الداعشية في الانتخابات النيابية
بسام حدادين
13-09-2016 01:00 AM
تابعت بإهتمام ، الشعارات التي رفعتها القوائم الانتخابية على امتداد الوطن عبر ما أتيح لي من خلال وسائل الاعلام على اختلافها ، او من خلال مشاهداتي الشخصية وحضوري العديد من المهرجانات الانتخابية وزياراتي الاستطلاعية او التضامنية في ثلاث محافظات هي : عمان والزرقاء ومادبا.
لن أتحدث عن بؤس ما قرأت او سمعت باستثناءات لا تتعدى نصف أصابع اليد الواحدة ٠ لكن المفاجأة التي لفتت انتباهي هي : غياب اي شعار يتحدث عن " داعش " او الإرهاب او التكفير او كل ما يتعلق بالتطرف والتعصب وخطاب الكراهية.
أسئلة كثيرة قفزت في مخيلتي وأخذت تطرق بقوة على تفكيري ، تبحث عن أجوبة لها :
هل السادة المترشحين لا يعتبرون هذه الظواهر والمظاهر خطرا على الدولة والمجتمع ؟ . هل المجتمع الاردني غير مبال بهذه الإخطار التي تهدد دولته الوطنية ونسيجه الاجتماعي ؟ . والسؤال الأخطر : هل الحديث عن الحرب على الإرهاب و" داعش " والتطرف والتكفير وخطاب الكراهية لا يستجيب لمزاج الناخب والاستثمار بهذه الشعارات لا يجلب الشعبية وأصوات الناخبين .
هل تخلت الطليعة عن دورها التثقيفي والتنويري ؟ لماذا صمتت قوائم الإسلام السياسي صمت القبور وهي " المعتدلة " والمعنية قبل غيرها بالتمايز عن " الدواعش " والداعشية . حتى "اليسار"الذي يفترض به ان يستثمر في هذا الحقل ، لاذ هو أيضاً بالصمت.
شو القصة ؟؟؟ .
هل أعيش انا في وهم ؟ . هل انا منفصل عن الواقع ؟ .
جاءتني اول إشارة فاجأتني ، من صديق لي مرشح في احدى القوائم طلب مساعدتي في كتابة خطاب له سيلقيه في مهرجانه. فضمنت الخطاب بعضا من تلك الأفكار والشعارات المهجورة ، فطلب مني ان احذفها بحجة انه : لا يريد ان يستفز احد ولا يريد ان يقترب من الشعارات ذات الخلفية الدينية . وقال لي ان الناس تعتبر هذا الكلام يصدر عن أعداء الدين.
قلت لزعيم قائمة لماذا لا تتحدث عن الدولة المدنية ؟. قال لي انا مقتنع بها لكن الناس تفهما انها ضد الدين ، قلت له لماذا لا تجرم داعش والإرهاب ، أجابني ان هذا يدخلنا في جدل ديني ليس وقته . قلت لزعيم قائمة اخرى ضد " الاخوان " لماذا لا ترفع شعار يدين توظيف الدين لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة. قال لي بان الناس لا تفهم ان الدين يمكن ان يوظف خطأً لان الدين دوما في السليم .
الخلاصة : الثقافة الدينية للجمهور مقولبة بفعل الخطاب الديني الاحادي السائد وهو خطاب يعوزه النقد والتجديد والتفكير خارج الصندوق . المرشحون يرفعون شعار : "الجمهور عايز كده " ويتخلون عن دور الطليعة المفترض.
نجني ثمار ما غرسنا ، الإرهاب والقتل والدمار والتكفير والسبي وحز الرؤوس ، غير كافية لتخرجنا من التردد وتسمية الأشياء بأسمائها : هل تذكرون إلحاح المذيع على أمين عام حزب معروف ليجيب على سؤال : هل داعش إرهابي ورفض بعناد وصف داعش بالإرهابي رغم مطاردة المذيع له وغلق نوافذ الهروب أمامه.
مرة اخرى
لماذا يتجنب المترشحون شعارات تدين داعش والإرهاب والتكفير وخطاب الكراهية ؟.
سؤال برسم الجواب يا .....
انا لم اقل المناهج والكتب المدرسية هذا ما يقوله العلمانيون والليبراليون والحداثيون ، كفانا الله شرورهم !!!