مجرد الحديث عن تغيير المناهج في المدارس , كان كفيلا ببدء هجوم معاكس ,بيد أن أغلب ممن سنوا سكاكينهم لم يطلعوا على التغييرات التي طرأت لا بل أن بعضهم أقحم تعديلات ليست موجودة غير أن الغائب عن هذه المعمعة هم الطلاب أنفسهم , أليسوا هم أولى بإبداء الرأي فيما يتعلمون ؟..
أول الفتح كان حزب جبهة العمل الاسلامي فسارع الى بيان عام يصلح لكل زمان ومكان , متمطيا موسم الإنتخابات النيابية واعتبر تغييرات المناهج الدراسية «مساساً واضحاً بتراثنا وقيمنا يقصد منه ابعاد الاجيال القادمة عن دينها وعروبتها واصالتها وتاريخها وعاداتها وتقاليدها». !!.
لا بل زعم أن من وضع المناهج الجديدة أجانب تعمدوا حذف آيات قرانية واستبدالها بمواضيع أخرى، ولتسطيح القضية , ذهبوا الى القشور , وهي بظني أكثر المواضيع المثيرة للحساسية والتي في العادة ما يستخدمونها لإحداث الثغرات وكسب تعاطف زائف , وهو موضع المرأة محجبة أم حاسرة الرأس ولا أعرف لماذا لم يأت البيان على ذكر البوركيني والمؤامرة الأممية على الإسلام !!، لكن المثير للدهشة كان في إقحام القدس الشريف في اللعبة!!.
سرعان ما تبعت نقابة المعلمين الأردنيين الأثر , لكنها تحينت الفرصة للهجوم بشدة على وزارة التربية والتعليم في بيان أعاد التذكير بمطالب النقابة , وأتى على ذكر المناهج في فقرة واحدة , والمثير أيضا أن بعض المعلقين ممن يمتطون صهوة التيار الديني , لأغراض سياسية رأوا في بيان النقابة حيادا لا علاقة له ببيان الجبهة , بمعنى أن الإسلاميين ليسوا وحدهم في هذه الجلبة , وهو صحيح ظاهريا , لكن للتذكير , فإن كانت قيادة النقابة قد تغيرت شكلا فهي جسدا وروحا مرتبطة عضويا بالتيار الديني ... وكمن يغني على ليلاه ذهبت النقابة الى تكريس شعار الإسلام هو الحل في كلمة وعبارة سطرتها البيان , لكن المزاودة الأكثر غرابة كانت في تسنيد شرعية الدولة والنظام الى الشرعية الدينية في كلام حق أريد به باطل !!.
لم نسمع اراء الطلبة فيما يتلقونه من تعليم وفيما يدرسونه من مناهج , وهم الحلقة الأهم في تقرير مستقبلهم , أم ان هذه الشرائح مصرة على أن تقرر نيابة عن المجتمع بأسره , ماذا يدرس وماذا يأكل وماذا يلبس وكيف يفكر ؟.
الراي