facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الشموخ الاردني في تعبيرات مشعل


د. عدنان سعد الزعبي
08-09-2016 04:58 PM

ما قاله اللسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس ) في خيمة عزاء والدته (التي ندعوا لها الرحمة ولذويها الصبر والسلوان ) من مشاعر فياضة وتعبيرات صادقة يكنها الرجل وعدد كبير من جماعة حماس الحاليين والسابقين للاردن انما انطلقت من المواقف الكبيرة التي قدمها الاردن للاخوة في حماس باعتبارهم من الاشقاء العرب الفلسطينيين الذين وقفوا بشموخ المقاومين الرجال لكل غطرسات وتهديدات جيش العدو الاسرائيلي لفلسطين المحتلة والقدس الاسير الذي يرضخ تحت همجيات حكام صهيون وزعماء جبل الهيكل والمتطرفين اليهود .

واذا تحدث مشعل عن الوفاء للاردن فقد عكس الرجل ما شاهده ولمسه الرجل من الفة اردنية ودفيء اردني واحترام اردني لانسانية الانسان و لمشاعر الحزن وموقف الالم التي تنتاب الشخص في مثل هذا الموقف الاستثنائي , فالدولة التي تقدر مثل هذه المشاعر وتحترمها لدى الانسان دولة تستحق من مشعل وغير معل ان يصفها بالدولة الدافئة التي لمست جراح الملايين من الامة وغطت على جراحها وهي شهامة شعب صبر وتحمل من اجل ان يضمد جراح اخية العربي الذي يبتلى بافتك المحن , وهي مشاعر ومواقف لا يمكن ان تقدر بالدولارات ولا تقاس بالمال , ذلك المال الذي يعتقد البعض بانه الامر الناهي في مواقف الدول وسياساتها الاستقطابية . فامن الدولة الاردنية لم تصغه الدبابة ولا المدفع ولا شجاعة الجبهات على مر العقود فقط بل صاغته اقلام الاحرار وفكر المثقف الاردني وتوجه الناس كافة والتفافهم حول غاية اسمى هي امن الوطن وسلامته.

وما زال الرجل يتحدث على نغمة الوطن البديل نافيا مبدأها ورافضا الولوج بها, فحماس جبهة مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي ومبدأها يقوم على ذلك ولا تتناسب فلسفة وجودها غير ذلك فهي من اكثر الداعين لوحدة الفلسطينين وتوحيد جهودهم وتعزيز موقفهم تجاه مطالبهم الشرعية وهم بنفس الوقت الاكثر تشددا بهذه المطالب على اعتبار ان التنازل هو انتقاص لثوابت الجبهة لذلك فان ما تحدث به مشعل عن موقفهم من الاردن يصب حقيقة من الثوابت الاساسية في ان الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين وهو لا ينسى اطلاقا موقف الاردن والملك الراحل من انقاذ حياته ومدى تضحية الاردن بمستقبل اتفاقية السلام التي صورتها اسرائيل للاردن على انها انقاذ من الوطن البديل. وكيف فضل شخص الرجل مشعل وشخص احمد ياسين والعديد من الزعمات الفلسطينية على المطالب الوطنية التي كان بالامكان ان يطلبها الاردن من اسرائيل التي وقفت مشلولة عاجزة عن تفسير فعلتها مع قادة حماس في الاردن .

ان التلاحم والتقارب الحتمي الذي هو مصلحة كبرى للطرفين اصبح حقيقة اساسية بين الشعبين وان المسالة لا تنظر من قالب العواطف بمقدار ما تنظر من الجانب الاستراتيجي الذي استطاع الاردن ان يمثله حق تمثيل وان يبدل الخلاف والتنافر الى تقارب واختلاط ووحدة مصير فاختلطت الدماء وخرج جيل وجيل لا يعرف الاالوطن الاردني الذي يقف مع الفلسطيني والسوري والعراقي والمصري واليمني والليبي واللبناني ..الخ فبلد يضم 42 جنسية عربية وغير عربية ويتحمل رغم تحيات الطبيعة والجغرافيا والاحداث انما خلق وعيا فكريا وسلوكيا يدعو بل يمارس دور الحرص على امن واستقرار الوطن الاردني الذي اصبح هذا الامن مطلبا حتميا وحقيقة قائمة من الجميع.

لقد وجد السيد مشعل في السمو الحضاري للمواقف الاردنية صيغة هي الاكثر قبولا والاعظم تعبيرا عن التسامح والتقارب والالفة ووجد من الشعب الاردني من شتى اصوله ومنابته صورة الشقيق الصادق الذي يتخطى جراحه وذكرياته الاليمة ويسمو عليها مشاركا الامة مصابها وآلامها يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم , فهو الاكثر تأهيلا لان يمثل حقيقة الجمع العربي والفكر القومي العربي .
يدرك مشعل والقادة الفلسطينيين ومثلهم الاخوة العرب ان حركة التغير السياسي في المنطقة والتحولات التي قلبت الموازين والتجاذبات التي خلقت استحقاقات سياسية عززت من الدور الاردني على الخارطة الشرق اوسطية ورسمت خطوطها التي ثبتت وجودها كعنصر لا يمكن تجاهله خاصة وانه الاكثر اعتدالا وتوازنا وبرؤية غير احتكارية ولا متهورة ولا سطحية بل تنطلق من الواقع وتتحدث بالعقل والمنطق وما تحملها لهذا الارث الثقيل الا امتحان ثقيل الظل لمدى تحمل الوطن وشعبه . ثوابت اساسية لمن يريد ان يبقى على الصعيد القادم وخارطة الشرق الاوسط الجديد. فالمواطن الاردني الذي تحمل ما تحمل وصبر ما صبر لا يمكن الا ان يكون شامخ النظرة عظيم الموقف قوي الشكيمة سامي الهدف .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :