"الرأي" تحاور رئيس الوزراء السابق عن تجربته وذكرياته .. بدران : لو بقيت سنة لرأيتم مايسركم و البخيت سار على نهج حكومتي الاصلاحية
03-04-2007 03:00 AM
.. نجد متعة ونحن نعود الى حوارات الرأي الخاصة ونتلذذ ونحن نحاور شخصيات بطابع او بطعم مختلف ومثل القراء نستمتع بما يقول ضيوفنا من معلومات وذكريات .. ولعل رئيس الوزراء السابق عدنان بدران احد ابرز الاسماء التي يرغب المرء باكتشاف كوامن مافي نفسها من جوانب تؤخذ على محمل مختلف من شخص لاخر.. بدران شقيق الباشا مضر والرئيس لوزارة لم يمتد عمرها والمخترع لصندوق الموز الاميركي واول من يجري تعديلا على حكومة في الاردن بالشكل والصورة التي جرت وهو الغواص في اعماق البحار كلها الا بحر المجلس النيابي الاردني ،والاصلاحي - كما يحلو ان يسمي نفسه - والعاشق للوطن اذ عاد من امريكا بسبب حبه لزوجته ووطنه وخسر ماخسر خلف ذلك .. متعة الحديث مع بدران كانت لو ما رغب بشطب الجانب المتعلق بذكريات اليرموك واحداثها لكن ماتبقى فيه خير ومنفعة ..
* حدثنا عن الفتى عدنان ايام الصبا والدراسة ؟
ولدت في جرش ودرست الابتدائية فيها في مدرسة ابتدائية جرش ــ يضحك ــ اذ لم يكن هناك الإ مدرسة واحدة ، وكذلك لم يكن في السلط والكرك الإ مدرسة واحدة .
* هل تتذكرمعلميك في هذه المدرسة ؟
بدران : طبعا .. الاستاذ فضل الدلقموني كان مديرالمدرسة ، والاستاذ عادل اوتي مدرس اللغة الانكليزية ، واستاذا شركسيا ــ لم يحضرني اسمه ــ اصبح فيما بعد رئيسا لبلدية (جرش) .
* هل تتذكرالتلاميذ ممن درسوا معك ؟
بدران : صديقي المرحوم الدكتورسامي عمر ووالده طبيب ، واخيه الصيدلاني يعقوب صاحب صيدلية يعقوب على الدوارالثالث وكنت اسبقه بصف ، وزملاء ايضا من بيت جرن .
* حدثنا عن دراستك الابتدائية ؟
بدران : لم يكن كهرباء في جرش ولا شبكة مياه فيها ، وكنا نعبئ المياه من العيون التي كانت في وقتها نقية (...) عين القيروان والديك والتحتا الواقعة اسفل جرش ، وكان السقا يحمل اربع تنكات مياه على حمار، اذ كان الاهالي يطلبون حملا اوحملين أو اكثر ، واذكرانني في شهررمضان كنت انزل للعين مع الاولاد قبل الفطور لاعبئ القربة مباشرة كونها باردة ، حيث لا ثلاجات لعدم وجود الكهرباء ، لذلك كنا نعيش على (اللوكسات) والشوارع المرصوفة بالحجارة ايضا كانت تناربهذه الطريقة ، واعتقد ان مدينة جرش كانت اجمل مما هي عليه الان .. اذ كان لها طابع اثري ، فكلها مبنية من الحجارة ولايوجد اسفلت ، وكانت تشطف يوميا من قبل البلدية ، والناس بسطاء وقانعون والحياة خالية من التعقيد ومقتصرة على تأمين عيش الانسان ولا اطماع ، ولا ركض نحو بناء الثروة والتجارة كما يحصل الان .
* كم كان عمرك وكيف كانت الدراسة آنذاك ؟
بدران : أظن خمس سنوات ، وعندما دخلتها لم يكن في الاردن سوى ثلاث مدارس ثانوية، في السلط والكرك واربد ، لذلك عندما ينهي الطالب دراسته الابتدائية يذهب الى احدى تلك المدارس ، وايضا كان العدد محدودا جدا والنظام المعمول به آنذاك (المترك) اي احدى عشرة سنة فقط ، وبعدها يدرس الطالب التوجيهية لمدة سنة ، ومن يريد ان يكمل دراسته الجامعية يذهب الى الخارج حيث لم يكن هناك اية جامعة في الاردن ، إما الجامعة الامريكية في بيروت او الجامعة السورية في دمشق او جامعة بغداد او الجامعات المصرية ، القاهرة والاسكندرية وعين شمس ، جميع الطلبة الاردنيين كانوا يذهبون للخارح ، وهنا ..اود ان احيي هذه الجامعات العربية التي كانت تستقبل الطلبة الاردنيين بلا مقابل حيث لم يكن هناك رسوم في مصراو سورية اوالعراق ، اي التعلم مجانا ، ومعاملتهم كطلبتها من حيث انهم يتلقون العلم مجانا ، وعلينا ان نتذكران قيادات في الاردن تعلمت في هذه الجامعات .
* ماذا كان يعمل الوالد ؟
بدران : قاضيا شرعيا في جرش اذ عشنا فيها انا واخوتي واخواتي ، ثلاثة ذكور ــ الدكتوراسامة طبيب اطفال ومضرباشا وانا ــ و اربع بنات ، وولد الجميع في جرش وتعلمنا كلنا ، حتى الاناث .. حيث كانت هناك صعوبة كبيرة كون اختي ذهبت للسلط لتدرس ونحن كنا نعيش في جرش لان الثانوية الوحيدة في ذلك الوقت في السلط ، وكذلك درس اخي الكبيرالدكتوراسامة الثانوية في السلط حيث يسكن عمي عبد الحليم بدران الصيدلاني في السلط ، فكان الطالب يذهب لمدينة اخرى ويعيش فيها ليدرس الثانوية .
