ماذا قال الشباب الأردني عن الانتخابات؟
د. سامر أبو رمان
18-09-2016 05:53 PM
يبدو أن الشباب الأردني يتأرجح في نظرته لانتخابات البرلمان القادم والمشاركة فيها و رؤيته لسير العملية الانتخابية التي ستجري بعد أيام ودورها وتأثيرها كأداة حقيقية للتغيير.
فلا يخفي حينما نستحضر الملامح العامة لنتائج استطلاع الرأي الذي نشره مركز عالم الآراء أول أمس لمعرفة توجهات عينة ممثلة عن الشباب الأردني بالانتخابات القادمة أن ثمة جوانب ايجابية تدعو للتفاؤل، وأخرى سلبية، وأخرى تقف في المنطقة الرمادية.
بعيداً عن ازعاج القارئ بتفاصيل الأرقام الدقيقة لنتائج الاستطلاع، ومع تعدد وتنوع اسئلته، أقدم هنا نوعين من النتائج بصفتي عضواً في فريق الاستطلاع يمكن أن نطلق عليهما الايجابية والسلبية من منظور النظم السياسية، ونترك النوع الثالث وهو الحيادية لمقال آخر.
كان من أبرز الملامح الايجابية للنتائج أن ما يقرب من ثلثي الشباب الأردني رأوا أن الانتخابات القادمة مهمة، وثلهم (37.3%) يرون أنها حدث غير مهم، وكما أن تفوق نسبة من قالوا إنهم سيشاركون (بالتأكيد أو غالباً) على نسبة من قالوا «حتما لن نشارك» «غالباً لن نشارك» مظهر آخر مهم من مظاهر الايجابية والنصر لدعاة المشاركة، بالرغم من أن الواقع الفعلي أن تقل نسبة من قالوا بالمشاركة في يوم الانتخاب كما هو متوقع ما بين 10 و15%؛ لأن الناخب يكسل يوم الاقتراع وغيرها من الأسباب.
ومن الملامح الإيجابية أن الغالبية الساحقة؛ أي ما مقداره ثمانية من كل عشرة من الشباب الأردني، قالوا لنا إنهم يختارون مرشحيهم بحرية، ومن غير تأثير من أحد، وكما يشهد سهولة الوصول لمقر الانتخاب على جانب ايجابي آخر في العملية الانتخابية حيث يرى ثلثا الشباب سهولة الوصول إلى مراكز الاقتراع.
وأما الملامح السلبية في الأوساط الشبابية كما دلت عليه نتائج الاستطلاع، فيمكن القول أن أبرزها كان عدم توقع الشباب بأن الانتخابات ستحدث تغيراً في الأردن، وهو ما ربما يكون من الاسباب الرئيسية بعدم المشاركة، ولذا أظهرت نتائجنا أنه كلما زاد الاعتقاد بأن الانتخابات النيابية القادمة ستحدث تغييراً في الأردن، زادت التوقعات بمشاركة الشباب في هذه الانتخابات، وانه كلما اعتقد الشباب أن الانتخابات النيابية القادمة ستحدث تغييراً في الأردن قاموا بشجيع الشباب الآخرين على المشاركة في هذه الانتخابات.
وحينما سألنا الشباب سؤالاً مباشرا: «بعيداً عن موقفك من المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة أو عدمها، إلى أي مدى ستقوم بتشجيع الشباب والآخرين على المشاركة في عملية الانتخابات»، عبر الثلثان من الشباب عن أنهم وحسب ما يسمعون، فإن الشباب أكثر الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما غير متشجعين للمشاركة في الانتخابات.
وللذين لا ينوون المشاركة في الانتخابات سردنا لهم بعض الخيارات لمعرفة أسباب عدم المشاركة مع اتاحة المجال لهم لإضافة خيارات أخرى، كان عدم الثقة بالنواب وعدم نزاهة العملية الانتخابية هي أهم الأسباب.
ويعد ضعف المعرفة بقانون الانتخابات الجديد مظهرا بارزاً على برودة المشاركة في الانتخابات، حيث أجاب ربع الشباب الاردني فقط أنهم يمتلكون معلومات بدرجة كبيرة وكبيرة جداً عنه، ولذا كلما زادت المعرفة بقانون الانتخابات الجديد زاد احتمال مشاركة الشباب الأردني في الانتخابات.
وأخيراً، وربما يكون التحدي الأكبر أن الأغلبية وهي ما تشكل نصف الشباب الأردني يرون أن الهيئة المستقلة للانتخابات ستفشل في ضمان نزاهة العملية الانتخابية، والربع فقط يرون أنها ستنجح في هذه المهمة امر يتم اختباره في يوم الانتخابات وستظهر اثاره بعد اعلان النتائج النهائية.