الفا دينار راتب المعلم العنصر الأهم في منظومة التعليم
كابتن اسامة شقمان
25-09-2016 08:34 PM
منذ القدم والنظرة للمعلم نظرة تقدير وتبجيل على أنه صاحب رسالة مقدسة، يؤدي المعلم دورًا بالغ الأهمية والخطورة في عملية التعلم والتعليم وخير مثال على ذلك وبالتحديد سياسة التعليم بسنغافورة، لتحقيق هدف التطور الاقتصادي تمّ التأكيد على
الميزات الأساسية للنظام التعليمي بسنغافورة اعتمدت على العناية بالمعلم الانسان بالدرجة الأولى وذلك بتوفير كل ما يحتاجه المعلم من الناحية المادية والعمل على تحسين راتبه ليواكب الزيادة في تكاليف المعيشة باعتباره العنصر الأهم في منظومة التعليم، فإذا صلح حاله، صلح حال التعليم، أن تردي أوضاع المعلمين يعد من المؤشرًات على تردي الأوضاع التعليمية في ظل غياب المحفزات التعليمية اللازمة لتطوير العملية التربوية.
المعلم هو معلم الأجيال ومربيها وعمودها الفقري، مهنة التعليم هي مهنة أساسية في تقدم الأمم، يعزى تطور الشعوب والدول بطريقه مباشره إلى المعلم وسياسة التعليم، عندما اصبح المعلم ملقناً وليس مساعداً في عملية التعليم والبحث فشلنا في تحقيق نجاح إيجابي يتلاءم مع ما يستجد من متغيرات ومتطلبات البيئة الثقافيه العالميه المحيطة بنا وفقدنا بوصلة الانضباط لهذا الدور المتجدد للمنظومة التربوية في تنمية مهارات أساسية من أركان العملية التدريسية اللازمة في استراتيجية التطوير الوظيفي للمعلمين.
وجه جلالة الملك العام الماضي رسالة إلى الحكومة لتشكيل لجنة وطنية لتنمية الموارد البشرية، تسهم في تطوير منظومة واستراتيجية واضحة المعالم لتنمية الموارد البشرية لبناء أجيال المستقبل وتسليحهم بأفضل أدوات العلم والمعرفة، وألقت جلالة الملكة رانيا العبدالله، كلمة شخصت فيها واقع التعليم في الأردن وما يواجهه من تحديات مستقبليه للنهوض بالعملية التربوية والارتقاء بمعلميها ومطالبهم المادية والمعنوية، وحاجاتهم المهنية، في سبيل الحصول على أفضل ما عندهم من عطاءات معرفية للعمل على تطوير العملية التربوية البحثية التعليمية وتكون نقطة انطلاق لمواكبة المعايير الدولية في تبني برامج وأساليب جديدة في التربية المدرسية، فالمعلم المرتاح ماديا هو الذي يوظف وجدانه وفكره وعلمه لتقويم طلابه في المجالات المعرفية والوجدانية والمهارية ومتابعة سلوك طلابه وتقويمها ووضع الخطط اللازمة لمعالجة حالات الضعف وتحفيز حالات التفوق.
عل سبيل المثال يصل راتب المعلم في اصغر دولة اوروبية لوكسمبورغ وفقا لبيانات صدرت عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فإن راتب المعلم من دون خبرة يصل إلى 73 ألف دولار سنويا، ويصل راتبه عند التقاعد إلى 131 ألف دولار وهو أعلى راتب في العالم، أما في ألمانيا (الرابعة عالميا) والولايات المتحدة (المركز الخامس) يتقاعد المعلم براتب مقداره 60 ألف دولار.
اذا قمنا بتحسين رواتب المعلمين فان المعلم سوف يكون عضواً فعالاً في إصلاح العملية التعليمية، إصلاح أحواله المادية والمعيشيه واعادة تاهيله يعني إصلاح العملية التعليمية برمتها، إذ أن العصر الحالي يتسم بسرعه التطور المعلوماتي والتعليمي وفي نفس الوقت يتسم بتردي الحالة المادية للمعلم في الاردن والعالم العربي مما اثر على المنتج والذي نحن نعاني منه في الوقت الحالي.