وزير التربية .. هل طاح الجمل فكثرت سكاكينه؟!
الدكتور ثابت المومني
15-09-2016 04:38 PM
لا اعرف ان كنت قد وفقت في اختيار عنوان مناسب لمقالي هذا حول قضية وسلوك ومرض يعاني منه البعض من افراد مجتمعاتنا في الاردن ومحيطه العربي.
ذلك المرض الذي يمكن لي وصفه بازدواج في السلوك والغاية والهدف لمن كانوا يوما ينحنون لوزير تربية يصفونه اليوم بالفاشل والمجرم بحق من يرأسهم والخارج عن الملة بسبب تعديل المناهج او طريقة ضبطه للتوجيهي.
هولاء كانوا يوما يصلون لله فرضا ولله سنة ولكنهم كانوا ينحنون لسبب او بدون سبب لمعالي الوزير لاجل مصلحة او لذات الجبن وضعف الشخصيى ربما.
لقد كنت انا كاتب هذا المقال اول من انتقد العديد من المغالطات في التربية والتغليم بدءا من تربية عجلون التي كانت ولا زالت تئن تحت ادارات قسمت بدن المديرية الى ملل ونحل وجماعات وفرق وصولا لانتقاد راس الهرم في وزارة التربية والتعليم ممثلا بوزيرها الحالي معالي الدكتور محمد الذنيبات وخصوصا في مسالة طريقة ضبط امتحانات التوجيهي والتي وصفتها انذاك بانها بوليسية وستؤدي الى دوعشة شباب ومجتمعات وكنت على قدر تحمل المسؤولية في كلمتي رغم انني موظف صغير في وزارت التربية والتعليم.
لم انتقدت الوزير لوزير ليس لكراهة شخصية فيه انما انتقدته نقدا بناءا لتصحيح مسار ومسيرة من منطلق سنة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم حين قال ( انصر اخاك ظالما او مظلوما) فقمت بالانتصار للوزير بانتقاد قراراته لاعتقادي بانها تسير في الاتجاه الخاطىء.
ولكن اقولها بكل مرارة واسف بان من يطلق عليهم لقب القادة في في مديرية تربية عجلون وبعض القيادين في وزارة التربية قد امعنوا بغسيل الاجواء بكل ما هو تشويه عن شخصية الدكتور ثابت المومني التربوية وكانت هذه الفئة تقدم سمومها على طبق من الخداع لمعالي الوزير حتى خيّل لمعاليه بان ثابت المومني هو شيطان اثيم يعمل على تعكير صفو التربية والتعليم في مديرية تربية عجلون فما كان من معاليه الا وان اتخذ عقوبة صارمة غير مسبوقة بحقي تمثلت بحجب الزيادة السنوية لثلاث سنوات متتالية رغم ان صفحتي بيضاء وملفي خال من اي عقوبة عبر مسيرتي الوظيفية وان ترفيعاتي كانت جوازية نظرا لتقاريري السنوية المتميزة بالعمل.
وشاءت الاقدار ان وفقت بمقابلة وزير التربية ، وما ان سمع مني حقيقة ما جرى الا وانتفض منتصرا للحق بان ازال العقوبة فورا وفي المقابل قمت باسقاط قضية كنت قد رفعتها اامام المحكمة الادارية العليا(العدل العليا سابقا).
لقد شئت ان اسرد هذه الحادثة كي ابين لتلك الفئة الباغية من القادة التربويين ممن كانت رؤوسهم تتطأطأ امام الوزير في كل قراراته وكل مبادراته ويلا يفتاؤون مباركتها وتاكيد صدقيتها وارجحيتها ولكن وبكل اسف وبعد احالتهم للنقاعد اصبح هذا الوزير مرمى لسهامهم المسمومة.
انني وبكل اسف اكتب هذه الكلمات واقصد بها بعض الاصدقاء الاحبة ممن عرفتهم منذ اكثر من 20 عاما وتولوا مناصب رفيعة في التربية وعندما اوقع الوزير عقوبته بحقي لم اجد منهم صوتا ولا نحيبا لانهم لا يجراؤون على كلمة الحق الا من وراء جدر مصمته وهكذا اليوم يفعلون !!.
لقد كان الفرد منهم لا يجروء ان ( يكح ) في حضرة الوزير بينما اليوم وبعد خروجه عن كرسي القيادة تجد الفرد منهم اسدا متنمرا لا يبقي ولا يذر وهو يعدد مناقب الوزير السيئة في قضايا التوجيهي والمناهج والتعليم المهني التطبيقي بعد العاشر وانصبة المعلمين وغيرها.
