يومٌ للـوطن .. واللهم اشهد !
صالح القلاب
20-09-2016 12:55 AM
لو تأخرت إنتخابات الـ «دوما» الروسية، التي حقق فيها حزب الرئيس فلاديمير بوتين، كما كان متوقعاً وسيبقى متوقعاً ما دام أنه يرابط صامداً في سدة الرئاسة، يومين فقط لتلاءمت مع «إنتخاباتنا» التي ستجري اليوم والتي لا ينتظر أنْ يفوز فيها أي حزب من أحزابنا الناشئة ولأنه لا يوجد في بلدنا، المملكة الأردنية الهاشمية، حزب قائد وهذا ما نحمد الله ونشكره عليه لأن الوضع العربي في بعض «أقطارنا» العربية عانى الكتير ولا يزال يعاني من مآس وويلات الأحزاب «القائدة» وها هي تجربة سوريا والعراق.. وأيضاً التجربة «القذافية»: اللجان في كل مكان لا تزال ماثلة للعيان!!.
نحن ننتظر أن يكون عطاء هذا اليوم، مع تواضع توقعاتنا، لبنة في هذا «المدماك» الذي كان الأردنيون قد بدأوا إشادته قبل ستين عاماً (1956) عندما كانت عواصف الإنقلابات العسكرية في ذروتها وحيث تم إستئناف هذه المسيرة الخيرة في عام (1989) فكانت تلك الإنجازات التي تحققت رغم كل عوامل الشد العكسي الداخلية ورغم أن المنطقة كلها قد شهدت مستجدات بائسة قد أدت بالمحصلة إلى كل هذه الكوارث التي حلَّت بدول شقيقة عزيزة أبتليت بظاهرة القائد الذي لم يَجُدْ الزمان بمثله والحزب الأوحد الذي فرض نفسه على «شعبه» بقوة الزنازين الإنفرادية وساحات الإعدامات وأعواد المشانق .
في هذا الصباح الجميل وُضعت الكرة في ملعب الأردنيين والمفترض أنَّ الذهاب إلى صناديق الإقتراع بدون تردد ولا مماطلة ولا ضرب أخماس بأسداس هو عنوان المواطنة الصادقة الصحيحة فاليوم هو يوم «الإختلاء» بالنفس وهو اليوم الذي يجب أن يضع كل أردنيٍّ مصلحة هذا الوطن، الذي هو لكل واحد منا ولكل الأردنيين، فوق الحسابات الشخصية والأمزجة الخاصة.. ربما أن لبعضنا ملاحظات وإعتراضات لكن كل هذا يجب أن يكون ثانوياً تجاه الرئيس الذي هو إضافة «مدماك» جديد في هذا البناء السامق الذي كان الطلائعيون الأوائل قد وضعوا أول حجر فيه قبل نحو قرن بأكمله .
إن بلدنا في هذه الظروف الصعبة يواجه تحديات كثيرة لكن هذا يجب أن يزيد وأن يعزز إصرارنا على إنجاح هذه الإنتخابات وعلى أنْ نختار الأفضل وليس «الأقرب»، لا عائلياً ولا عشائريا ولا جهوياً، وهنا فإن ما يجب أن يعرفه كل أردني أن روسيا، التي أرسلت إلى صناديق الإقتراع الملايين من أبنائها ليختاروا «450» ممثلاً لهم في الـ «دوما»، تواجه هي أيضاً أزمة إقتصادية طاحنة زاد في إستفحالها تراجع أسعار النفط وإستمرار العقوبات الغربية وحيث أن هذا البلد العملاق لهذه الأسباب الآنفة الذكر ولتفاقم مشكلة أوكرانيا بات يمر بأطول فترة ركود إقتصادي منذ دخول بوتين الساحة السياسية في عام 1999 .. إن هذه الإنتخابات التي إستقطبت خلالها صناديق الإقتراع عشرات الملايين هي أول إنتخابات «برلمانية» بعد ضم جزيرة القرم إلى روسيا الإتحادية وبعد إندلاع النزاع في شرقي أوكرانيا وبعد تدهور العلاقات الروسية مع الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي ووصولها إلى أسوأ مستوى منذ نهايات الحرب الباردة المعروفة .
لكن ورغم هذا كله ورغم وجود حزب حاكم و»قائد أوحد» فإن ذهاب الروس إلى صناديق الإقتراع قد سجل أرقاما فلكية مما يعني أنه علينا في هذا اليوم التاريخي «الوضاح» أن نضع أمزجتنا وحساباتنا الخاصة جانباً وأن نستجيب لواجب هذا الوطن العزيز علينا كلنّا بالذهاب إلى صناديق الإقتراع لنختار ونحن أمام الله وأمام أنفسنا ما نرى أنه القادر على تحمل مسؤولية أربعة أعوام من المفترض أن يشهد بلدنا خلالها نقلة نوعية فعلية وعلى المستويات كافة .. واللهم إشهد!!.
الراي