تصاعدت مؤخرا الحملة الاعلامية الشرسة ضد السعودية ودول الخليج بشكل غير مسبوق وممنهج وان دل ذلك فانما يدل دون ادنى شك على الاطماع الايرانية في المنطقة والحقد المتزايد في قتل العرب والمسلمين السنة واحتلال المزيد منها.
احتلال العراق وقتل السنة والتدخل العميق في سوريا ولبنان واليمن والكويت والبحرين هو ما فتح شهية ايران في حصد المزيد من القتل والكبرياء والتهديد والوعيد والتدخل في مصالح تلك الدول.
الوسائل الاعلامية الايرانية تعمل بنهج ايصال الرسائل الاعلامية والمسبات والشتائم وكيل الاتهامات والاحقاد والتي لم تكن سهلة بل كانت ممنهجة وقوية ومتسلسلة وسياسية وتخرج من كبار القادة السياسيين والدينيين منهم في اقناع المشاهدين انهم الضحية والسعودية والعرب هم المجرمون والقتلة.
بالمقابل تراجع الاعلام المدافع عن هذه الاتهامات وبقي بصورة تقليدية وضعيفة ولم يتمكن حتى من مواجهة هذه الاتهامات والاعتماد على الاساليب التقليدية والسياسة الرخوة والاستعانة باشخاص وخبراء استهلكوا.
"الاعلام الفردي" ونشر الحقائق مباشرة من قبل اعلاميين محترفين في التركيز على نقاط الضعف والجرائم التي يرتكبها النظام الايراني مع صور ومناظر مباشرة غابت عن المشهد الاعلامي تماما بل تراجعت واكتفت بالتنديد والخجل والعلاقات الدبلوماسية فقط.
الدفاع الاعلامي احيانا يكون اقوى من الدفاع العسكري ومثال على ذلك التحشيد لوسائل الاعلام المصرية التي شنت حملة اعلامية مرعبة ضد الاخوان المسلمين اثناء استلامها للحكم من خلال اشخاص اعلاميين فرادى يتصدرون الشاشة في دفاعاتهم على اقل الاخطاء المشاهد مما ساهم في خلق اعلام تحشيدي غير مسبوق.
هذا النموذج الاعلامي ليس في مصر لوحدها بل اخذ ينتشر في كل وسائل الاعلام الحديثة والذي يعرف بالقوة الضاربة الاعلامية والذي تحتاجه السعودية ودول الخليج في الدفاع الاعلامي لمقارعة الاعلام الايراني الحديث.
ما اشاهده على القنوات المساندة لدول الخليج اخذ ينحصر فقط بنشر الاخبار العاجلة ولقاءات سريعة وضعف للزملاء المقدمين للبرامج فيها وتحديدا اثناء الحوارات وغياب الخبرة العميقة في نشر دقائق الامور والصور واللقاءات المفتوحة واستحضار مشاهد ولقاءات مع مواطنين ومعارضين ايرانيين لهذا النظام من اجل كشفه وتعريته.
ما نشاهده على القنوات الداعمية للنظام الايراني يثير المشاعر والانسانية وحتى انه يؤثر في المشاهدين من خلال اعلامي واحد يتحدث ويتصدر الشاشة لوحده ويدعم حديثه بالصور والوقائع ومن ثم ينهال بالشتائم والاتهام وانهم الضحية بينما اعلامنا لم يتطرق يوما للمذابح والمجازر التي ترتكبها ايران ضد السنة في العراق واجتثاثهم وقتل المدنيين وتدمير مئات المساجد خلافا للقتل على الهوية والتشريد واللجوء.
قادة عسكريون ومليشيات ومنظمات ايرانية تجول وتصول في العراق وسوريا علنا جهارا ونهارا لترتكب جرائم عالمية وحرب ابادة والتمادي فيها حتى اصبحنا نشاهد ان رؤساء وزراء العراق هم قادة مليشيات ايرانية سابقة كانت تعمل سرا للاطاعة بالنظام السابق .
الاعلام الخليجي وقف عاجزاً عن نشر هذه الحقائق والاستباحة والقتل والتدمير للمدن السنية في العراق وسوريا واليمن ولم يكتف بذلك بل كان يدافع عن هذه الجرائم تحت تبرير بان الحشد الشيعي والجيش العراقي والمليشيات الايرانية يقومون بطرد وتنظيف هذه المدن السنية في الانبار وتكريت وحويجة والفلوجة وغيرها من الاسلاميين والدواعش بينما الحقيقة التي توصلنا اليها واصبحنا نعرفها جميعا ان ما يجري في العراق هو اجتثاث وقتل وابادة على الهوية للسنة وحتى انهم لم يسمحوا للمهجرين واللاجئين بالعودة الى المناطق السنية حتى الان.
هذا الاعلام منح شهادة قتل واستباحة للنظام الايراني وميليشياته عندما يدافع او يبرر هذا القتل والتطهير العرقي للسكان الاصليين والقتل على الهوية دون رحمة بانه ضد داعش دون تقصي الحقيقة او معرفة ما يجري او اجراء لقاء مع سكان تلك المناطق فانه يصبح ترويجا لهذه الاعمال علما اننا على دراية بان داعش هو صنيعة ايرانية بحتة روج لها الاعلام الخليجي والعربي للاسف.
هناك فرصة كبيرة للاعلام العربي برد الصاع صاعين والتركيز على هذه الجرائم وتحديث الاعلام وعرض صور القتل على الهوية في العراق وسوريا والاطفال والتدمير والتشريد والنهب من خلال اختيار اعلاميين وبرامج قوية تركز على استباحة ايران لقتل السنة وهدم الجوامع وعرض مشاهد لقادة عسكريين ايرانيين وهم يجولون في الميادين ومنهم من اصبحوا وزراء في العراق وكشف الاهداف الايرانية على حقائقها وان يكون الاعلام من خلال اعلاميين يشنون هجوما اعلاميا موثقا بالصور والحقائق والوقائع.
كان بالامكان الدفاع عن الهجمة الايرانية الشرسة التي تعرضت لها السعودية خلال موسم الحج الحالي من خلال نجاح الموسم وغياب اي اشكالية سياسية او موت او تدافع او انتشار لاية امراض والرد على الاتهامات القاسية التي طالت العائلة المالكة والمقدسات الاسلامية وحطت من مكانتها والتي لم تكتفي في ذلك بل طالبت بوصاية اسلامية وعربية على المقدسات الاسلايمة تكون هي شريكة فيها ولكن للاسف كان الرد الاعلامي غير كافي وغير مقنع.
وايضا عندما يصرح مسؤول ايراني كبير بان البحرين هي محافظة ايرانية وينجر الاعلام الايراني بشرعية هذا التصريح بانها محافظة في المقابل لم نجد اي دفاع اعلامي شرس يقارع هذه الاتهامات.
قوة الاعلام تكمن في اقناع المشاهد بكل الطرق سياسيا او دينيا وكثير من المشاهدين السنة في الدول العربية غيروا قناعاتهم بان ايران على حق نتيجة الهجمة الاعلامية الشرسة التي تقودها ونحن الان بامس الحاجة لقلب هذه الموازين بالحق والحقيقة والبينات بان ايران دولة معتدية واحتلت دولا مجاورة ولها اطماع جغرافية وسياسية ودينية من اجل اقناع المشاهدين المترددين والذين يؤثر فيهم الاعلام وجذب هؤلاء نحو الحقيقة والواقع وتعرية النظام الايراني لتكون الشعوب العربية والسنية منها على قناعة اكيدة بان ايران دولة معتدية في ظل الانقسام العربي السني الذي يؤيد البعض منهم عربدة ايران والرئيس السوري وانحيازهم العلني لهم.
الاعلام العربي والخليجي يجب ان يكشر عن اسنانه وينطلق انطلاقة اعلامية جديدة وقوية ويرفع من سقف الشتم والمسبات والتهم وتاكيدها بالصور والمشاهد والحقائق والوقائع والتوقف تماما عن تبرير اي قتال او دفاع ايراني ضد المدن السنية بانها ضد داعش بعد ان اصبحت استباحة بشهادة اعلامية رسمية من قبل اعلامنا لايران ومليشاتها بقتل السنة واحتلال المدن والتدخل في سياسة هذه الدول دون حسيب او رقيب نتيجة اعلامنا وسياستنا الضعيفة.
لن نقبل هذه الهجمات الاعلامية الشرسة والاساءة للسعودية ومقدساتها الاسلامية ولدول الخليج واطماع ايران في المنطقة بينما نملك اعلاما ضخما اضافة لامكانية تسخير الاعلام العربي في دول صديقة للدفاع عن هذه العربدة والاساليب الجهنمية لقتلنا وتشريدنا.
لا يمكن السكوت على ضعف الاعلام والقنوات الفضائية عن هذه الاتهامات وعليها النهوض والتجديد وتغيير سياستها ورفع سقف الانتقاد ووقف الاساليب الحالية والتقليدية منها وشن هجوم ممنهج يوقف هذه الاتهامات وتغيير الواقع الحالي لكشف المجازر والاعتداءت الايراينة واطماعها وتدخلها في دول ذات سيادة وتعريتها دون رحمة وتبيان ان ايران دولة محتلة واجرامية في العراق واليمن وسوريا ولبنان والبحرين وقلب الواقع الحالي من انها ضحية الى دولة مجرمة تهدف الى احتلال الدول العربية وتدميرها.