لا يهمُّ منْ يفوزُ، ولا مَنْ يخسر
باسل الرفايعة
22-09-2016 03:07 AM
البدو جنوباً وشمالاً حققوا أعلى نسبتي اقتراع (83% و71%)، فيما سجَّلَ الحَضَرُ في عمان والزرقاء أقلَّ نسبتين (23% و25%) في الانتخابات، وفقاً لـ"راصد".
الدوافعُ الاجتماعية، بتعبيراتها القَبَليَّة، تُشكِّلُ المصالحَ، وتفرضُ مضمونَ التنافس، وتجعلُ النَّاسَ أكثرَ حماسةً على تمثيل حضورهم في البادية، بينما يتراجعُ مفعولُ الاعتباراتُ السياسية، وتحالف البُنى الاجتماعية في أكبر تجمعين للناخبين في المدن.
النسبة العامة للاقتراع في حدود 37% في مختلف الدوائر، مع هامشٍ بسيطٍ للخطأ، وريثما يُعاد الاقتراعُ في الصناديق المنهوبة عند بدو الوسط، ولا جديدَ أنَّ المحافظات ساهمت في ارتفاعها، كما في سائر الانتخابات السابقة.
واقعيّاً، فإنَّ بدو الجنوب والشمال يتنافسون على معقلٍ تقليديٍّ للزعامة والحظوة العشائرية في البرلمان، ولكنَّ ذلك لا يعني أيضاً أنَّ سكانَ المُدن زاهدون في ذلك، بالواقعيّة ذاتها.
ربَّما، يتعلَّقُ الأمرُ بمفهوم الناخبِ البدويِّ لمتطلّبات نائبه في مجلس النواب، واستحقاقات المطالَب التنموية المباشرة، وكذلكَ المنافع الشخصية والعائلية المترتبة على ذلك، وتجاوب السلطة غالباً مع هذه التوقّعات، تبعاً لثقل هذه القبيلة، وذلك الناخب في الدائرة المضمونة، على صعيد النتائج، ولا يهمُّ منْ يفوزُ، ولا مَنْ يخسر.
طبعاً، حلفاءُ السلطة حاضرون في المدن التي تفشلُ مجدداً في نسبِ اقتراع عالية، مثل خصومها، ومثل الَّذِينَ يقعون في الشكوك، وفي المساحات الرمادية، ولذلك تقلُّ ثقةُ الناخبين في جدوى العملية برمتها، مع وافرٍ متراكمٍ من الانكفاءِ والسلبية، والمقاطعة.
ومع ذلك، تظلُّ نسبتا الاقتراع في عمان والزرقاء في حاجةٍ إلى مزيدٍ من الدراسة والتحليل، خصوصاً مع مشاركة قوة تصويتٍ كبيرة، كــ"جماعة الإخوان المسلمين" وحلفها، هذه المرَّة..