و بعد انتهاء فترة الانسحاب للمترشحين في الانتخابات النيابية و كذلك بعد مرور عيد الاضحى المبارك أعاده الله علينا و على جميع المسلمين بإصلاح شؤونهم الدنيوية و الدينية
حيث سنسمع بآذاننا و نرى بأعيننا مهزلة المهازل
و ذلك ان أسماء الناجحين أصبحت واضحة و جلية
و اضحينا نميز بين المرشح الحشوة و المرشح الفعلي
ستكون هناك حرب دعائية ضروس بين القائمة الواحدة نفسها و كذلك الأمر بين المرشحين الذين اتضح أنهم أصحاب الفرص الأقوى لنجد أنفسنا كناخبين ننجر بين تيارات تتصاعد موجاتهاهنا و هناك لندخل بعدها إلى دوامات التشليخ العلني و الخروج عن المباديء الفاضلة التي كتبت في برامج المرشحين .
لربما في بعض الدوائر التي لم يعتد مرشحوها الذين تكرروا في المجالس السابقة سوى النجاح أن تأخذهم العزة بالإثم بعدم تقبلهم للخسارة و أن مكانهم في المجلس كالشركات التي ينتهي حقه فيها الا بالانسحاب أو الوفاة !
حقاً أصبحت و بلا شك استشعر قرب أحداث تخريب و فرض قوة على الساحة بطرق بربرية تحت عنوان "مقعدي لحالي" أو "المقعد ما بطلع من العيلة العلتانية" أو "مقعد الفخذ الفلاني" فهل حقاً لن يتقبلوا النتائج للانتخابات التي تفصلنا عنها أيام معدودة أم سيتقبلون الأمر؟ و كل مرشح خسران سيعود بمؤازريه إلى المقر بشكل حضاري و روح رياضية و ينتشرون كلٌ إلى منزله ؟
بصراحة و بكل وضوح و متجرداً من الأهواء طالما بقينا نرضخ لمفهوم "الفزعة" لذوي القربى و ذوي المال و ذوي اللا مبدأ و ذوي البهارج سنكون لقمة سائغة لمرشحين إن نجحوا و وصلوا إلى قبة البرلمان لن يرقبوا فينا كمواطنين إلاً و لا ذمة ، فمنذ أكثر من عشرة أعوام تغير علينا ثلاث قوانين ضريبية عداكم عن قوانين كثيرة و تشريعات مرتبطة بها استنزفت جيوب المواطنين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر و كلما إنعقدت دورة تشريعية كلما شعرنا بدنو تشريع يستنفذ المزيد من ما نجنيه من كل دينار نستقبله ليخرج أبطال المجالس السابقة على الشاشات مستعرضين بكلامهم المنمق و الهجومي سواء كانوا تحت القبة أو في برامج على الفضائيات كل ما يستهلك وقتنا للوصول للا شيء فأثبتوا أنهم لم يترشحوا ليكونوا نواب وطن و إنما خدمات عاجلة على حساب مشاكل لاحقة .
متى نعي كيف و من ننتخب ؟
للأسف الشديد ننتخب وفق رأي المحيط القريب منا و من خلال أطباع و عادات التصقت في العقل الباطن لكل منا ، فهناك من يربط وجوب الانتخاب بقوة لإسم العائلة التي ينتمي إليها ، و هناك من لا ينتخب إلا من ينتمي لحزب الصالحين كونهم "بتوع ربنا" و هناك حسب الانتماء الاقليمي المقيت الذي يظهر إلى الساحة في كل منافسة تقوم هنا أو هناك ابتداءاً من الملاعب الرياضية و انتهاءاً بالدوائر الانتخابية ، و هنالك من يدلي بصوته بعد أن يكون واضعاً يداً على كتاب الله و الأخرى تقبض ما أقسم على تنفيذه يوم الاقتراع و للأسف أصبحت ظاهرة وجب إعادة النظر بها و ملاحقة من يشرفون عليها .
عود على بَدْء هذه الأيام التي نمر بها و بعد استطلاعات الجماهيرية لكل قائمة و وضع كل مرشح فيها أصبحنا نلاحظ تخلي بعض المرشحين عن من مؤازريهم المعتادين أو من مهدوا لهم الطريق و استبدالهم بآخرين و ذلك لرمي الفشل اللاحق عليهم و هروباً من واقع أنهم حشوات قوائم أو رأس حربة لقائمة لم يتم حشوها بما يلزم لضمان المقعد في مجلس النواب ، في حالة أخرى إنتقال كبار المؤازرين المعتادين لمرشح إلى مرشح أخر و ذلك لمعرفتهم المبكرة لعدم فوز مرشحهم المعتاد متناسين القيم الأخلاقية أو نتيجة "لتفشش" المرشح الذي كانوا قد آزروه بدايةً بهم نتيجة عدم تداركهم لتقلبات ناخبي الدوائر الانتخابية و تخوينهم اللامبرر من قبله.
أود أن أختتم مقالتي بأن يكفينا الله و إياكم شر مرتزقة الانتخابات ، و وفق الله الناخبين ليحسنوا إختيار الأقل ضرراً على مصالح الوطن و المواطنين .