انني اقولها وبامتعاض ..كم اسنتغرب نفاق وجبن هولاء قائلا لهم .... اين كنتم من كل هذه القضايا عندما كنتم تخرجون من مكاتبكم لاستقبال الوزير على بعد عشرات الكيلومترات عند زيارة مديرياتكم ؟!.
اين كنتم عندما كان يتم تعديل المناهج في السابق وكنتم انتم من اصحاب القرار في الوزارة والمديريات لا بل كنتم انتم صناع القرار للوزير .
لماذا اصبح الوزير اليوم ملعونا خارجا عن الملة والدين والقيم والاخلاق يا اصحاب العطوفة والسعادة والريادة بينما كان في الامس سيدكم تنحنون له بمجرد سماع هدير صوته او حتى عندما تنظرون لصورته في احتفالياتكم ومكاتبكم؟!.
اين كنتم عندما فرضت حصص التقوية للصفوف الثلاث الاولى بلمح البصر مما اربك الميدان ومدراء المدارس والمعلمين لاكثر من فصل دراسي وتعطل خلالها الدرس والتدريس بينما تقارير الاشراف تقبع في ادارج مكاتبكم لحل المشكلة ن اليس الاجدر بكم وقتها بنقل الصورة للوزير لاجل حل المشكلة ام كنتم في غياهب الخوف من قصوركم ونقص في قدراتكم القيادية لللحديث والحوار مع وزيركم.
انني اكاد اجزم بان ما من احد منكم كان ليجروء لنقل واقع حال الميدان التربوي للوزير لانكم تعلمون بان للوزير قول سيكون في ذلك ولكنكم لا تجرأؤون.
ايها السادة...ايها القراء... ايها الاهل والاحبة... فوالله لم ادافع عن باطل يوما ولن ادافع عن وزير كان خصمي في عقوبة لا يمكن لي ان اصفها الا انها كانت ظالمة صنعها امثال من يرمون الوزير بسهامهم اليوم فاين العدالة والقصاص منهم !!.
انني ادافع عن نهج محمد صلى الله عليه وسلم بان انتصر للوزير ولغيره ظالما ومظلوما من خلال ايصال حقيقة الواقع التربوي كما اراه بينما اجد مدير التربية في عجلون وغيرها من مديريات التربية يتسترون على تقارير الميدان التي تعالج الخلل اينما كان لتلصق التهم بالوزير اليوم!.
نعم اعترف بان الوزير ووزارة النربية ارتكبت الكثير من الاخطاء وهذا شيء طبيعي وقد اعترف الوزير بوجود خلل وخذا موقف يسجل لصالحه.
اما انا ككاتب لهذا المقال وتربوي لعقود خلت فانني اعترف بان اخطاء هذا الوزير كثيرة ولكنها مرهونة بحجم العمل ...فمن يعمل يخطىء ومن لا يعمل لا يخطىء ابدا ، وما اخطاء الوزير الا دليل لحجم العمل رغم انني نصحت معاليه يوما وفي مكتبه بان هناك من القادة من يغني على ليلاه الامر الذي يشوه انجازات الوزير الايجابية .
من هنا فانني اختم واقول لتلك الفئة الباغية بان الوزير يصيب ويخطىء وان واجبكم اثناء عملكم هو تقييم مسيرة الوزير ضمن اطار سري داخلي ولكنكم لا تفعلون واما اليوم وبعد خروجكم من الميدان التربوي اصبحتم تتنمرون خلف منابر الجبن والضعف والتخلف لقذف الوزير بكل ما هو مسيء لاظهار رجولة مفقودة فيكم ، فنحت مع انتقاد الوزير في قضايا عديدة ومنها التوجيهي والمناهج ولكن ليس بان نصمت اثناء العمل الوظيفي لنخرج من اوكار الخزي والعار بعد تقاعدنا.
ان واجبنا الوطني يحتم علينا ملاحقة هولاء القادة التربويين ممن احيلوا على التقاعد وباتوا يزعمون عن اختلالات في وزارة التربية لانهم خونة مع سبق الاصرار والترصد ان كان كلامهم صحيحا وان كان كلامهم كاذبا فان ملاحقتهم واجبة لانهم يظللون المجتمع وكفى!!!