ارهقت النسوة أنفسهن في حملات تنظيف مبالغ فيها طالت الأبواب والستائر، النوافذ ، واجساد الصغار،وصلت الحملة الأسقف والجدران.
ذهبن الى الاسواق، رغم شح «الماديات» !! كيف لا ؟ وقد جر الاطفال «اذيال» اثواب الامهات الى الدكان ، واشتروا الملابس والحلوى، ولربما الالعاب.
جهزن الحلوى، والقهوة، ولربما ومع ارتفاع أسعار الملابس والأحذية و»المعمول» والاضحية، اشترين «اغراضا» حتى لو «مستعملة» ،لا مشكلة ، نحن اعتدنا ، شراء الأغراض المستعملة.
فرحة خجولة لربما على محيا الصغار، الفرح الاكبر : لاوجود لواجبات ولا مدارس ولا حتى اوجاع فهي سكنت .. فقط .. بقلوب الكبار.
هناك في ركن بالدار من «يكره»العيد، وهناك من استعد ليملأ صفحات التواصل الاجتماعي، وحياة من حوله « يهتف جاء العيد، بهذه العبارة (عيد بأية حال عدت يا عيد !! )، لربما سيستخدم هذا ايضا ،خلفية سوداء قاتمة، تشبه دخان لون سماء الشام وبغداد ،وتشبه ايضا رماد بيوت غادرها الفرح والاحبة، وعتمة «سجون» يقبع فيها من قال للغاصب «ارحل».
رغم هذا .. وكله، العيد ليس جرعة سوداء، هو مساحة فرح ، ونحن نشتاق لموسم فرح ،أو ما يشبه الفرح.
دعونا نحن نحب العيد ، رغم اختناق الياسمين، رغم السواد الاعظم، والموت ، والتشرد ، و الغربة ، و نزوح الامل، و الحزن،والفقر ، والفقر، و التعب ، والتعب ، والتعب ..
نحن نستحق فسحة من حياة وركوب فرحة ارجوحة العيد.
من حق أطفالنا أن يروا الفرح، ولو كذبا في عيوننا ، يستحق اهلنا أن يروا الأمل في وجوهنا وعلى جبيننا صباح العيد.
دعونا نعيش العيد ونحن ننتظر العيد.
الدستور