الى ساري الاسعد بخصوص كلمة العرموطي
فراس الور
22-09-2016 08:34 AM
الى سعادة النقيب ساري الاسعد المحترم
لا يسعني في هذه الظروف الحرجة الا ان اتقدم لكم بأطيب الامنيات لكم ولنقابتكم على عملكم الدؤوب برعاية شأن الفنون في الاردن بكافة اشكالها وانواعها من فنون غنائية وتمثيلية وغيرها... فالفن بالاساس يعتمد على موهبة تخلق مع الانسان وتسمى موهبة فطرية وتنمو معه وتكبر وغالبا ما تصقل عن طريق العلم والثقافة والتمرين والمتابعة والعمل المهني... فهذا ما يتفق عليه جميع من شعر بهذه النعمة في كيانه الانساني... ولعل مهنة الفنون تلاقي الرعاية بكافة بقاع الارض والمسكونة كلها فلهذه المواهب رعاية خاصة من قبل الدولة لأنها غير مكتسبة اطلاقا فتنمو مع الجنس البشري منذ حداثة اولادنا وتكبر وتزدهر بصورة طبيعية بمجتمعنا لتطفو بصورة طبيعية بالنسيج الانساني لاي مجتمع عاقل وسليم لتدل على ان هذا المجتمع يحترم الموهبة والفنون الجميلة بكافة تفرعاتها من نحت ورسم وغناء وتمثيل... واسمح لي بأن انوه بانه في العالم كله تحت رعاية ميثاق الامم المتحدة الذي تمثل الشرعية الدولية والتي توصي بأن يكون هنالك نقابات ترعى الفنون بشتى اشكالها بالعالم بما ان هنالك الجمعية العامة في الامم المتحدة التي تشترك بها كافة دول العالم حيث تعقد الاجتماعات بها بصورة دورية...فتوصي الامم المتحدة التي تعد المملكة الاردنية الهاشمية عضوا بها منذ تأسيسها....كما يوصي الاعلان العالمي لحقوق الانسان بضرورة رعاية الحقوق الانسانية بالدول الاعضاء بالامم المتحدة والعمل بمجال الفنون يعد من الحقوق الموصى بمواد الامم المتحدة المذكورة بالنص اعلاه..
فبناء عليه نقابتكم وجودها قانوني في المملكة الاردنية الهاشمية وقانوني بحسب القانون المحلي للمملكة ويراعي ميثاق الامم المتحدة... ونقابتكم والعاملون بها من فنانين وفنيين يعملون بمهن مرخصة من الدولة الاردنية ومنذ عقود طويلة من الزمن...
استضافت المملكة مرارا وتكرارا فنانين ضيوفا من كافة البلاد العربية تحت رعاية اكبر المهرجانات بالوطن العربي وهذه المهراجانات كانت ومازالت تحت رعاية مولاي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم ومولاتي صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة وشخصيات رفيعة المستوى... فمن لبنان الى سوريا الى الخليج العربي الى مصر وغيرها من البلاد العربية زارنا الفنانون من ممثلين ومغنين وقاموا بالغناء في العاصمة عمان وفي ضواحيها وفي جرش والعقبة... ففي كل صيف تشهد المملكة فرحا فنيا كبيرا يساهم باستقطاب سياحة ضخمة للمملكة مما يترتب عليه حركة اقتصادية تساهم في الدخل القومي للمملكة... فيزور المملكة الاردنية الهاشمية المغتربون من الخارج للاستمتاع بالسياحة التي تعد الفنون الترفيهية ركنا اساسيا بها ومروجا كبيرا لها...فالمهرجانات الفنية يزورها العرب والاجانب من شتى مناطق المملكة ومن شتى بقاع العالم وتعد جزءا من اجندة تبادل ثقافي بيننا وبين دول الجوار والغرب...فكما ترى الموضوع اكبر من الرؤى الضيقة التي نسمعها من حين لآخر من بعض من الشخصيات الذين لا يمتلكون رؤيا دولة وليسوا رجال دولة على الاطلاق...