* عبد الحليم بدران معروف انه سلطي ، فلماذا انقسمتم بين السلط و جرش ؟
بدران: هناك اخان من بيت بدران .. عبد الحليم وعايش ، عايش بدران والدي كان قاضيا شرعيا ــ كما اسلفت ــوهو خريج جامعة اسطنبول في العهد العثماني ، وكان قاضي حمص وحلب وصفد ، فعندما تاسست الامارة تطلبت جهازا حكوميا في ذلك الوقت لادارة الشأن العام ومنها القضاء الشرعي ، فوالدي كان من الذين طلبوا للعمل حيث كان بداية قاضيا في اربد ــ وكانت وقتها قرية صغيرة وتابعة لعجلون ــ ثم عجلون ثم جرش حيث استقر، واصبح لدينا مزرعة كبيرة فيها ماتزال لحد الان ، وانا اذهب لها اسبوعيا ، ولدي شغف كبيربالزراعة منذ كنت صغيرا وعمي كان في السلط .
* كنت وزيرا للزراعة ثم تربية وتعليم ثم رئيسا للحكومة والباشا مضر كذلك فلم لم يتول شقيقكم الاكبر الدكتوراسامة اي منصب سياسي رغم انه الاكبرلاخوين اصبحا رئيسي وزارة ؟
بدران : للعلم هو اكبرسياسي بيننا ..
ويتكلم بالسياسة اكثرمنا ويتابع الصحف منذ صغره ، لكنه اختارمهنة الطب التي مايزال يمارسها حتى الان ، واختارالعمل الخاص منذ ان تقاعد من العمل العام ــ من الخدمات الطبية الملكية ثم وزارة الصحة ــ وفي كل عائلة تجد من يركزعلى المهنة اكثر، فعملنا انا واخي ابوعماد في القطاع العام معظم حياتنا ولهذا قدرنا ان نصبح كذلك دونه .
* اين انهيت دراستك الثانوية ؟
بدران : انتقلت الى الكرك وانهيت مرحلة الاعدادية ، للصف التاسع .
* تحب مدينة جرش كما يظهرمن كلامك اثناء فترة الطفولة فهل مازلت تتوق لها ؟
بدران : جرش مدينة جميلة جدا وفيها تناغم بين ازقتها والاثار..
وكان من ضمن سكانها الشركس الذين كانوا يمتهنون الزراعة ، والشوام اي الذين من بلاد الشام الذين يمتهنون التجارة ، اضافة الى الموظفين الحكوميين .. فكان هناك تآلف بينهم ، واذكرانه كان يتجمع الموظفون في اوقات العصر، يحتسون القهوة امام المتاجر.. ويقومون برش المياه بالشارع لتبريد الجو، ورائحة القهوة تملأ المكان ..وعربات الشركس يقودها الثيران التي تاتي في نهاية النهارحيث تفتح البوابة الكبيرة لدخول العربة، وعادة ما يخصص الباب الصغيرلدخول الاشخاص .. وهذا ما شاهدته بالضبط حين زرت قرى في الشيشان انغوش اثناء زيارتي للاتحاد السوفيتي بدعوة رسمية ، فذكرتني بجرش .. نفس العربات والباب الكبيروالصغيرواعراسهم .. كما هو حال عادات الشوام حيث كانوا يزفون العريس بالحارات بما يسمى ب العراضة .
* هل تزوجت بهذه الطريقة ؟
بدران : لا .. تزوجت من جرش في عمان .. وطبعا خسرت عراضة العريس .. يضحك ،و زوجتي من بيت المولى وهي شامية الاصل وجرشية المولد ، ووالدها تاجر .
* من اثر فيك ؟
بدران : الوالدة اثرت فيّ كثيرا خصوصا وان والدي توفي في بداية الستينات .. وهي مازالت تعيش لحد الان والحمدلله ..فربما كان تأثيرالوالدة كبيرا بسبب المدة التي عشتها مع الوالدة .. والدي اثرفينا كثيرا ..
فعلمنا الاستقامة والصراحة والصدق ، وبسبب الاحترام الكبيرللوالد لم اكن ابوح كل شيئ له ، فاذهب الى امي لاعطائها التفاصيل .. فكنا نقول لبعض هذي الشغلة لا تحكيها لابوك .. احكيها لامك على اساس انها تاخذ وتعطي معنا اكثر .
* اين انهيت التوجيهية ؟
بدران : انتقلنا الى الكرك عندما نقل والدي ، حيث كان سيف الدين الايراني في المدرسة وبعده فضل الدلقموني وهو صديق للوالد ، فدرست المرحلة الثانوية حيث افضل الاساتذة ، اذكرهم جميعهم ..
كلهم خريجو جامعات ، الاستاذ محمد رجب بالرياضيات والاستاذ ذوقان الهنداوي درسنا التاريخ والمجالي درسنا الزراعة ، وبالمناسبة فاننا سكنا بالكرك ببيت له حديقة كبيرة وكنت مسؤولا عن زراعتها .. شغفي بالزراعة تولدت لدي عندما كنت ارافق والدي الى المزرعة في جرش بعد الدوام ، والتي كانت مزروعة باشجارالاجاص والتفاح ، وهذا الشغف اثرعلى حياتي.. لاننا حين انهينا المرحلة الاعدادية انتقلت الى طولكرم لدراسة الزراعة عام 1950 في مدرسة الخضوري مدتها ثلاث سنوات والتي اسسها الانتداب البريطاني ، اي بزيادة سنة عن المترك ، والسبب انني نويت التخصص في الزراعة والذهاب الى امريكا لدراستها ، اذ كانت تعامل هذه المدرسة هناك بانها تعفيهم من دراسة السنة الاولى من البكالوريوس ، اي ثلاث سنوات بدلا من اربع لخريجي الخضوري ، وكان المهندس علي رؤوف مديرالمدرسة انذاك .. والدراسة فيها باللغة الانكليزية وكل مواد التخصص كأنها كلية جامعية في الولايات المتحدة ، وعندما تخرجت منها بدرجة الدبلوم بدأت بمراسلة جامعات بأمريكا لمتابعة دراسة البكالوريوس ، عملت اثناءها مرشدا زراعيا في عجلون ، اذ كنت مسؤولا عن قرى عجلون ، واذكرالاستاذ سلامة العبيني مأمور الزراعة هناك حيث نذهب معا للتجوال في القرى في سيارة جيب من وزارة الزراعة للارشاد الزراعي وتوزيع الغراس ، وخلال هذه الفترة تم اختياري لدورة زراعية مدتها ثمانية شهورفي امريكا في ولايتي نورث كارولينينا وميشغان ،وتدربت في حقول الزراعة المختلفة وتربية الحيوانات والابقاروالمواشي والتسويق واقتصاد زراعي ، فكان تدريبا تطبيقيا عمليا في مزارع عملاقة حيث يتم رعي الابقار ورش المبيدات بالطائرات ، ولمست الفرق الكبيربين الزراعة هناك والزراعة في الوطن العربي وادهشتني الزراعة الضخمة ، اذ يمارس 3% فقط من الشعب الامريكي الزراعة ، وبسبب المكننة والتكنولوجيا يكفون حاجتهم ويصدرون للعالم ، كالحبوب والرز .
* هل عملت بعمان ؟
بدران : نعم .. بعدما عدت من امريكا عملت كمرشد زراعي في مدينة الجبيهة ومنطقة صويلح ، واذكرانه كان لدي سيارة جيب اجول فيها القرى ، فقررت وزارة الزراعة ــ توفيراللوقود ــ سحب الجيبات وصرف موتورسايكل للمرشدين الزراعيين ، فانخرطت بدورة لتعلم قيادته ، واعطوني موتورسايكل نوع هاردلي هاريسون اللون اسود ، ومزود بصندوق بالخلف لوضع المواد والعلاجات الزراعية فيه ، وبقيت هكذا حوالي سنة وانا مرشد زراعي على الموتور سايكل .. حتى قررت الاستقالة والعودة الى امريكا لمتابعة دراستي في جامعة اوكلوهوما حيث حصلت على درجة الامتياز، اذ منحوني بعثة باعفائي من مصاريف الدراسة ، وكنت اعمل وادرس في نفس الوقت حيث مولت دراستي بنفسي بما وفرته من عملي كمرشد زراعي ومن عملي لاحقا في امريكا اضافة الى مساعدة والدي ، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة في امريكا ، ثم تابعت دراسة الماجستيروالدكتوراه في جامعة ميشغان في تخصص البيولوجيا الجزيئية ، وكنت ادرس بالجامعة والقي محاضرات فيها بنفس الوقت .
* هذا يعني انك من انصار السكوترات ولهذا عممتها علينا بالاردن ؟
بدران : نعم هذا صحيح .
* هل بقيت في امريكا بعدما انتهيت من دراسة الدكتوراه ؟
بدران : نعم .. وعملت في البحث العلمي في جامعة بوسطن ووفقت جدا في هذا المجال حيث انتجت ثمانية بحوث علمية منشورة في درويات عالمية خلال ثلاث سنوات ، اضافة الى اربع براءات اختراع ، كانت اهمها تتعلق بكيفية وضع ثمرة الموز بحالة سكون بحيث يمكن شحنها الى العالم دون ان تفسد ، واعتمدت هذه الطريقة لحد الان والتي تسمى ب ( جيكيتا بنانا ) .
* وهل مسجلة هذه الطريقة باسمك كبراءة اختراع ؟
بدران : نعم .. اضافة الى ثلاث اخريات ، وان كانت هي اهمها كونها اوصلت ثمرة الموزلمختلف انحاء العالم .
* وماهي فكرة هذه الطريقة ؟
بدران : صنعت صندوقا لتخفيض نسبة الاوكسجين من 20% الى 3% فقط ، والاستفادة من ثاني اوكسيد الكربون المنبعث من الثمرة ، الامرالذي يخلق بيئة يتيح لبقاء الموز في الصندوق أخضر وكما قطف لمدة (40) يوما بدون اي تغييرعليه ، وكان هذا الاختراع عام 1964 ، فوصل لاول مرة الموزالكبيرالافريقي حيث لم يكن الا الموز الصغيرجدا ، وفي البداية اطلق على الاختراع اسم ( بدران باك ) اي صندوق بدران ، ثم حولواالتسمية الى ( بنا باك ) وهو اسم مشهور ، ثم الى ( جيكيتا بنانا ) .
* الم تستفد ماديا من هذا الاختراع المهم ؟
بدران : لا .. لكن ادخلوني مجلس الادارة ووعدت بأن اكون رئيسا لدائرة البحث العلمي في بوسطن ، لكن شوقي وحنيني للوطن جعلني اعود بأجازة طويلة الامد لستة شهور، لزيارة اهلي ومن ثم العودة ، لكن تصادف لدى عودتي انه كانت الجامعة الاردنية في مرحلة التاسيس ، فعرض علي البقاء لتأسيس كلية العلوم في الجامعة وذلك في عام 1966 ، اضافة الى الحنين الكبيرللاهل والوطن خصوصا وانا ارتباطي العائلي كبير، هو ما دفعني للقبول بالبقاء ، واصبحت اول عميد اردني حيث كان العميد السابق عراقيا وذلك بسبب شرط العمادة يجب ان يكون استاذا ، فاستلمت منصبي كعميد بعد حصولي مباشرة على درجة الاستاذية في عام 1971 وكان هناك فقط ثلاث كليات في الجامعة الاردنية ــ العلوم والتجارة والاداب ــ اذ لم يكن يتجاوزعدد طلاب الجامعة الاردنية 750 طالبا فقط ، كلية الاداب كان عميدها محمود السمرة والتجارة عميدها رشيد الدقش ، وانا عميد العلوم التي انطلقت منها جميع الكليات العلمية فيما بعد، فاستقلت من معهد الابحاث في بوسطن ، واذكرانهم مددوا لي اجازتي لاكثرمن سنتين وهم يحاولون معي للعودة ، وهنا خسرت فوائد براءة الاختراع اضافة الى انه لم اكن اتصورفي حينها انها ستنتشر وتنجح بهذا الشكل .
* كم بقيت بالجامعة الاردنية ؟
بدران : عملت عميدا لكلية العلوم واستاذا فيها لمدة عشر سنوات ولغاية 1976 ، حيث كان هناك ارادة ملكية بتأسيس جامعة ثانية في الشمال اسمها جامعة اليرموك ، فاستلمت مهام منصبي كرئيس لجامعة اليرموك ، اذ افتتحنا الجامعة خلال ستة شهور في مستنبت باربد ، وكان انذاك يسمى الحرم الجامعي المؤقت ، وكنا قد بدأنا العمل على تصميم الجامعة في موقعها الدائم ..وخلال عشر سنوات التي مكثت فيها بنينا حرمين جامعيين .
* حدثنا عن احداث جامعة اليرموك عام 1986حينما كنت رئيسا لها ؟
بدران : لا اريد الخوض بهذا الموضوع ..
* هل كنت مع اتحاد الطلبة ؟
بدران : نعم .. الانفتاح على الطلاب يمتص الغضب الطلابي .. وعدم الحواربين الجامعة والطلاب يخلق ازمة طلابية مع ادارات الجامعات ، وجود الاتحاد الطلابي وتمثيل الطلاب في مجالس الجامعة يتيح لهم معرفة الصورة الحقيقية ، ويصبح هناك تجسير بين الادارة والطالب الامرالذي يخلق التفاعل مع نشاطات الجامعة .. وتدفع الطالب للدفاع عن جامعته .
* بما انك من المؤمنين باتحادات الطلاب .. وكنت على رأس الهرم الحكومي، لماذا لم تفعل شيئا حيال طريقة انتخابات مجالس الطلبة الحالية في وقت كان بالامكان ان تصدرقرارابهذا الشأن ؟
بدران : اعطيت وجهة نظري بخصوص مجلس اتحاد الطلبة بالجامعة الاردنية ، وانا مع الانتخاب بالكامل.. وقلتها بالصحف ، ولكن عندما تركت الحكومة لم يكن قد حانت الانتخابات الطلابية ، ولو بقيت رئيسا للحكومة لاتخذت القرار.
* ماذا بعد مرحلة اليرموك ؟
بدران : ذهبت لتأسيس المجلس الاعلى للعلوم والتكنلوجيا
* هل يمكنك ان تضعنا بصورة كيف اصبحت وزيرا لاول مرة ، هل قمت بالتوسط ام انه جاء عفويا ام بدعم الباشا مضر ؟
بدران : بعد ان اسست المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا، وكان وقتها رئيس الحكومة الاميرزيد بن شاكر..طلبني ان اكون وزيرا للزراعة ، وبعد فترة قليلة انتقلت لوزارة التربية والتعليم ، واستقالت الحكومة عام1989 لاجراء الانتخابات النيابية، اذ لم اكمل السنة وزيرا للحقيبتين .
* هل يمكن ان تسمية سوء طالع بأن يتم اختيارك وزيرا فلا تكمل السنة ، ثم يتم اختيارك رئيسا للوزراء ايضا فلاتكمل السنة ؟
بدران : في الحالة الاولى كانت حكومة ابوشاكرلمهمة اجراء الانتخابات ويفترض ان تستقيل بمجرد اجرائها، والحكومة التي اتت بعدنا فكانت برلمانية .
* هل التحقت مباشرة باليونسكوبعد استقالة الحكومة ؟
بدران : نعم .. ذهبت فورا الى باريس، حيث عرضت علي وظيفة مساعد مديرعام اليونسكوللعلوم اثناء الوزارة واجلتها لحين الاستقالة ، واذكروقتها انني ذهبت لابي شاكروابلغته بالعرض وسألته ان كنا سنستمربعد الانتخابات ، فأجابني لا..لا..مافي استمرار.. وانني اخذت تأكيدا من جلالة الملك بان الانتخابات حرة ونزيهة ، وبرلمان جديد وحكومة جديدة ، وهكذا كان ولمدة اربع سنوات امضيتها في باريس، ثم رقيت الى منصب نائب المديرالعام لليونسكو، فأصبحت الرجل الثاني حتى نهاية عام 1998 حين قررت خوض الانتخابات لمنصب مديرعام اليونسكووكان الدورللعالم العربي، منتهزا فرصة تأييد كبيرلي من مختلف الدول، اذ استفدت من تسع سنوات من بناء العلاقات الجيدة في المنظمة، اضافة الى اعادة الهيكلة واصلاحات في ميزانيتها ووارداتها والتحديثات الكبيرة التي انجزت خلال هذه الفترة ، كان من اهمها اعادة بريطانيا التي كانت مستقيلة منها، وعندما رشحت نفسي قررت السعودية ترشيح غازي القصيبي، فطلب مني وقتها المغفور له جلالة الملك الحسين الانسحاب لصالح القصيبي ، لكنه لم يوفق وانتخب المديرالحالي الياباني ميتسورا وخسرنا الموقع .
