حياد الحركة الاسلامية موقف ..
باسل العكور
13-09-2008 03:00 AM
موقف الحركة الاسلامية المعلن من السجال الدائر بين الاوساط السياسية والرسمية ومحاولات رفعها ليافطة الحياد والترفع عما يجري على اعتبار ان الحركة كما قال مراقبها العام همام سعيد "لا توافق على منهجية الطرفين " رغم قول احد نوابها (عزام الهنيدي) ان "هناك انتقائية في ملفات الفساد ويتم توظيفها في اطار صراعات النخب " ، غير قابل للفهم والتفسير ..فكيف تقف موقف الحياد ..والسجال الدائر عنوانه الرئيس " مكافحة الفساد" ..وما محاولات تسيس العملية من قبل البعض الا سعي مكشوف وغير بريء لاجهاض مساعي مواجهة الفساد بغض النظر عن دوافع فتح بعض ملفاته دون غيرها وكشف تجاوزات البعض دون البقية ..
لقد انتظرنا طويلا ان تنطلق شرارة مواجهة رموز الفساد... والان صار ممكنا وبعد ان تسربت بعض الوثائق ان يحال بعضهم للقضاء لنيل القصاص الذي يستحقون في اجراء يعتبر بكل المقاييس عادلا ورادعا .
لم نفهم تردد الاجهزة الرسمية في اتخاذ اجراءات قانونية حازمة تعيد الاعتبار لهيبتها وخاصة بعد ان بان الخيط الابيض من الاسود .
الرئيس نادر الذهبي ولدرء الشبهات اتخذ قرارين مهمين الاول اوقف فيه ما عرف ب "عطاء العقبة " والاخر عطل فيه عطاء اخر لوزير عامل ... وفي الحالتين كان رد الفعل ايجابيا ومريحا للجميع الا من قلة حاولت الاصطياد في الماء العكر وتصوير المشهد على انه استهداف لرموز انقسموا في تصنيفهم.... فبعضهم قال انهم استهدفوا لانهم من اصول فلسطينية في حين قال البقية ان استهدافهم جاء على خلفية الحملة على رموز التيار الليبرالي في معركتهم "التاريخية" مع تيار المحافظين ...ولا ندري من اين جاؤا بهذا التوصيف فمتى كان هؤلاء ليبراليون وكيف صُنّف خصومهم بالمحافظين.
وعودة الى موقف الاتجاه الاسلامي من هذا السجال الذي تأخذ دوائره بالاتساع ويتضاعف عدد المشاركين فيه من كلا الطرفين على نحو ينذر بانقسامات واصطفافات وتخندق غير مستحب ...ان تصريحات قادة ونواب الاتجاه الاسلامي -التي اعلنوا فيها عدم رغبتهم بالتدخل وان ما يجري هو صراع نخب وهو بالمناسبة ليس كذلك ابدا - هي موقف بحد ذاته لصالح تخفيف الضغط على عدد من الرسميين المتهمين باستغلال مناصبهم للسطو على المال العام بذرائع قالوا انها قانونية ونقول نحن انها بكل المقاييس غير اخلاقية .
ورغم تناقض تصريحي همام والهنيدي الا ان الاخير مال بوضوح الى الاتهامية والتشكيك ،ما يعزز الانطباع بان ضمير الحركة منحاز تماما لصالح رواية القائلين بان المسألة برمتها هي جزء من تصفية حسابات سياسية و تدخل في اطار الاستهداف على خلفية اقليمية... وهذا موقف واضح لا يحتمل قولان واصطفاف سياسي يعكس وجهة النظر الاسلامية تجاه ما يجري ..
موقف الجماعة جاء باهتا وملتبسا وغير مبرر كما هو للاسف موقف غالبية الشخصيات الوطنية ... فاما اننا جادون في مكافحة الفساد واجتثاث رموزه وملاحقة ذيوله واما اننا نكرس قناعة البعض بان مؤسسة الفساد اكثر قوة من السلطة والقانون ...