لماذا يهرول سياسيونا الى مجاهدي خلق ؟؟
المحامي محمد الصبيحي
14-09-2008 03:00 AM
ما من مؤتمر تنظمه حركة ( مجاهدي خلق ) في باريس الا ويهرول عدد من رجال السياسة الاردنيين تلبية للدعوة , نواب وأعلاميون وغيرهم تغدق عليهم هذه الحركة الامريكية الهدايا التذكارية التي يقال أن سعر سجادة الحرير منها وصل أكثر من ثلاثين ألف دينار .
وفي كل مرة تستدعي أيران سفيرنا في طهران وتقدم أحتجاجا ويأتي الرد الاردني بأن هذه مشاركة غير رسمية أما موقف الاردن فلم يتغير ويقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى .
اننا نضحك على أنفسنا اذا أعتقدنا أن وزارة الخارجية الايرانية تصدق تلك الاعذار لأنها تعلم ونحن نعلم أن السياسة الرسمية لو أرادت تجنب المشاركة لغمزت بطرف عينها بعدم تلبية الدعوة ولن يذهب أحد , ومن هنا فاننا نخلق مشكلة مع أيران بدون أي نفع يعود علينا وبدون مصلحة لنا لدى مجاهدي خلق اللهم الا رضا السادة في الخارجية الامريكية , ورغم ذلك كله نرفع شعارات العلاقات الاسلامية مع النظام الايراني ونستقبل وزير خارجيتهم بين وقت وأخر ونتحدث أحيانا عن علاقات أقتصادية لاتتجاوز الورق والتصريحات الاعلامية .
انني أوجه السؤال الى كل واحد لبى دعوة مجاهدي خلق فطار الى باريس ورقد في فندق خمس نجوم وعاد بسجادة حرير ثمينة : ما هي مصلحة الاردن في المشاركة بمؤتمر لحركة معارضة أيرانية مسلحة تقاتل النظام الشرعي القائم باختيار الشعب الايراني ؟؟ ماهي الابعاد الاستراتيجية التي يراها السادة النواب – ممثلو الشعب الاردني – في الاصطفاف الى جانب مسلحي حركة مجاهدي خلق ضد الدولة الايرانية الراسخة الجذور في التاريخ ؟؟ .
سيقف من يقول لنا نفس المقولة الرسمية أنهم ذهبوا بصفتهم الشخصية !! عجبا فهل كانت الدعوة ستوجه اليهم لو لم يكونوا نوابا منتخبين من الشعب الاردني ؟؟ أليست المشاركات النيابية في مثل هذه المؤتمرات مجرد غطاء قانوني ديبلوماسي لمشاركة الدولة الضمنية ورضاها ؟؟ , ألا يزعم كل نائب أنه يمثل الشعب الاردني ؟؟ وأسأل نفسي ووزير خارجيتنا بل وأسأل رئيس الوزراء ما كان سيكون موقفنا لو كانت هناك منظمة أردنية مسلحة مقيمة في الخارج وتقاطر النواب الايرانيون على مؤتمراتها والتصفيق لزعيمها بعد كل جملة يتفوه بها في خطبته ؟؟ كم هو حجم المقالات الغاضبة التي ستغمر الصحف الاردنية ضد أيران ؟؟ وكم هو حجم المطالبة الشعبية بقطع العلاقات الديبلوماسية معها ؟؟ اننا نجاهر بالعداء للدولة الايرانية ويجرنا الى ذلك مجموعة من السادة النواب والسياسيون خارج الوظيفة الرسمية . اننا نخلق مشكلة لأمر بسيط وأقصد بالامر حركة مجاهدي خلق ومؤتمراتها المدعومة من الصهيونية وأمريكا .
أيها السادة الجهابذة في السياسة الخارجية ان هذه المشاركات المدعومة ليست الا جزءا صغيرا من خطة غربية غريبة الهدف منها خلق صراع دموي تاريخي بين العرب والايرانيين , فهل نفتح أعيننا جيدا أم نساق الى مصالح أعدائنا دون أرادة منا ؟؟ .