* ما هي قصة اختيارك لموقع رئيس الوزراء ؟
بدران : باعتقادي ان جلالة الملك حين طلبني كان يريد شخصا من الوسط الاكاديمي
* ألم تكن تعرف قبل وصولك الى جلالة الملك .. اذ يقال ان احدا ما ابلغك ؟
بدران : لا .. ما كنت اعرف .. وجلالة الملك عندما يقررشيئا لا يعلنه .
: ماذا كنت تتوقع وانت بالطريق ؟
بدران : مفتوح .. وقلت بنفسي انه امر يتعلق بالاصلاح كوني كنت رئيسا للجنة الاجندة الوطنية للتعليم .
: من الذي اقترح اسمك على جلالة الملك ؟
بدران : الواقع لم اعرف .. ولم اسأل ابدا .. وكما اسلفت ان الملك كان يريد رئيسا للحكومة من الوسط الاكاديمي ومن خارج الصالونات السياسية والكتل المعروفة كونه يعرف اراءهم مسبقا ، اضافة الى كونه يريد قيادة عملية اصلاح .. وكعرف مأخوذ بالعالم ، عندما يريدون عمليات اصلاح يلجأون للجامعات .. كما حصل في فرنسا بالبداية حيث تولى المهمة رؤساء الجامعات كونهم خارج الاحزاب .
: هناك أسماء طرحت في حينها ــ مروان المعشر، سعد خير، باسم عوض الله اذ كان احدهما هو الذي ساهم بتزكيتك ؟ ـ
بدران : لا اعتقد ذلك .
* نقل عنك انك قلت ان جهات عدة هي التي رشحتك، ما مدى صحة ذلك ؟
بدران : غير صحيح ، وكما قلت ان جلالة الملك كانت لدية اجندة اصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي وتربوي ، ومن وجهة نظري كان يبحث عن شخص محايد ذي توجه مفتوح على جميع البدائل .
* هل انت راض عن ادائك في السنة التي ترأست فيها حكومة ؟
بدران : بالحقيقة ان الصعوبات التي واجهتها لم يواجهها رئيس وزراء ثان ..
عجزالموازنة ، ارتفاع اسعارالنفط ، خفض المساعدات التي تأتينا من الخارج الى النصف، الثقة وانا بدون كتلة برلمانية، وانجازبيان وزاري قوي والذي كان من سبعين صفحة نتيجة اجتماعاتي المكثفة مع الكتل البرلمانية ، ثم اجراء التعديل الوزاري بناء على توافق معها ، وعندما حزت على الثقة بمشقة لم اتهرب من الفزعة ضدي فجابهتها بكل اطمئنان كوني اعرف نفسي زلمة اصلاح ، واهدف الى ترجمة رؤى جلالة الملك ومتابعة الاجندة الوطنية ، وفعلا بدأنا بالاصلاح الذاتي من خلال التقشف وتخفيض موازنتي 10% ، وتجميد التوظيف واعادة الاعتبارلديوان الخدمة المدنية وضبط النفقات كبيع جميع السيارات الكبيرة التي تستهلك نسبة عالية من الوقود واشتريت للوزراء سيارات مرسيدس 200 والوكيل 180 ، ووزيرالبيئة اشترى موتور سايكل، ورخصنا السكوتر، واعفينا المصابيح الكهربائية التي توفركهرباء من الجمارك بهدف توفير الطاقة .. اموركثيرة يذكرها التاريخ .
* عندما اجتمعت مع جلالة الملك ، ما الشيئ الذي طلبه منك بالتحديد ؟
بدران : ثقة جلالة الملك قدرتها جدا .. وقبلت بهذا العبء الكبير، اصلاح واجندة وقانون انتخاب عصري وقانون احزاب وتطويرالقطاع العام المهترئ الذي يحتاج الى تطويرواعادة هيكلة ، ورسم خريطة جديدة للاردن نحوالعصرنة والحداثة لتكون دولة متقدمة ، والقضاء على بؤرالفقروالبطالة والتي تقدربعشرين بؤرة ، وقد حققنا نموا اقتصاديا بحدود 2,7 ، اضافة الى محافظتنا على سعرالعملة وحصولنا على احسن شهادة من البنك الدولي بالاداء الاقتصادي رغم التفجيرات التي تعاملنا معها بسرعة وتدارك اثارها السلبية .
* من اصعب على حكومتك .. لغم التفجيرات ام الغام اخرى نيابية مثلا ومنها المذكرة النيابية ؟
بدران : التفجيرات طبعا .. المعارضة هذي فشة خلق .. وكانت من اجل الجغرافيا ، واجرينا التعديل وامنا لهم الجغرافيا .
* هل فعلا كانت تلك المعارضة ضد حكومتك لعدم وجود وزيرمن الكرك فقط ام ان وراء الاكمة ما وراءها ؟
بدران : نعم .. وهي ظاهرة ، ولكوني جئت من خارج التركيبة السياسية .
* نقل عنك انك قلت لا اعرف لماذا جئت ولماذا ذهبت ؟
بدران : لم اقل هذا ابدا ، اعرف تماما لماذا جئت .. وتحدثت طويلا مع جلالة الملك حول برنامج الاصلاح وهو سبب مجيئي لكن قلتها مرة مازحا .
* وما سبب خروجك ؟
بدران : التفجيرات هي السبب .. علما اننا لم نقصركجهازامن، اذ اكتشفنا الجريمة وفاعيلها بسرعة لم يحدث بأي بلد مثلما حدث في لندن واسبانيا على سبيل المثال الامرالذي اشاربوضوح الى ان الاردن بلد امن واستقرار، وانجزنا تحضيرات امنية ممتازة .. حيث كنت قد بدأت بتلك التحضيرات قبل شهرين من حدوث التفجيرات .
* هل كانت لديكم معلومات تشيرانه سيتعرض الوطن الى اعتداءات من هذا النوع قبل الحادث ؟
بدران : لا .. ليس لي علم ، ولكن اعرف ان وجود القاعدة في العراق يمكن ان يصيبنا شيئ خصوصا بعد حادثة العقبة التي نبهت الى ذلك ، فاتخذنا تجهيزات منذ ذلك الوقت.
* بعض الصحف تحدثت ان عدنان بدران رضخ لضغط النواب وضحى بباسم عوض الله بسرعة فاستقال ، ما مدى صحة ذلك ؟
بدران : لم اطلب من باسم عوض الله الاستقالة ، هو استقال وحده .. والواقع انني رفضتها لكنه اصربسبب وجود كتلة نيابية كبيرة تقف ضده قبل الثقة، ومن وجهة نظري ان التعاطي مع السياسة يقتضي الاخذ والعطاء ،والمواجهة وليست المجابهة من خلال اعطاء الحلول، وعليه فان الحوارات مع الكتل البرلمانية ادى الى تعظيم الجوامع وتقليص الفوارق .. وهذا لا يعني رضوخا ، اذ يمكن تسميته تصحيحا علما ان تشكيلة حكومتي قبل التعديل المطلوب دستورية ، و الدستورلا ينص على المحاصصة .
* هل ما جرى كان خارج اطار قناعاتك ؟
بدران : كل ما يتعلق بالمحاصصة كان خارج قناعاتي ، ولا افرق بين اي جزء من المملكة .. ومقتنع ان الجدارة والكفاءة هي الاساس ، اذ يمكن ان يكون جميع الوزراء من منطقة واحدة على قاعدة الكفاءة والجدارة الوطنية والاعتزاز .. وهل يمكن القول ان الاردن حين وقع اتفاقية السلام بأنه تنازل .. هي مصلحة سياسية.
* هل يعني ان الزرقاوي هوالذي اخرجك من الحكومة وبسببه ؟
بدران ـ: لا..لا اقول الزرقاوي هوالذي اخرجني ، وفي اي بلد ديمقراطي عندما يحدث حدث من هذا النوع لابد من اجراء التغيير.
* هل تعتقد انك اخذت فرصتك ؟
بدران : بدأت الانطلاق الحقيقي بعد الثقة والقضاء على العجزوانهاء المشاكل.. وبشكل فعلي قبل التفجيرات بوقت قليل كفريق وزاري .. اذ كنا نسمع يوم السبت من كل اسبوع ــ في مجلس وزراء اضافي ــ من وزيرعن منهجية الاصلاح في وزارته وقطاعه لترجمة الاجندة الوطنية الى اصلاح ، وكان يدورالنقاش في برنامج وزارته وترجمة البرنامج الى واقع بدون تنظير، كما كان لدي اجتماعات اسبوعية للمشاريع الكبيرة كمشروع قناة البحرين والديسي والسكك الحديدية الخفيفة بين الزرقاء وعمان.
* هل تحلم بالعودة مجددا الى رئاسة الحكومة ؟
بدران : انا رجل اكاديمي وسياسي .. وزاولت السياسة من خلال عملي باليونسكو والتعامل مع 140 دولة ، واعرف السياسة بأنها مجموعة سياسات .. ولا احلم بالعودة وعندما اترك اي منصب لا اعود له ، ولا اتطلع الى الخلف .. ولو ان رئاسة الحكومة هو شأن لصاحب الشأن .
* قيل انك خرجت غاضبا من الحكومة ، الامرالذي جعلك تتوجه خارج الاردن بمشاريعك الاكاديمية ، ما مدى صحة ذلك ؟
بدران : لا .. ليس صحيحا ، صدقني لم اخرج غاضبا والتعديل والتغييرالوزاري سنة اردنية معروف لاكمال خريطة الطريق ، ومجابهة التحديات من بطالة وفقروالتي حددناها بعشرين بؤرة .
* هل تفكربأقامة حزب او منتدى او على الاقل صالون سياسي ؟
بدران : لا افكر ابدا ، فانا عضو مؤسس لمنتدى الفكرالعربي و عضوفي مؤسسة الفكرالعربي وعضومؤسس جمعية الشؤون الدولية ، و رئيس الاكاديمية العربية للعلوم ، بمعنى ان لدي مساحات واسعة في المنتديات الثقافية ، ولكن لا انتسب لاي حزب . المشروع السياسي هو التحديات الاقليمية التي تواجه الاردن ، فنحن في منطقة مخاض سياسي ، سواء في العراق وفلسطين وسوريا ولبنان .. لذلك نتعامل مع تلك التحولات السياسية الاقليمية ونحافظ على استقرارنا وامننا ، وعلينا ان نتفاعل معها بشكل ايجابي .
* تطرقت لخريطة الطريق .. هل شعرت في وقت من الاوقات انك قد ضللت الطريق ؟
بدران : لا .. الهدف واضح ولم اضيعه ابدا ، لكن الطريقة اختلفت .
* يعني انك لم تضل خريطة الطريق لكن الخريطة تغيرت
بدران : الطريق كانت وعرة .
* على فرض انك استمررت سنة اخرى رئيسا للوزراء ، هل كنا سنشهد شيئا مختلفا على غرار ما حدث في جامعة فيلادلفيا ؟
بدران : كنتم سترون الكثير..
لان الرؤية عندي كانت واضحة جدا .
*صحيح انك قلت اني لم اعط الفرصة الكافية ؟
بدران :نعم صحيح لم اعط الفرصة الكافية ، وقلتها وقتها بالدوحة ..
وبالنهاية جلالة الملك هوالذي يقرر .
* هل انت مع توريث المناصب ؟
بدران : اطلاقا .
* يعني انك لم تأت رئيسا للوزراء كونك شقيق مضربدران ؟
بدران : ابدا .. وليس هناك اية علاقة .
* من هو مثلك الاعلى من اشخاص رؤساء الحكومة السابقين فترى نفسك فيه ؟
بدران : اقول انه مضر .. ليس لانه اخي ، ولكنه بالواقع قد قام بعمل جبارفي انجازالبنية التحتية والاستقرارالسياسي والامني في الاردن .
* كيف كان تقييمه لتجربتك ؟
بدران : ما سألته .
* هل تلقيت منه اية نصائح خلال فترة رئاستك للحكومة ، خصوصا وانه صاحب تجربة طويلة ؟
بدران : رئيس الحكومة يجب ان يكون له لون مميز، ولا يكتسب لون الاخرين حتى لوكان اخا .
* يعني انت لست من المدرسة المضرية او معها ؟
بدران : انا احترمها كمدرسة كونها ادت مهمة ضخمة .
* ماذا يمكن ان تطلق على مدرستك ، المدرسة العدنانية مثلا ؟
بدران : المدرسة الاصلاحية .. ولما ازال مؤمنا بالاجندة الوطنية لحد الان ، وكلما عرض شيئ على مجلس الاعيان اقول اين الاجندة الوطنية من هذا القرار، كالاصلاح الضريبي .ولهذا انا صاحب المدرسة الاصلاحية في الاردن ....!!
* هل تعتقد ان الحكومة التي جاءت بعدك سارت على نفس النهج ؟
بدران : بأعتقادي نعم ، في معظم الامور.. وهنا لابد ان الفت بأن الاردن يجابه تحديات رئيسية داخلية ، يتجسد الاول بالمياه والطاقة ، اذ يترتب علينا التفتيش عن بدائل للطاقة وكيفية توفيرها كونها ستبقى مهيمنة على ميزان المدفوعات لكبر فاتورة الطاقة التي تدفع بالعملة الصعبة وهي حاليا مليارونصف ، لكنها حتما ستزيد ، وكنا قد قسمنا الاردن الى سبع مناطق للتفتيش عن الطاقة ، علاوة على دعوة الشركات ، والحكومة الحمد لله سائرة فيه ، والديسي كذلك .. وقناة البحرين الحكومة سائرة فيه ولكن ببطء فارجو ان تسرع كونها ستنقذ الاردن .
* كيف تقيم حكومة البخيت ؟
بدران : باعتقادي انها انجزت ما وعدت به وتسيرعلى طريق الاصلاح الذي رسمه جلالة الملك لحكومتي ولحكومته من بعدي ، خاصة وان الرؤى الملكية بالاصلاح واضحة ولامجال للنقاش فيها.
* ولكن الرؤى الملكية واضحة ونفاجأ بالتنفيذ ، كما هو الحال بقانون المطبوعات ، في حين جلالة الملك كان قد عبرفي اكثرمن مرة بأنه يريد حرية سقفها السماء ، كيف ترى ذلك ؟
بدران : انا ضد حبس الصحفي .. والواقع ان الحكومة لم تضمن بالقانون عقوبة الحبس وانا اقف مع قرارالحكومة ، والنواب هم من اضاف الحبس ، ويجب ان نأخذ بنظرالاعتبارالجهات التي تقيم المسيرة الديمقراطية في الاردن ، وحبس الصحفي يخفض من هذه المؤشرات الديمقراطية وسوف تضرفي مكانة الاردن ، كما هوالحال بموضوع منح جنسية المرأة الاردنية المتزوجة من غيرالاردني لأولادها .
* هل تزوجت عن حب دولة الرئيس ؟
بدران : نعم .. وزواجي هوالذي جعلني ان لا اعود لامريكا بالدرجة الاولى .
* هل كنت تعرف زوجتك قبل الزواج ؟
بدران : اعرف عائلتها .. ورأيتها عندما عدت الى بلدتي جرش وكانت حينها تدرس اللغة الانكليزية بالجامعة الاردنية ، والحمد لله عندنا ستة اولاد ، اربعة ذكوروبنتان وكلهم حاليا يدرسون بالجامعة ، والحمد لله حياتنا العائلية موفقة .
* الم تفكربالزواج ثانية ؟
بدران : لا.. والحمد لله ، فهي تملأ حياتي وليس مكان الا لها.
* هل تعمل زوجتك ؟
بدران : عملت مدرسة بعد تخرجها من الجامعة لمدة اربع سنوات ، وبعدها كبرت العيلة فتركت.
* يقال ان لك هوايات فنية ، هل هذا صحيح ؟
بدران : هذا صحيح .. كنت مغرما بالتصويرالفوتوغرافي .. ولدي مجموعة صورهائلة، منذ كنت شابا صغيرا وانا اصوربكل مكان واجمع الصور ، وكان لدي ( سلايد بروجيكتر) لعرض الصور.. وتذكرون عندما بدأت تقنية السلايدات ، فكنت اعرض صوري وكأنها عرض سينمائي.
* وماذا عن الرياضة ؟
بدران : هوايتي الرياضية التي ما زلت امارسها لحد الان هي الغوص ، تعلمتها في امريكا واستمرت معي ، وكنت سابقا استطيع الغوص ما بين (35ــ40) مترا، ولكن طبعا الان لا .. لكني امارسها .
* دولة الرئيس ، كل هذه الخبرة بالغوص ولم تستطع الغوص في اعماق النواب اثناء رئاستك للحكومة فتبطحهم ؟
بدران : يضحك (...) والله تركت الحكومة والنواب كلهم اصدقائي .
