الحمد لله الذي أرشدنا إلى ما فيه طاعته ورضاه، ودعانا إلى الإيمان والعمل الصالح، وحثنا على مكارم الأخلاق، وحبب إلينا الخير وأهله، وجعل أزواجنا سكنًا لنا، وأبناءنا أمانة في أعناقنا، وزينهم في نفوسنا، وبعد:
فقد رسم الإسلام الصورة المثلى للأسرة المسلمة، وحدد الأسس الشرعية لبنائها، كما حدد خصائصها وحقوق أفرادها وواجباتهم، ووضع الضوابط ورسم التشريعات التي تنظم العلاقات بين أفرادها، بما يكفل استقرارها ويحقق سعادتها، وبيَّن كل ما من شأنه أن يقوض بنيانها ويهدمه، وما يحصنها من الاضطراب والانهيار.
التفكك الأسري :يعني فقدان أحد الوالدين أو كليهما أو الهجر أو الطلاق أو تعدد الزوجات أو غياب أحد الوالدين مدة طويلة. فيما يستخدم آخرون مفهوم "البيوت المحطمة" ليعني البيوت التي يحطمها الطلاق أو الهجر أو موت أحد الوالدين أو كليهما. ويستخدم فريق ثالث مفهوم "التصدع الأسري" ليشير إلى تصدع الأسرة جراء تعدد الزوجات أو الطلاق أو وفاة أحد الوالدين أو كليهما. فيما يذهب فريق آخر لاستخدام مفهوم "الأسر المحطمة" ليعني الأسر التي حطمها الطلاق أو الشجار المستمر أو الوفاة أو سجن أحد الوالدين أو غيابه لمدة طويلة
أو هيمنة الاخ الاكبر ويريد أن يحصل على كل المدح والثناء
ويقف حجر عثرة في تقدم إخوته واكثر ما يؤثر ذلك على اصغر فرد من افراد العائلة بحيث يعيش قمع متعدد الانواع
كل ذلك يجعل من شخصيته عدوانية إتجاه المجتمع اعتقادا منه بانه ينتقم لما تعرض له من ويلات وسيطرة على شخصيته .
وعلى هذا الاساس فإن مفهـوم التفكك الأسري يشير إلى اختلال السلوك في الأسرة، وانهيار الوحدة الأسرية، وانحلال بناء الأدوار الاجتماعـية لأفـراد الأسرة، جـراء عدد من العوامل أو الأسباب التي ذكرتها سابقا
ويوجد هناك أسر "القوقعة الفارغة"، حيث يعيش الأفراد في أسرة واحدة غير أنهم يفشلون في إقامة علاقات طيبة بينهم، وتبقى علاقاتهم العاطفية ضمن الحدود الدنيا لا تتعدى السلام او عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي فثورة الاتصالات الحديثةتعتبر سبباً من أسباب التفكك الأسري في المجتمعات المعاصرة، على الرغم مما يمكن أن يكون لها من إيجابيات، أهمها: تسهيل كثير من أمور الحياة وقضاء بعض أوقات الفراغ، إلا أن سلبياتها كثيرة كذلك، حيث أفرط الأفراد في التعامل معها، فبدلاً من أن يُقضى معها جزء من وقت الفراغ، أخذت كثيراً من أوقات الأفراد، مما أخل بواجباتهم الأخرى نحو أسرهم.
لقد حصدت الأسرة المسلمة ضعفًا وفقرًا وتشتتًا، وتفشت الأزمات الأخلاقية بعد أن كانت الأسرة المسلمة تنفث في كل يوم عبير الإخلاص والتضحية والعطاء.
ويجب أن نعترف بأن ضعف الأسرة المسلمة اليوم جاء نتيجة تمثلها قيم الحضارة الغربية على حساب قيمنا الإسلامية المبنية على التعاون والتراحم والعفاف، فتقطعت العلاقات الأسرية بعد أن كانت كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا.
وعليه، بات لزامًا علينا أن نعمل على تصويب أوضاع الأسرة، وإعــادة مكانتـها وهيـبتها وتحقيق أهدافــها، ولن يتم ذلك إلا بتمثل العقيدة الإسلامية فكرًا وسلوكًا، وتنوير الأبناء على الأحكام المنبثقة عن عقيدتنا وعلى القيم الإسلامية الأصيلة الرديفة لها. فعن طريق العودة إلى الإسلام تنحل كثير من العقد وتزول تلك الأسباب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.