عن الإخونج والإفرنج والنارنج!حلمي الأسمر
08-09-2016 12:42 AM
أما الإخونج، فهي التسمية الأثيرة التي يستعملها غلاة المعارضين للإخوان المسلمين، للدلالة عليهم، وهي تحمل قدرا غير هين من الحقد والخصومة والغل والغيرة والرعونة أيضا، وهي تقع في باب السخرية والتقزيم والإهانة، لجماعة سياسية دينية، شأنها شأن أي توجه أو تيار إسلامي وسطي، يحظى بقبول ملايين البشر على وجه البسيطة، ويثير في نفس معارضيه حقدا مجنونا بسبب هذا القبول والشعبية، رغم كل ما ألصق بهذه الجماعة من تهم، ابتداء من تهم العمالة والخيانة والتعاون مع الاستعمار، وانتهاء بوصمها بالإرهاب والتطرف، مرورا بتهم الانتهازية السياسية والاستحواذ وقصر النظر والسطحية السياسية، وربما الهبل أيضا، ورغم كل هذا وكثير غيره، لم تزل هذه الجماعة تحظى بالقبول المجتمعي، ويندر أن يخوض «الإخونج!» أو من يستلهمون رؤيتهم الوسطية، انتخابات حرة نزيهة في مشارق الأرض ومغاربها، ولا يفوزون بها، و»يستحوذوا» على الحصة الكبرى، ولعل هنا تحديدا مصدر الشعور بالخطر من هؤلاء، إذ يعتقد خصومهم أنهم يمتلكون عصا سحرية تسحر المنتخِبين، فيسعون إليهم سعي «المضبوع» إلى مغارة الضبع، كما تقول المرويات الشعبية، والسر في هذا يعرفه الجميع ولا يريدون أن يعترفوا به، فوصف «الإخوان» ليس أكثر من تسمية للمسلم الوسطي المعتدل، البسيط، الجامع بين ورع الصوفي، وتأصيل السلفي المعتدل، وحركية الداعية، وبرنامج المصلح الاجتماعي صاحب العمل الخيري، وإن اختلفت نسب هذه المكونات، في «الإخونج» هنا أو هناك، لكنها «خلطة» سهلة يسيرة، تقرب من يحمل نسبا منها إلى قلوب عباد الله المنتخِبين، لهذا تخشى دوائر صنع القرارفي بعض دول العالم من تغلغل هذا «السرطان» الحميد في جسد الأمة، لأنه يفضي إلى زلزلتهم ويقرب الناس من مصدر الإلهام الحقيقي، والمنبع الصافي للإسلام، وهذا ما لا يريده هؤلاء، ومهما اختلفت مع «الإخونج» أو اتخذت عليهم من مآخذ، فلن تستطيع أن تقنع التيار الوسطي للجمهور الإسلامي بعدم صوابية هؤلاء، وقربهم أكثر من أي توجه، من النبع الحقيقي الصافي لهذا الدين، ولهذا كله، كان على «الإفرنج» ومن والاهم، من مؤتمر غروزني إلى أبحاث معاهد أمريكا و»الثنج تانجنس» في دوائر صنع القرار في عواصم الكون، أن يشيطنوا هذا الترياق، الكفيل بكهربة جسد الأمة الخامل، ودب الحية فيه! |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة