الرجل الذي أتقن التجارة والدعارةالمحامي محمد الصبيحي
12-09-2008 03:00 AM
أقتربت قليلا من رجل أعمال أردني تفيض الدنانير من جيوبه وتحيط به حاشية من المتنفعين المنافقين , وحين تجلس اليه وتستمع تحسبه أحد الشرفاء الوطنيين حبا وغيرة اذا تحدث عن البلد ومشاكلها , أو تحسبه أحد الصحابة الابرار اذا تحدث عن الحقوق والواجبات والحلال والحرام وحق الصحبة وشرف المعاشرة . امتدت أعمال الرجل الاستثمارية خارج الاردن الى سوريا , بل وتركزت أعماله الرئيسية في شام الامويين , وحين أحترت في سر ولعه بالشام أمعنت النظر والتقصي فاذا للرجل وجه أخر لم نكن نعرفه , وجه في الشام ووجه في عمان . في الشام تربض الفيلا الفاخرة في أحد أرقى وأجمل أحياء دمشق تحيط بها حديقة غناء وتضم مسابح واسعة وفرش وثير ومجموعة من الحسناوات القادمات من أوكرانيا وروسيا يتمايلن حول المسبح الكبير بالمايوهات في خدمة ضيوف حاتم الطائي الاردني من رجال المصالح و( تمشية ) المعاملات وتسهيل الامور , سواء المدعوين من عمان أو من دمشق , وما بين خروف مشوي ومايوه محشي وموظف مرتشي يمرر صاحبنا صفقاته ويفوز بعطاءاته الرسمية وغير الرسمية ويحصل على التراخيص التجارية الحصرية ويزعم أن رجال الدولة في جيبه . السر اذن في الثروة الكبيرة التي جمعها صاحبنا بعد فقر و ( مرمطة ) أنه تخرج من كليتين جامعيتين بتفوق , كلية التجارة , وكلية الدعارة , وأستطاع أن يمارس التجارة في عمان والدعارة المكملة لها في دمشق بعيدا عن عيون الاردنيين الفضولية , وهكذا يسوق علينا هنا الشرف والرجولة ويسوق الى دمشق صحبته وخدم مصالحه الى فيلا الدعارة . ولكننا نحمد الله أن صاحبنا لم يوسع مواهبه وأعماله الى ميدان السياسة التي تحقق فيها الدعارة نجاحات مبهرة و وكنت أظنه زاهدا في السياسة ولكنني أكتشفت أن سبب ابتعاده عن السياسة خوفه من مهالكها في دمشق حيث لاتنفع الديمقراطية ولا حشود المحامين . يستطيع كل من يملك حدا أدنى من رجاحة العقل أن يكون ثروة كبيرة اذا مارس التجارة من خلال الدعارة ولكنه لن يستطيع أبدا أن يقنع نفسه بأنه وطني ويطعم أسرته من مال حلال , ومهما غاب ضميره خلف موبقاته فان الانسان الذي يبدأ ضعيفا ويشب قويا مصيره الى ضعف ووهن فالصحة الى أعتلال والمال والجاه الى زوال حيث يواجه الانسان الحقيقة عاريا الا من قطعة قماش بيضاء لاجيوب لها . وحين نفهم كيف يتسلل رجال أعمال الى شركات وصفقات فاننا نفهم أيضا كيف يتسلل جهلة منافقون الى مرابع السياسة وأدارة شؤون الناس بعد أن تخرجوا من كلية الدعارة والعلوم السياسية وأتقنوا كيف يكون لهم وجه لعامة الناس ووجه لزملاء الكلية , ونفهم أيضا قول الشاعر انما الامم الاخلاق ما بقيت فان همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة