عمون - فاجأ مركز أبحاث إسرائيلي مرتبط بدوائر صنع القرار في تل أبيب متابعيه بشن هجوم كبير على جامعة "موتة".

واتهم "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة"، الذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي الجامعة بالـ"التحريض على العنف والإرهاب ضد إسرائيل"، زاعما أن عددا من منفذي عمليات ومحاولات الطعن التي تمت مؤخرا في الضفة الغربية والقدس المحتلة درسوا في هذه الجامعة.

وفي تقدير موقف نشره موقعه صباح اليوم قال المركز إن الشاب الأردني سعيد العمرو؛ منفذ محاولة الطعن في القدس الجمعة الماضي كان طالبا في الجامعة التي تقع في مدينة الكرك، جنوب الأردن، منوها إلى أن شابين فلسطينيين يقطنان بلدة "يطا"، شرق الخليل، اعتقلا مؤخرا بعد تنفيذهما عملية طعن، درسا في ذات الجامعة.

وعزا المركز هذه "الظاهرة" إلى تعاظم الثقل الذي يحظى به تيار السلفية الجهادية في جنوب الأردن، مشيرا إلى أن هذا الواقع جاء على الرغم من أن المستوى السياسي والأمني في الأردن يدرك خطورة انخراط الشباب الأردني في عمليات ضد إسرائيل وتداعياتها.

وهاجم المركز، وفق ما نقل "عربي 21" وسائل الإعلام الأردنية والحركات السياسية التي سارعت إلى الإشادة بسعيد العمرو "وتمجيد عمله"، متوقعا انضمام المزيد من الشباب الأردني إلى دائرة منفذي العمليات ضد إسرائيل، سواء من خلال قدومهم إلى فلسطين لتنفيذ عمليات، أو من خلال محاولات تسلل عبر الحدود.

وفي السياق ذاته، حذر معلق عسكري إسرائيلي بارز من خطورة تزامن انفجار موجة العمليات الأخيرة مع تعاظم تأثير "الإسلام السلفي الجهادي".

وفي تعليق نشرته صباح اليوم صحيفة "يديعوت أحرنوت"، قال رون بن يشاي إن اتساع دائرة العمليات ضد إسرائيل وتعاظم ظاهرة توجه شباب عربي للمشاركة في تنفيذ العمليات يمكن أن يفضي إلى اشتعال مواجهات إقليمية "تغير طابع التحديات التي تواجها إسرائيل بشكل جذري".

الصرايرة مؤتة منارة فكرية لترسيخ القيم السامية

وردّ رئيس جامعة مؤتة الدكتور ظافر الصرايرة على الهجوم الاسرائيلي تأكيده أن الجامعة جزء لا يتجزأ من مؤسسات الدولة الأردنية التي تسعى وبقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للسلام ونبذ التطرف والعنف مهما كان مصدره.

وشدد الصرايرة في تصريح لـ عمون على أن الجامعة صاحبة حضور معرفي وحضاري وقيمي فوق الأرض الأردنية وهي تفتخرُ بفكرها الذي يتجسدُ فيه سماحة الاسلام العظيم إذ تؤمن الجامعة بالثوابت الوطنية الأردنية تجاه جميع القضايا لا سيما القضية الفلسطينية وتقف خلف قيادتها الحكيمة باعتبارها موضع ثقة الأردنيين كلهم في تعاملها الذي استحق تقدير العالم وخاصة المتعلقة بالقضايا العربية العادلة.

وأضاف أن الجامعة ذات رسالة علمية بحتة وهي تتميز بعلاقات أكاديمية مع كبرى جامعات العالم وعلى امتداد دول تعتبرُ مكافحة الارهاب أولوية من أولوياتها.

وأشار إلى أن الاسماء التي نشرت في تقرير مركز الأبحاث الذي يهاجم الجامعة وإن حصلت على شهاداتها العلمية منها لا تمثل مجتمع الجامعة الأكاديمي والذي يتميز بالموضوعية والمنطق وتحكيم العقل باعتبار لغة العقل تنتصر على لغة العنف والتطرف مهما كان مصدره.

وقال الصرايرة إن المتابع لما يتم نشره من مواد إعلامية يلحظ وبشكل كبير لغة خطاب الجامعة الذي ينبذ الارهاب والتطرف مهما كان مصدره وعلى مركز الأبحاث مراجعة تلك التهم لأن الجامعة تنطوي تحت نظام سياسي يدرك مقتضيات المصلحة الوطنية ويعمل على تحقيقها.