قد تكون هذه الاتفاقية الاميركية – الروسية حول «وقف الأعمال العدائية» بدءاً من يوم غد الاثنين.. قد تكون جدية هذه المرّة، لأن المرّة السابقة التي تم تحديدها باسبوع لم تنجح .
الروس اصحاب قرار لأنهم على الأرض السورية، وبعد دقائق من اعلان جنيف، صدر عن دمشق بيان رسمي بالتزامها بوقف الاعمال العدائية! ومن غير المتوقع ان تعلن الاطراف الاخرى بالتزام مماثل: الايرانيون، وحزب الله والأسماء العراقية الجديدة غير عصائب الحق والفاطميون، وخراسان.. فهناك سبعون الف مقاتل من خارج سوريا متحالف مع نظام الأسد، وقدّر مختصون في تمويل هذا النمط من الحروب بالواسطة بأن الكلفة على الخزينة الايرانية وصلت الى 22 مليار دولار.
هل أخذت روسيا ثمنا لموقفها في اوكرانيا، او في مرابطة نظام صواريخ أرض جو جديدة اميركية شرق اوروبا؟ من المبكر ان نعرف، ففي مقايضة كيندي – خروتشوف على الصواريخ الروسية في كوبا.. لم نعرف الا ان روسيا سحبتها عام 1959، لكن الحقيقة أميركا سحبت نظام صواريخ مماثل من تركيا، لكن دون الاعلان عنه، وهذا يعني ان روسيا أخذت ثمناً لموقفها السوري في اوكرانيا.. دون اعلان.
ونعود الى النقطة الأولى: فوقف الاعمال العدائية، او السماح بادخال المعونات الطبية والغذائية الى المدن والبلدات المحاصرة لا يمكن ان يكون الحل السياسي للمسألة السورية. فهناك التفاوض السوري – السوري لستة أشهر، وبهذا تكون ولاية الرئيس اوباما قد انتهت قبل «المرحلة الانتقالية» ومدتها ثمانية عشر شهراً يتم فيها التوافق على دستور جديد، ولا مانع من العودة الى الدستور القديم للجمهورية السورية. واجراء انتخابات رئاسية ونيابية وتشكيل حكومة تتولى اعادة اعمار سوريا.
هذا الكلام اشبه بالنهايات السعيدة في الافلام الهندية والمصرية، فهناك بلايا عراقية مرتبطة بالحل السوري:
- فماذا لو أن معركة الموصل سبقت وهرب الآف الداعشيين الى الرقة، والداعشيون عددهم أكثر من خمسين الفاً، واسلحتهم قد تكون في مستوى ونوعية اسلحة الجيش السوري.
هل يستطيع التحالف الروسي – الايراني – السوري ان يواجه هذه القوة، التي رغم هزائمها، قوة شديدة الخطورة ومقاتلة شرسة؟
وهل تنضم تركيا الى هذا التحالف، ام انها ستبقى اطلسية، ومرشحة اوروبيا، وحليفاً استراتيجياً لادارة اميركية جديدة.
تركيا الآن تعمل على خلق منطقة آمنة مساحتها نصف مساحة لبنان (500كم2)، ولكنها لن تستفيد منها اذا تم تنفيذ القرار الاميركي – الروسي، فخطة اردوغان في خلق هذه المنطقة لها هدف رئيسي هو: دور تركي في اقتسام الكعكة السورية، ومساومة الاوروبيين على وقف تدفق اللاجئين السوريين. وهذه ايضاً سقطت بعد الاتفاق الاميركي – الروسي - ماذا بقي بلا دور؟