" للحقيقة مذاق لا يدركه الا العقلاء "
12-09-2016 01:34 AM
بقلم زينب علي
تجادلت قبل قليل مع قريب لي حول خطب يوم عرفة المقولبة ، التي تضيع(بالشدة) على ملايين المسلمين في كل عام الاستفادة من هذا المؤتمر الاسلامي العظيم ، فلا هي احترمت مشاعرهم ، ولا ارتقت بعقولهم كي تفتح لهم آفاق الفهم السليم لما يحاك ضد الاسلام والمسلمين من حروب ضارية ومؤامرات قاسية ، كما تضيع على الاسلام نفسه ذلك التقارب المفقود بينه وبين أبنائه ، تضيع فرصة للبر بينهم ، إنها خطبة تدغدغ مشاعر المسلمين وتعيدهم لمربع الإيمان الأول الذي يقف عند شعائر الاسلام والأخلاق القويمة والأعمال الصالحة ، أخلاق قويمة في عالم بلا أخلاق ..!! ، يقف عند تطبيق الاسلام شعائرا وليس روحا وادراكا عقليا وقلبيا ! ، إلى متى ؟!! إلى متى تبقى إدارة هذا المؤتمر العظيم الهائل في يد الطبطبائيين ( الذين يطبطبون على عقولنا لكي تستمر في غفلتها ) ، ويحصرون الفائدة من هذا الموسم في حصد الحسنات من وراء الصلاة والصيام والزكاة والحج . يا سادة ! الاسلام ليس ذلك فقط ، لماذا لا يتطرقون لأوجاع الأمة ودمائها المهراقة على طرقات الحكام والأعداء وما من مجير ؟! ، لماذا لا يتطرقون لأوجاع الشباب الذي نصر به رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ؟ ! ، لماذا لا يدلفون إلى أعماق حاجة الأمة الاسلامية كي تجتاز مرحلة الحبو إلى القيام على الأقدام ؟! ، لماذا لا يطرقون باب الاعلام الكاذب ( الغربي والعربي ) الذي شوه الحقائق ! ، كما شوه معالم المسلمين الذين يبيعون دماءهم في سبيل قيام قائمة الاسلام ؟!! الاعلام الذي جعل أبناء الأمة قبل أبناء الغرب يكرهون الاخوان المسلمين ويعتبرونهم ارهابيين ، لقد أصبحت كذباتهم رائجة في أسواق عقولنا قبل أسواق الغرب ؛ لأنهم عرفوا كيف يستهينون بعقولنا بعد أن جعلوها كالأراجوز ، يحركونها بخيوط مؤامراتهم المحاكة بذكاء ، و الشعوب تتفرج وتضحك وتستمتع بذاك السيرك المهزلة . ألا يوجد في علماء المسلمين من هو صاح ، عاقل ، لبيب ؟!! ألا يوجد عزيز كالعز بن عبد السلام ؟!! ، إلى متى يا شيوخنا تعيشون في عباءة الناسك الزاهد ، الذي زهد في الحقائق ، وتنسك عن هموم الأمة وأوجاعها ، واشتغل في ألف باء الدين ، لا ترتقون ، ولا تسمون ، ولا تتذوقون لباب الحقائق المرة ، أهان عليكم أمة حبيبكم أن ترتع في مجاهل تزييف الحقائق ، والضياع بين أمنيات النصر الهزيل الذي يحسبونه سيأتيهم على جناح البكاء في جنحات الليل بأدعية الضعفاء ، التائهين بين غمار التزييف والتعتيم والتدليس ، ليس الدعاء وحده الذي يجلب النصر ، فللنصر جنود لم نرتق بعد لنكون هم أو حتى لمشابهتهم .
الدين نور ، فلنقتبس من نوره كي ننير قلوبنا وعقولنا ، فلا يكذب علينا كاذب ، ولا يدلس علينا مدلس ، ولا ينجح المرجفون في عالمنا في خلط معالم الحقائق علينا ، لنكن عقلاء ....
مؤتمر عرفة ! لك الله يا منبر الاسلام العظيم ، لك الله ...