فجأة تذكرت وكالة أنباء النظام الأسدي (سانا) أن الجولان السوري تحت الاحتلال الإسرائيلي. وفجأة تذكرت قيادة (الجيش العربي السوري) استباحة الطيران الإسرائيلي الحربي للجو والأرض السورية في عهد عائلة الأسد المجيدة.
«سانا» أعلنت أن الجيش السوري أسقط طائرتين إسرائيليتين إحداهما حربية في سعسع بريف دمشق، وأخرى للاستطلاع بريف القنيطرة في الجولان.
إسرائيل نفت دعوى النظام الأسدي، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن هناك قذيفة، أو صاروخ أرض جو «طائش» جراء «الحرب الأهلية الداخلية السورية» ولكنه توعد في نفس الوقت فأكد بجملة كاشفة: «يعتبر الجيش الإسرائيلي، النظام السوري مسؤولاً عما يجري داخل أراضيه، ولن يحتمل أي محاولة للمس بسيادة دولته وسلامة سكانها».
متحدثة أخرى باسم الجيش الإسرائيلي أوضحت أن الضربة الأخيرة هي الرابعة منذ 4 سبتمبر (أيلول).
هناك من يسأل: هل هي «مسرحية» من قبل الرعاة الدوليين للنظام السوري، خاصة روسيا - رغم مطالبة موسكو الطرفين بالهدوء - لإعادة تأهيل النظام الأسدي شعبيًا، على اعتبار أن أي «نصاب» يتحرش بإسرائيل، صوريًا، أو بطريقة مبالغ فيها إعلاميًا، يحصد الشرعية والشعبية، لدى العرب، مهما ارتكب ضد شعبه من جرائم؟ والجواب واضح لدى هؤلاء.
لكن في الثقافة الأمنية الإسرائيلية، حتى لو صح هذا الاحتمال، يعتبر أمن إسرائيل «خطا أحمر» حقيقيًا، ليس كخط أوباما الرقيق اللطيف.
من أجل ذلك فالدولة العبرية تتعامل مع مسألة الحدود والقدرات العسكرية المهددة في جوارها، بسرعة وحزم.
نتذكر في هذا السياق حادثتين، قريبتين:
* يناير (كانون الثاني) 2015 أعلن «حزب الله» اللبناني عن مقتل 6 من عناصره بغارة إسرائيلية استهدفت أحد مواقعه في مزرعة الأمل بقنيطرة الجولان بينهم جهاد نجل «قبضاي» الحزب عماد مغنية، وقيادات من «حزب الله»، وعميد في الحرس الثوري الإيراني.
غضبت إيران حينها، وجعجعت ضد إسرائيل كعادتها، وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، إن على إسرائيل أن تنتظر «عاصفة مدمرة».
* قبل ذلك وبحثًا عن شرعية ما، ترمم وجه النظام الهرم، في مايو (أيار) 2013 كانت الأخبار تتحدث عن أن بشار الأسد قرر فتح جبهة «مقاومة» بالجولان، وتظاهر عناصر من عصابة جبهة أحمد جبريل على الحدود، وبس!
إسرائيل احتلت نحو 12 ألف متر مربع من الجولان في 1981 ومن حينها اعتبرت جبهة الجولان أكثر الحدود الإسرائيلية أمنًا، وهو الأمر الذي ذكر به ولد النظام المدلل، رامي مخلوف، الغرب، للمقايضة، في بداية الانتفاضة السورية.
هناك مسلسل سوري كوميدي شهير، بطله فنان النظام غوار الطوشه، عنوانه: صح النوم!
الشرق الأوسط