* هل جربت ان تمارس الغوص بالعقبة ؟
بدران : نعم .. وللغوص في العقبة متعة ،و لدينا هناك محطة علوم بحرية كنت قد اسستها ابان الفترة التي كنت فيها عميدا لكلية العلوم بالجامعة الاردنية ، امام تلك المحطة عملنا منطقة على الشاطئ بطول كيلومتر وبعرض 250 مترا، ممنوع الصيد فيها ، فنمت كحديقة بحرية فأصبحت مكانا جيدا للغوص فيها ، فيها اسماك رائعة والتلون حسب البيئة البحرية.
* هل تكتب الشعر؟
بدران : لا
* هل تسمع للون معين من الغناء ؟
بدران : الاغاني القديمة لام كلثوم ومحمد عبد الوهاب ، وتعجبني الموسيقى الكلاسيكية لموزارت وبيتهوفن ، ولاتعجبني نهائيا الموسيقى الصاخبة الجديدة ..
اولادي طبعا يحبونها ، واسمع الموسيقى عندما امارس رياضتي اليومية بحدود نصف ساعة.
* اي المحطات الفضائية تتابع عادة ؟
: الجزيرة والعربية وال ام بي سي اضافة الى سي ان أن ..
* ماذا تفعل حاليا ؟
بدران : مستشارلجامعة خاصة لتطويرها وتحديثها .
* يقال انك شريك بجامعة خاصة في جنوب سورية؟
بدران : قمت واصدقائي الدكتور مروان كمال والدكتور عصام زعبلاوي بتأسيس جامعة تدعى الدولية السورية وكمال لرئيس مجلس ادارتها . - يقال انها جاءت لكسب طلبة الشمال والاردن عموما للدراسة فيها ؟ - - ابدا لا يوجد فيها أي طالب اردني .. تقدم واحد وانسحب اخيرا .
* هل كل طاقمها من الاردنيين ؟
بدران : لا .. ليس جمعيهم .. الحقيقة ان خبرتنا في التعليم العالي افضل الى حد ما .. وهي جامعة نوعية ونجحت كجامعة ، وانا دخلت بهدف ابراز نموذج حديث ومتطورللجامعات .
* لماذا لم تقيمون الجامعة في وطنكم .. في الاردن ؟
بدران : مساهمتي في انشاء الجامعات في الاردن غزيرجدا ، ابتداء من تأسيس كلية العلوم بالجامعة الاردنية والتي كانت محورالحداثة في التعليم الجامعي في الاردن ، حيث انطلقت العصرنة في التعليم من خلال نظام الفصلي والساعات المعتمدة ، اذا كانت الجامعة الارنية تتبع النظام السنوي حين انضممت لها وغيرها العلوم والتكنولوجيا واليرموك ....
* هل انعكس اعجابك بالمدرسة الامريكية على شخصيتك وادائك .. ؟
بدران : دراستي في امريكا كانت طويلة ، ابتدء من البكالوريوس والماجستيرثم الدكتوراه فيها ، ثم عملت فيها لثلاث سنوات في البحوث العلمية والتدريس الجامعي، عشت لعشر سنوات هناك بشكل متواصل ، وعندما ذهبت بالخمسينيات وتخرجت بالستينيات كان العالم يختلف عما هوعلية الان ، اذ لم يكن هناك اتصالات رهيبة كالتي نتمتع بها الان ، وطبعا امريكا كانت متطورة جدا عن عالمنا العربي ، ليس كما هواليوم .. فهناك تجسيرفي الحداثة والعصرنة حاليا بين منطقتنا وامريكا ، اما في الخمسينيات فقد كنا في بلد لا توجد في معظم مدنه كهرباء ولا طرق معبدة والمدارس كانت معدودة..
نبذة عن سيرة بدران الذاتية
*حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة ولاية اوكلاهوما في الولايات المتحدة عام 1959، وعلى شهادة الماجستير من جامعة ولاية متشيجان في الولايات المتحدة عام 1960، وعلى شهادة الدكتوراة من نفس الجامعة عام 1963.
* حاصل على شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة سيئول.
*عمل استاذا وعميداً لكلية العلوم في الجامعة الاردنية مدة 10 سنوات.
* عمل مؤسساً ورئيسا لجامعة اليرموك مدة 10 سنوات تم خلالها بناء الحرم الجامعي للعلوم والتكنولوجيا.
* عمل أميناً عاماً ومؤسساً للمجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا.
* عمل وزيراً للزراعة، ثم وزيراً للتربية والتعليم لعام 1989.
* عمل مديرا عاماً مساعداً للعلوم ومقرها باريس ثم نائبا للمدير العام لمنظمة اليونسكو في باريس لمدة 9 سنوات.
*عمل مدة سبع سنوات رئيسا لجامعة فيلادلفيا.
* وقام بتشكيل حكومة لعام 2005 كرئيس للوزراء.
حاليا عين في مجلس الاعيان، ورئيس لجنة الاعيان التربوية والتعليمية والثقافية والاعلامية ومستشارا لمجلس امناء جامعة البترا ورئيس لجنة ادارة منتدى الفكر العربي بعمان. ورئيس الاكاديمية العربية للعلوم في بيروت. ورئيس الموسوعة البيولوجية العالمية في باريس ورئيس الموسوعة العلمية العربية ومقرها بيروت.
* نشر بحوثاً علمية في مجالات انزيمات التنفس والاكسدة في حقل الفسيولوجيا والبيولوجيا الجزئية حوالي ثمانين بحثا منشوراً في دوريات محكمة بالاضافة الى اربعة اختراعات مسجلة عالمياً.
* كما نشر عشرين كتاباً في حقول العلوم والتكنولوجيا ومقررات البيولوجيا والبيئة.
* اسهم في صياغة الاستراتيجية للعلوم والتكنولوجيا في العالم وصياغة الثقافة العربية الشاملة.
عن الرأي