تقرير: الأردن تحول بكامله لـ"مدخن"
24-09-2016 05:38 PM
عمون - ترجمة هالا مخامرة - قالت صحيفة عين الشرق الاوسط ان المملكة الاردنية الهاشمية بكاملها تحولت الى مدخنة مع ارتفاع معدلات التدخين بصورة لم يسبق لها مثيل من قبل.
وأضافت الصحيفة في تقرير لمراسلتها بيثان ستاتن بعنوان "جنــون الـشـيشا" انه وبالرغم من حملة الحكومة الاردنية الى مكافحة التدخين الا أن وجود ما نسبته 60% من الرجال المدخنين يجعل من الصعب كسر هذه العادة حتى مع وجود قوانين جديدة تنص بالسجن لمدة 3 اشهر و الغرامة في حال القبض على اي المدخن في الاماكن العامة.
ولفتت إلى أنه لا يوجد منفضة سجائر في مكتب فاطمة خليفة في وزارة الصحة ولا يوجد رائحة قاتمة للدخان ملتصقة بالاثاث وذلك على غير عادة مباني الحكومة في المملكة الاردنية الهاشمية وذلك لان أغلبية الموظفين في الحكومة يشعلون سجائرهم في المكاتب و لا يعتبرون أو يأخذون بعين الجدية ابدا التحذيرات المعلقة على الحيطان "بعدم التدخين"، وبما أن السيدة خليفة تعمل رئيسة قسم مراقبة التدخين في الوزارة فهي معنية وبشكل رئيسي على العمل على تخفيض نسبة التدخين في المملكة والناتجة عن ادمان الافراد على النيكوتين.
وزاد التقرير: "هنالك ما نسبته 60% من الشباب البالغين المدخنين على انواع معينة من الدخان في الاردن وبشكل لا يشبه ابدا التقليد في الغرب وبذلك فأن نسبة التدخين في الاردن تزيد وترتفع باستمرار ولا تنخفض البتة".
وتابعت خليفة "أننا لا نستطيع القول بأن الشعب لا يعي مخاطر التدخين" وتعتقد خليفة التي عملت كطبيبة عائلة قبل اشراكها في السياسة الصحية بأن " الشعب واعي لمخاطر التدخين ولكن لا يوجد لديه حماس او حافز لايقاف هذه العادة، و ترى أنه عند رؤية مدخن لا يستطيع التنفس وأخر يمشي بجانبه عبوة اوكسجين فأنه من المستحيل عدم الاستمرار في انجاح الحملة وتقديم ما يجب القيام به للتخفيض من هذه المخاطر."
وقامت خليفة والفريق لديها بخطوة تقدمية في حملة مكافحة التدخين في الاردن وذلك عند قيام مجلس الاعيان بالموافقة على التعديلات في قوانين مكافحة التدخين في المملكة.
حيث تنص القوانين الجديدة على السجن لمدة 3 أشهر وغرامة تقارب 300 دولار, أما بخصوص التدخين في البنايات والتي ان تم القبض فيها على مدخنين فسوف تصل الغرامة الى 4500 دولار او السجن لمدة 6 أشهر.
وذكرت ان هذه القوانين "ليست بجديدة ، فقوانين منع التدخين في الاماكن العامة منصوص عليها منذ عام 2008 ولكن هذه القوانين مكتوبة على الورق وبسبب ضعف تنفيذها وصغر مقدار الغرامات المفروضة أضافة الى رخاوة التعبير المقصود " بالاماكن العامة" جعلت من أثر التشريعات ضئيل وما زال اشعال السجائر في داخل المباني مقبول ومستمر".
وتجد أيضا أنه من المقبول اشعال السيجارة في داخل مباني البرلمان، المقاهي وحرم الجامعة. ومما يظهر جليا هو الحماس في أشعال السيجارة في مقهى بلو كونر في شارع الثقافة، حيث يمتلىء هذا المقهى بالطاولات وتكاد ترى من خلف النوافذ بأن هنالك الكثير يجلسون حول الطاولات للتدخين والاستمتاع في تدخين الارجيلة في خضم جو بهيج و مليء بالضبابية.
وأيضا لن تجد اي منطقة خالية من التدخين وهذا على ما يبدو ما يجعل الفتيات والرجال في متوسط أعمارهم سعيدين ومرتاحين تماما لمثل هذه الترتيبات.
ويقول ابراهيم البالغ من العمر38 عام بانه لا يدخن السجائر وانما فقط يؤرجل ومنهم من يتبجج بتدخين 8 اراجيل يومياً وارجيلة تاسعة يستمتع بها في وسط النهار ويعتبرها بالوجبة الخفيفة. يضيف ابراهيم بأنه يفضل الارجيله عن الدخان وذلك لانه يستمتع في تدخين كل ارجيلة لفترة اطول من تدخين سيجارة تستمر لساعة او ساعتين .
ويقول ابراهيم بان برنامجه اليومي يشمل العمل قليلا ثم تدخين الارجيلة وبعدها يقرأ ومن ثم يدخن الارجيلة و يدخن اخرى في المساء فهو يعتبر الارجيلة صديقته ويستمتع بها جدا. وبالرغم من رفض ابراهيم أعطاء أسمه الكامل وذلك خوفا من اكتشاف عائلته مدى تعلقه بالارجيلة ولكنه يصر ويعتقد جازما بأن 50% من الاردنيين لديهم نفس العادات في التدخين وبنفس الدرجة. ولقد أفادنا صديقه غيث بأن ابراهيم "مجنون شيشا" وأن تدخينه ليس طبيعي وأنه يساند قانون منع التدخين وذلك للمخاطر الصحية والمصاريف المترتبة عن التدخين حيث يبلغ سعر باكيت السيجارة 3 دولار او اكثر في هذه المنطقة.
ويعتقد ابراهيم بان كلفة تدخينه للفترة من عام 2005 الى 2011 ونتيجة ادمانه تصل الى 50 الف دولارامريكي ويرى أنه بهذا المبلغ كان ممكنا جدا أن يمتلك بيتاً بحسب ما أفادت به جمعية مكافحة التدخين يصرف الاردنيين 650 مليون سنوي على التدخين وهذا المبلغ اذ ما تخصص لكل بيت على حدا لهو اكثر من المبلغ المصروف على الخضار او منتجات الالبان كما ويعتقد بأن هذه العادة تقتل على الاقل 1550 سنويا.
و تدرك حملة مكافحة التدخين ضرورة القضاء على هذه العادة الا ان حقيقة تنفيذ القوانين وتطبيقها صعبة للاعتقاد السائد الراسخ بأن التدخين حق. كما وتفاجأت الدكتورة لاريسا ألاورالتي عملت على برنامج مكافحة التدخين في الاردن ونحو اردن خال من التدخين في عام 2011 بعدم وجود مكان لاطفالها خاليا من التدخين واستغربت ايضا أذا ما كانت هذه القوانين ما زالت موجودة وقائمة فعلا.
وتقول " هنالك قانون ولكن لا أحد يعرف عن هذا القانون ولم يتم تنفيذه أوتطبيقه""عندما نجد أن اصحاب القرارات أنفسهم لا يطبقون هذا القانون فهناك مشكلة ولم يتم أخذ هذه المشكلة بطريقة جادة أو أعطائها أية أولوية".
ولقد وجدنا بأن المهن التجارة التي نتجت من ثقافة التدخين أيضا تتحدى التشريعات حيث ان ايجاد امكنة بلا تدخين في المطاعم تحد من الربحية وتعمل على تخوف العمال من فقد وظائفهم
وبالتالي يقوم صانعي السياسة على ربط منع التدخين بالتعليم و تغيير السلوكيات حيث انهم طبعوا صورة قلب على باكيت السجاير ينص " حبك يقتلني" مع وجود عدة تحذيرات أخرى عن المخاطر الصحية. كما قامت خليفة بتنفيذ اجندة تتمثل في أعطاء محاضرات في الجامعات وتستهدف المراهقين الذين .
وتضيف الدكتورة لاريسا المسؤولة عن حملة اردن خالي من التدخين "أن من يحب الاردن ويهتم لامر الاردن ومستقبل الاردن يجب أن يتجاوز كل هذه الامور ويطبقها والا سيكون جميع ابناؤنا في مركز الحسين للسرطان".