سنؤجل العيد في سوريا إلى إشعارٍآخر
تقوى العلي
07-09-2016 02:26 AM
هذا هو العيد السادس الذي يمرّ على السوريين عمومًا والأطفال خصوصًا، دون أن يعرفوا أي معاني لفرحة العيد وبهجته ، العيد السادس وصوت المدافع والتفجيرات والقتل والدمار الشامل ،العيد السادس وأصوات الرصاص تزاحم طيور السماء وضحكات الأطفال ولعبهم ومرحهم البريء.
العيد السادس ما زال أطفال سوريا يحلمون بالليلة العيد، بثاب جميلة غير مرقطة بطلقات الرصاص، بجسد سليم خالٍ من الكيماوي ، بالهدايا المفرحة واللعب مع أبناء الجيران في الحارات وزيارة الأقارب .
لم يعودوا أطفال سوريا يحلمون بهذه الليلة كما كانوا قبل التدمير والتهجير والقتل ،لم يعودوا يحلموا ياللباس الجديد الذي ينتظرهم في الصباح الباكر قبل أن يذهبوا برفقة والديهم لصلاة العيد،واجتماع العائلة على مائدة الفطور،ولا حتى أرحامهم من أولاد وبنات العّم والخال لياخذوا العيدية وينطلقوا في فضائهم في عالمهم الصغير البريء ؟!.
لانّه ببساطه كل ما ذكر أصبح ترابًا أو تحت التراب .
أصبحت أيامهم بلا معنى لا تشبه الحياة ،بل أصبحت أقرب إلى مسرطنات تنتشر يومًا تلو الأخر يعالج بالكيماوي ،كل ما يفكرون به مكانًا آمنًا بلا قتل وتفجير وتدمير ،ولقمة عيش تسد وطأة جوعهم الكاسر لا أكثر ،هذه أحلامهم التي باتت بعيدة كل البعد عن الحياة والفرح والمستقبل .
لم يعد أطفال سوريا ككل أطفال العالم ؛ذاكرتهم البريئة امتلأت بمشاهدات لن يمحوها التاريخ من مشاهد خوف ورعب ودمار،بعدما اضمحلت رائحة الياسمين والفل من انوفهم لتحّل وبقوة رائحة الدماء!.
فقدوا معاني الكلمات والمصطلحات والتعبيرات البريئة التي أصبحت جميعها تصبّ في اتجاه الحرب فقط،!!!
كيف نفرح؟وعيدهم مختلف!
في عيدنا نذبح الأضاحي تقرّبًا لله وفي عيدهم هم الأضاحي باسم الله !.
كيف نفرح ونعايد من أعماقنا ونحن نعلم جيدًا بأنّ هناك أطفالًا ينتظرون موتهم في كل لحظة إمّا برصّاصة غادرة ،أو من تحت أنقاض دمار ،في الوقت الذي يلعب أطفالنا بألعابهم ،في حيّهم أو مدينتهم بكل أمنٍ وآمان.
لا أدري إذا كان يحق لنا بقدوم العيد ،وتواجد بداخل كل واحد منّا غصّة عميقة وذاكرة مملوءة بالحزن على حال أمتنا المثيرة للشفقة حقًّا.
لا أريد أن أٌعكر صفوة العيد على أحد، فحق الفرح لنا جميعًا،لكن افرحوا بهدوء دون أن يصل ضجيج فرحتنا إلى من يعانون بصمت ،أولئك الذين تتشابه أيامهم في المرار والمآسي .
عذرًا أطفال العرب لن أقول فقط أطفال سوريا لأنّه ما يحدث في سوريا يحدث في أغلبية بلداننا العربية .. نسأل الله أن يكون العيد السابع عليكم وعلينا عيد سلام ،دون أن يكون لديكم ألف اصبع على وتر أوجاعكم.
لذلك سنؤجل الفرح حتّى إشعارٍ آخر ،إلى يوم نحلم ونحمل فيه أمل الغد وبشائر النصر ونقترب جميعًا من الحياة أكثر ،لأنّه بالفعل هناك ما يستحق الحياة ...
وكل عام نتمنى أن نكون بخير ؛