سعيد العمرو .. الدّمُ هو الدّم
د. محمد عبدالكريم الزيود
19-09-2016 06:51 PM
ها أنتَ تُحملُ على الأعناق مكللّا بالنصر ، زاهياً كفارس ومنتصباً كرمح ، وعنقك يطاول المآذن طولاً ، ومناديا فينا أن الشهادة ما زالت مفتوحة الأبواب، وأنّ فلسطين بوابة الجنّة إلى الله، والتي لن تُغلق حتى تتحرّر من دنس الصهاينة.
يا سعيد يا ابن العمرو الدّم هو الدّم، ما أخرجك إلى القدس هو ما أخرج علي حسين مطر من دروب المسرة والعالوك عام ١٩٦٧ ، وأخرج مئات الشهداء الأردنيين من مروج القرى، حاملين أرواحهم على أكفّهم، وهو نفس دمك الزاكي ويشبه دم كل الشهداء الذين عبروا نهر الشريعة يوما يعلوهم الحداء ونداء الله أكبر غير طامعين إلا بجنّة عرضها السموات والأرض، وحده الدم من وحدّ ضفتي النهر الخالد وأزال حدوده ورسم وطنا واحدا وقبلة وبوصلة للشهداء.
يا سعيد يا ابن العمرو العدو هو العدو لن يتغيّر ولن يتبدّل فينا يوما، وما زال الغدر من شيمهم، وأعرف أن فيك شجاعة الأولين والفرسان الذين جادوا بأرواحهم من فوق خيولهم أمثال كايد المفلح العبيدات وصايل الشهوان، ولكن هو الغدر لم يغادروه منذ ألف عام بني يهود.
سيبقون عدونا هم حتى تتحرر فلسطين من دنسهم، ومهما كتبوا في مناهجنا، ومهما بدّلوا وحذفوا فلن يحذفوا شيئا من صدورنا أو يمحوا ذاكرتنا ودموع أمهاتنا وتاريخنا المحفور والمحفوظ بصدور الرجال.
بكتْ عيني وأنتَ محمول فوق الرؤوس، ويطاف بك دروب "المغيّر" وحداء الرجال وتكبيراتهم وزغاريد الكركيات ومهاهاتهن تحفّك ميمنة وميسرة، وتحرسك الملائكة وخفقات قلوب أمهات الشهداء ، فاهنأ يا شهيدنا وأنت تغفو تحت زيتون قريتك وقريبا من عين مائها ، بعدما تحققت أمنيتك التي كتبتها يوما "اللهم إرزقنا صلاة في القدس".
سلامٌ عليك وسلامٌ على "دمع العذارى" في القدس والكرك .. سلام على من بكين الشهداء: حمد الحنيطي ووصفي وهزاع وفراس ومعاذ وراشد الزيود، وستظل سلسلة البطولة تطول وتطول حتى ترجع الأرض والمقدسات والتي قاتلوا من أجل تحريرها وإن غداً لناظره قريب.