للإسلاميين أقول: لا تفرحوا كثيرا بفوز بعض مرشحيكم/ وما يسمى «اكتساحهم!» لبعض الدوائر، المفروض أن تتواضعوا قليلا، لأنكم تعرفون قبل غيركم، أن من تواضع لله رفعه، وثانيا، لأن الفوز الحقيقي، أن لا تكونوا مجرد شهود على ما سيأتي، والأهم أن لا تكونوا مجرد ديكور لإضفاء شرعية على قرارات سيتخذها البرلمان ونحن وأنتم نعرف، أنها من الجائز جدا أن لا تكون شعبية، بل ربما تؤلم الشعب، وربما تكون في غير صالحه الحقيقي، لكن تفرضها ظروف إقليمية ودولية ليست قاهرة بالمعنى الحرفي، لكن يمكن «ملاعبتها» والالتفاف عليها، وربما تطويعها كي تكون لصالح البلد وأبناء البلد!
-2-
ولإخوتي أصحاب نظرية «الدولة المدنية» مبارك فوزكم، وأقول لكم: بتحلموا!
والحلم مشروع أيضا، لكن احلموا «على قدكم!» ولا تسكركم مشاعر الفوز المتواضع، باعتباركم فتحتم ثقبا في الجدار، فربما لا يكون هناك جدار أصلا!
أتفهم واتفاعل مع ما كتبه الدكتور مروان معشر، في فيسبوك: الف مبروك لخالد رمضان و قيس زيادين و قائمة معا. اليوم نشهد ولادة التيار المدني الديمقراطي المنظم. اليوم ينتصر الفكر على المال السياسي ويتم تثبيت ان الفكرة السليمة قادرة على جمع الناس حولها. المؤمل اليوم ان نبدأ مشوارا طويلا يثبت فيه هذا التيار ايمانه بحق الجميع في العمل السياسي ويدافع عن حق خصومه في التعبير كما يدافع عن حقه ويؤسس لتيار مدني ديمقراطي عريض يتعدى الدائرة الثالثة في العاصمة ليشمل الوطن. يحق لكل من عمل من أجل هذه اللحظة ان يفرح اليوم ويثبت غدا ان التيار المدني الديمقراطي باق و يتمدد.
ومع هذا نقول، حلمك علينا يا دكتور مروان، فما بينكم وبين تحقيق الحلم، حزمة من القناعات، نتمنى أن تجد طريقها إلى النقاش، واولها على الإطلاق، ان نتعلم كيف لا ننهش بعضنا بعضا، كلنا ومن جميع ألوان الطيف السياسي والعقائدي، فالجميع في مركب واحد، والخطر واحد، ما لم نتقن فن محاورة ذواتنا، فلا سبيل لتحقيق أحلامنا الكبيرة!
الدستور