسلم ، وننادي بالمساجد لوفاة المسيحي ، لا يفرقنا الدين ، ونتوحد في القيم والعادات والعيش المشترك ، يتبرع المسيحي لبناء مسجد ، كما يتبرع المسلم لنباء كنيسة ، وأمثلة في هذا المجال اكثر من أن تعد.
قد يدفع البعض الثمن ، ولكن لا يعني ذلك ان يدفع الكل الثمن ، ولننتظر القضاء ليقول كلمة الفصل والعدل والحق.
الراي