د.محمد عطيات يكتب ل عمون .. الانتخابات في بلادي ..
07-09-2016 01:30 PM
فوق ساحات المدينة
يتبارى بانتخابات بلادي اللاعبون
تعتري أوجه بعض الناس نوبات جنون
المخاتير الطراطير ، الرجال الطيبون
صاحب الحانة والمقهى وحلاق الدقون
أجدب الحارة والراعي وجلاد السجون
كلهم مستشيخون
كلهم صوب كراسي النيابة
يزحفون
هكذا مابين صبح وعشية
تصبح البلدة نحلاً في خلية
كرة ترمى فلا يظهر في الساحة الا اللاقفون
في مباراة غبية
يرحل الناس لعصر الجاهلية
وبخيط من خيوط القبلية
يربطون
بعضهم يصنع من أقزامنا أقواس زينة
بعضهم يمهر في نبش الخلافات الدفينة
وبلصق العار بالناس تسلى أخرون
*******************
كل شيء في انتخابات بلادي ورمي مظهري
كل فرد صار في البلدة مشروع عظيم عبقري
كلهم يركض في موجة مد قبلي
من فقير بات لا يملك في البيت حصيرة
والى آخر شيخ قاد افخاذ العشيرة
كلهم يغشاهم زهو الحماقات وحمى قشعريرة
عندما تلسعهم نيران غيرة
فذوو الجاهات والعاهات تساووا في المسيرة
بينما تبقى المدينة مثل اشباح الخرابات حزينة
*****************
كل القاب الشهادات وما فيها لدينا دون طائل
يربط (القنوه) بالزنار مجدوب وعاقل
وبأمجاد جدود شبعوا من موتهم دوما يقاتل
يرجع الناس الى عصر القبائل
فمتى نوقف يا سادة هاتيك المهازل؟
ايها السادة يا من تلهثون
وتبيضون اشاعات وافراخ شيوخ بازدياد
كل صعب عندكم سوف يهون
كل ما يطلبه المستمعون
هذه البلدة ليست سلعة تشرى ولا سوق مزاد
عندما تصطف كالجند المناسف
حولكم تمتد أصناف الكنائف
تتسلون بأعصاب العباد
وأحاديث نفاق تافهة
وحشود من صنوف الفاكهة
ووعود مثل أمطار الكوانين سخية
أيها السادة في أيديكم حل القضية
هذه البلدة كانت مثل اصداف المحارات ثمينة
شعشعت بالوعي يوماً ثم جفت مثل طينة
***********************
هكذا في موجة الترشيح قومي ينشطون
وبثوب الفوز دوماً يرفلون
وانتظاراً لانتخابات جديدة
يتوارى فوق ساحات بلادي اللاعبون
ضاجعوا زوجاتهم ليلا وناموا في سكون
مثل أهل الكهف اغفوا مثل دودة
مثل دودة
عندما نزرع في الارض غراساً ومشاتل
عندما نبذر في الارض السنابل
وبأطفال الغد المرجو هذي الارض تحبل
سوف تغدو هذه البلدة أفضل...