لماذا الدفاع عن الفساد؟!!
سلامه العكور
17-09-2008 03:00 AM
لاول مرة في الحياة السياسية الاردنية نقرأ مقالات تدافع عن الفساد وعن رموزه بصور ملتوية وديماغوجية وبمبررات واهية ..وكأن هذه الاقلام مجندة من قبل مراكز قوى متنفذة ولها صول وجول ومحصنة ولا تطالها زوابع التغيير ولا معاول الاصلاح..
وانه لامر جلل ان توظف اقلام معروفة للتمترس بقوة امام اوكار الفساد حتى لا تطاله وتلامسه ايادي الاصلاح الناعمة والرفيقة ، في الوقت الذي يعلو فيه صوت جميع القوى و الفعاليات السياسية والحزبية والشعبية ومختلف مؤسسات المجتمع المدني مطالبين بالحاح واصرار كبيرين بمكافحة الفساد المالي والاداري وبكف الايدي عن التطاول على المال العام وبوضع حد للتعاطي بالمحسوبية والرشوة تمهيدا لتفعيل مبدأ تكافؤ الفرص..
لكن ان يتصدى بعض الكتاب لاسباب مختلفة ومثيرة للحيرة وللريبة لمحاولات كشف النقاب عن بعض مواطن الفساد وعن رموز متورطة فيه لاجهاضها وكأن شيئا لم يكن فهو فعلا لامر جلل ومؤسف ومحزن في آن..لا سيما وقد ثبت ان الفساد مؤسسة آخذة بالنمو وخطرها بات محدقا ورموزها يزدادون قوة وسطوة ونفوذ...
لقد نادى جلالة الملك غير مرة بصور مباشرة وغير مباشرة بضرورة الاصلاح وبمحاربة الفساد بجميع اشكاله وصوره.. وكُتب التكليف السامي للحكومات المتعاقبة زاخرة بالتوجيهات المطالبة بالتطوير والتحديث وبالاصلاح الذي يجب ان يشمل جميع مؤسسات ودوائر الدولة، وفي القطاعين العام والخاص..
يقينا ان لبعض الاوساط السياسية والاقتصادية مصلحة- واي مصلحة في الذود المستميت -بمبررات مخادعة ومتحايلة في المفردات والالفاظ - عن بعض مواطن الفساد..وكان حريا بها ان تسهم في المعركة الوطنية الشريفة التي تخوضها اوساط واقلام وطنية شريفة ضد الفساد والمفسدين..
لا سيما وقد ثبت بالملموس وبالتجربة العملية ان معركتنا الوطنية في مكافحة الفقر والبطالة وفي الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي يجب ان تبدأ اولا وقبل اي شيء بمكافحة الفساد واوكاره ورموزه..
واوضاع شعبنا الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية في الوقت الراهن هي احوج الى الاصلاح من اي وقت مضى..
ويكفي بعد اليوم تغليب مصالح فئة قليلة من الناس على مصالح الاغلبية من ابناء شعبنا..
ويكفي بعد اليوم ان يزداد الثري ثراء والفقير فقرا..
ويكفي بعد اليوم ان تظل ابناء عائلات معروفة تنعم بخيرات وبركات هذا البلد في حين ان ابناء عائلات اخرى محرومون من هذه الخيرات والبركات وحتى من فرص يستحقونها عن جدارة وبكفاءة ولصدق ولائهم وانتمائهم..حيث قدموا هم وآباؤهم واجدادهم الكثير من التضحيات الجسام في خدمة هذا الوطن وفي الذود عن حياضه واستقلاله وسيادته..
ورغم ذلك رضوا بالقليل القليل من خيراته وبركاته..
الا آن الاوان لينصفوا..
ان الاصلاح وحده هو الكفيل بانصاف الجميع ممن يستحقونه..
ان هذه الاقلام المجندة في خدمة مراكز القوى تبحث عن امتيازات وعن مصالح انانية ضيقة ولو على حساب مصالح وطنية وقومية ، بعد ان افلست سياسيا وتخلت عن قضيتها الوطنية التي كانت ولا تزال قضية الجميع ، وينبغي ان تسكت ، وتكف عن هذه الذرائعية المكشوفة ...
فاحرار الاردن وشرفاؤه على وعي تام ويقظة تامة بما تسعى اليه هذه الاقلام ومن وراءها من مراكز قوى...