الانتخابات في العشر الأوائل
د.فايز الربيع
09-09-2016 04:02 PM
تطل علينا هذه الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة، والتي تمثل اياماً لها فضلها وقد سيتها ففيها أيام الحج – ومنها أيام التشريق ويوم عرفة - وهي أيام لها ذكرها في القرآن والسنة ارتباطاً ببناء البيت وآذان سيدنا ابراهيم للحج – وذكر ابرز شعائره في القرآن الكريم.
اولى دلالات هذه الشعائر هي وحدة الامة – فهذه الامة لها من مقومات الوحدة ما لا يتسنى لأمة اخرى – وقد جربتها ونجحت في وحدتها – ولكنها الآن ابعد الأمم عن الوحدة حتى في طرح الشعارات..
نحن جميعا نتوجه الى مكان واحد. ونطوف حوله من اركانه شرقاً وغرباً شمالا"وجنوبا" – ولكنها في اتجاه واحد هو البيت – نقف في صعيد واحد في عرفة – وهي وحده . ننفر في وقت واحد – كلنا دون استثناء كما كانت تفعل قريش عن سائر العرب فجاء قوله تعالى ( ثم افيضوا من حيث أفاض الناس) – وباتجاه واحد الى مزدلفة ثم منى ثم الطواف مرة أخرى حول البيت العتيق – انها شعائر تؤصل لمفهوم وحدة الأمة – من كل ارجاء الأرض – وننتقل الى شعاراتنا الأنتخابية هل تؤصل الى الوحده ليس على مستوى الأمه وإنما على مستوى المحافظة او البلد – يجب ان لاتخرج شعارات تنادي بتمزيقنا وجهويتنا وإقليميتنا – لإنها ضد الوحدة – ونحن في ايام الحج التي تنادي بالوحدة.
ثاني هذه الدلالات السعي بين الصفا والمروة – وهو سعي – نقتفي به اثر امرأة – هاجر – التي كانت تبحث عن الماء – وتركها سيدنا ابراهيم بواد غير ذي زرع – وكاد رضيعها سيدنا اسماعيل أن يهلك فكانت زمزم التي نتبرك بمائها – ونشرب منه – ويأتي به الحجاج ويقدمونه الى ضيوفهم –
وهنا نسأل اين موقع المرأة في الانتخابات وشعاراتها – لقد انحصرت ضمن الكوتا – واحيانا كحشوة تجميلية الاّ ما ندر – وهو عكس قيمتها في ديننا وحضارتنا التي اعلت من شأنها – والتي قدمتها النصوص القرأنية في افضل صور التكريم – وأعطت كتب السيرة والتاريخ لنا نماذج من دورها في ميدان السياسة والأدب والحرب والتجارة دونما حصر او تأخير –
والدلالة الثالثة هي رمي الجمرات وهي سنه مؤكدة – نرمي منها الجمرات في ثلاثة أيام في منى لماذا؟ انه الموقع الذي تعرض فيه الشيطان لسيدنا ابراهيم ليثنيه عن دوره ومهمته التي رآها في المنام وهي ذبح سيدنا اسماعيل – والفداء بعد ذلك انها رمي لنوازع الشر في انفسنا – وحرب على الشيطان الكبير الذي يسيطر على مشاعرنا وشعورنا اتجاه الأخر – نحن نتصرف دونما رادع او تفكير او انضباط تجاه غيرنا – نحاول أذى بعضنا البعض بالموقف والكلمه والتآمر والغيبة والنميمة وكل نوازع الشر – إنها فترة – تتزامن مع موسم الحج الذي نرمي فيه الشيطان – هناك في الجمرات – وهنا في الانتخابات حتى تسلم صدورنا لبعضنا البعض.
والدلالة الأخيرة هي الأضحية – والتي نعظَم فيه شعائر الله – والتي نأكل منها ونطعم الفقير – دونما منَه – عليه لإنه واجب ، ولا نذكره بطرد اعطيناه او غطاء كسيناه – لأن ذلك كان ينبغي ان يكون في سبيل الله – تماما" كالأضحية – التي لاينال الله لحومها ولادماؤها ولكن يناله التقوى مناز
هي رسائل من شعائر الحج – حاولنا ان نربطها بشعارات الانتخابات للذكرى وكل عام وانتم بخير.
Email: drfaiez@hotmail.com