يعد الريع المادي من الحركة الفنية عموما من اكبر مصادر الدخل الضريبي للدولة...فمما لا شك به انه يشكل ويستحوذ على جزء كبير من الحركة التجارية للدولة الاردنية وللكثير من دول الجوار، فعن طريق بيع الاقراص المدمجة في المحلات التجارية تؤمن شركات التوزيع والانتاج للافلام والاغاني ارباحها مما يقتطع منه الضرائب للدولة. فهذا حق دولة لا يجب ان يمس اطلاقا...
وللفنون اهميتها الانسانية فهي مواهب تدخل بالصناعة التجارية لما انها موجودة بالكيان الانساني وهي موجودة بارقى الدول حول العالم...فللدولة الامريكية النصيب الاكبر في الحركة الفنية العالمية ومن ثم تأتي اوروبا التي تبرع برعاية الفنون التشكيلية والدرامية بشتى انواعها... ولامريكا الجنوبية نصيب برعاية الفنون والدراما... والبلاد الاسلامية ترعى الفنون والدرامة ايضا ففي الخليج العربي فنانون لهم محبتهم واحترامهم عند الجمهور...ففي الكويت حيث ولدت وترعرت الى سن الثامنة عشرة حركة فنية غنية وهى دولة مسلمة قلبا وقالبا...فلها فنانون وفنانات يمتهنون مهنة الغناء والتمثيل وفنون هذه الدولة تعرض بكافة بقاع الوطن العربي، وللامارات فنانون مشهورون في الغناء والتمثيل وهي بلد مسلم... وفي مصر حيث تشتهر بالازهر الشريف تجربة ضخمة بمجال الغناء والتمثيل فحدث بلا حرج عن نجاحات مصر والتي تعد هوليود الشرق بالتمثيل...والحمدلله فللدول الاسلامية في الوطن العربي تجارب ناجحة بالتمثيل والغناء... ولا ننسى التجربة التركية بالفنون والغناء فالمسلسلات التركية تملأ الشاشات العربية...
فبعد كل الذي ذكرته لا ارى سببا وجيها لقذف الفنانين والراقصين والمغنين بهذه الالفاظ البشعة التي تمس شرف الانسان وكينونته ومشاعره واحاسيسه...و لعل ما قيل يعبر عن وجهة نظر ضيقة الافق وشخصية ولا يعبر عن سياسة الدولة الاردنية... فالموسيقى تدرس بالمدارس والتمثيل ايضا بالمملكة الاردنية والنحت والرسم وشتى انواع الفنون الجميلة تدرس بالجامعات بالمملكة الاردنية وهذه الجامعات ومساراتها الاكاديمية هي تحت رعاية الدولة الاردنية الهاشمية وهي مهن محترمة بالاردن وبكافة دول العالم وعلى الذي يريد التكلم بمهن شريفة ترعاها دول العالم المتحضر والدول الشرقية وتحت رعاية الامم المتحدة ان يغسل فمه بالماء والصابون اولا ثم ان يتكلم عن هذه المهن المحترمة...فهنالك اولاد عشائر محترمة من المسلمين والمسيحين يعملون بها في الاردن والوطن العربي...
اكاد لا اصدق اننا بالاردن...البلاد التي اضحت كالمنارة الكبيرة من كثرة استضافتها للفنون بانواعها تتعرض لهذا الاستفزاز البشع فالاردن لطالما وسيبقى منارة وضاءة للفنون بانواعها وللمسارات الاكاديمية. فالاردن يتمتع بمكانة متقدمة بعدد حاملي الشهايد الاكاديمية وله هيبته بين دول العالم...فارجو من نوابنا القادمون بمجلس نواب الثامن عشر ان يقدروا هيبته الثقافية وان يحترموا المسيرة الثقافية والفنية والاكاديمية في الاردن وفي دول الجوار.