قراءة في نتائج الانتخابات النيابية
د. بلال السكارنه العبادي
24-09-2016 11:52 PM
إن المتابع للمشهد السياسي لنتائج الانتخابات النيابية لمجلس النواب الثامن عشر ، يرى الكثير من المؤشرات والدلائل الجديدة والمختلفة عن الانتخابات السابقة بكل معطياتها، وتختلف الانتخابات النيابية الحالية عن سابقاتها بحكم القانون الجديد الذي دفع بجميع الأحزاب المعارضة في البلاد للمشاركة، بعد أن أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين مشاركته في الانتخابات بـ19 قائمة تحمل اسم التحالف الوطني وتضم شخصيات من الجماعة وتيارات أخرى.
وظهر الاختلاف من خلال المؤشرات المرتبطة بنتائج الانتخابات من حيث النتيجة والفائزين ونسبة الاقتراع ، وكانت تنصب النتائج والمتعلقة بأعضاء المجلس القادم ما بين ( أبناء العشائر وأصحاب المال السياسي ، وبعض الأحزاب السياسية والمتقاعدين العسكريين والخبرات المتعددة في الحكومة او القطاع الخاص وأعضاء النقابات المهنية).
إن الإجراءات التي قامت بها الهيئة المستقلة للانتخابات كانت ممتازة في الاقتراع ، وما رافق ذلك من انشطة للمراقبين الدوليين والمحليين الذي فاق عددهم نحو 15 ألفا بين مراقب دولي ومحلي ، علما "يبلغ عدد مراكز الاقتراع في المملكة 1483 مركزا ، ووصل عدد العاملين مع الهيئة المستقلة للانتخاب 84 ألفا بين موظف ومتطوع". ، إلا إن آلية الفرز وما رافقها من تاخير في الاعلان عن النتائج واختفاء بعض الصناديق قد ساهم في تشويش صورة الانتخابات ، علما بان هذه السلوكيات قد تكون فردية في ممارستها.
وكذلك أظهرت النتائج على مستوى المملكة أن الوسطيين والمعتدلين اكتسحوا البرلمان الجديد،فيما فاز عدد من الشخصيات الإسلامية المستقلة بالإضافة إلى حركة الإخوان المسلمين ،بالإضافة إلى شخصيات مقربة من الدولة.وبينت نتائج الانتخابات التي دخول عدد كبير من الأسماء الجديدة الى مجلس النواب وإخفاق الكثير من الأسماء القديمة.
وظهر ان المنبر الاعلامي له دور مؤثر وقوي في تغيير اتجاهات الناخبين ودفعهم للتوصيت لاصحاب المنابر الاعلامية وكيفية انها اثرت بهم بحيث ان الانتخابات القادمة سوف تشهد سباق محموم بين الاعلامين من خلال هذه السابقة والنتيجة .
ظهر بان هنالك دعم خفي من جهات خارجية والذي ساهم بحصول بعض المرشحين على أعلى الأصوات ونجاح بعض القوائم ، بالاضافة الى ان العشائر واصطفاف أبنائها مع مرشحيها قد ساهم بنجاح بعضهم وبنسب ممثله ، كعشائر (بني حسن والعبابيد وبئر السبع والطراونه).
وعلى صعيد المرأه فازت خمس نساء من خلال المقاعد التنافسية ،وذلك في تطور لافت في مزاج الناخب الأردني. وأظهرت فكرة القوائم تشتتاً كاملا في الأصوات ، ولوحظ أن هناك قوائم عديدة لم ينجح فيها أحد ، فيما نجح مرشح أو إثنان من بعض القوائم الأمر الذي سيجعل من الصعب توحيد أراء الفائزين على القوائم ، إذ إنهم جميعا ينتمون إلى قوائم مختلفة.
والسؤال الذي يطرح بعد هذه النتائج هل سيكون هذا المجلس بحجم الوطن وهمومه ، وهل من نجح بامواله سيكون ممثلاً حقيقياً للشعب داخل اروقة المجلس ، وخاصة اننا سوف نرى تناقضات بين بعض هؤلاء النواب لاختلافاتهم الايدولوجيه ومنهجية تفكيرهم ( سماسرة اراض،وسماسرة وطن ، ومندوبي دعاية واعلان ، وممثلي درجة خامسة ، وتجار ، وحزبين ، وغيرهم الكثير) ، وبالتالي اتصور أن الشعب يطلب من هذا المجلس انجازات جديدة سواء بالإصلاح السياسي او الاجتماعي والاقتصادي ، وحمى الله الاردن واهله.
bsakarneh@yahoo.com