مساءات إربد تشي عن شئ من فرح ،وبعض من أمل ،وجمال لا يشبهه جمال.
ربما يشبهها وجه ملاك يفتح سدة السماء ، يبتسم في حلكة الليل فيضئ ما بين السماء والأرض وجهه المستنير .
نسائم إربد كل مساء كشلال حب هادر ..يصب كل ما لديه من عذوبة ولذاذة في أعماق روح عطشى ..
نسائم إربد تداعب الصيف ،تمتص حرارته ،تحتوي جنونه ،تغازل القمر ،تطارحه اعتلاءه وكبرياءه ،تمر على الحدائق الغناء ، تدور في الدور ، توشوش الحواكير ..تلملم ما شاء لها من عطر الياسمين المعتق ، تفضح حكايا السنديان المخبأة ،و ترانيم الخزامى ….تنشرها بسحر وتجعلها أمثولة للعشق على كل صعيد.
نسائم إربد يا صحبتي ، تناجيكم تزرو بيوت الساهرين ،الساهمين ،الحالمين ،القابضين على أوجاعهم ، الزاهدين في دنياهم ، الغارقين في عبق الذكرى .تعابث قلوبهم بشئ من همس عميق ،بشئ من شعر العذريين :
وما عجبي موت المحبين من الهوى
ولكن بقاء العاشقين عجيب
وبعض حكايا المعذبين :
ملأ الهوى قلبي فضقت بحمله
حتى نطقت به بغير تكلف
…وفيض من شعر عرار ونفراته وسكراته ثم انتباهاته وصدى روحه العاشقة :
ليت الوقوف بوادي السير إحباري
وليت جارك يا وادي الشتا جاري .
ليالي إربد يا أحبتي هي سر إلهامي، وفيض محبتي ،وكنه عطائي …
هي سلوتي إذا غاب أحبتي ….
هي نشوتي في عز آلامي وشكوتي …
هي كل أوجاعي ، وأعز صحبتي …
محروم من لم يرتشف رحيق شفاهها
..محروم من لم يجد نفحة إربدية ،في ليلة صيفية هادئة …من لم يسكن في ذراها …من لم تحتضنه يداها ،ومن لم يدفن في حناياها …
محبوبتي إربد ، عليك السلام وعلى طيب أهلك الغر الكرام