اكتمال المنظومة التعليمية
زياد الرباعي
07-09-2016 12:30 AM
الدول التي تسعى للتطوير والعالمية بعيدا عن الاتكالية والثروات الطبيعية كالنفط والغاز ، تبحث في استثمار ثروتها البشرية ، وجذر التغيير في الانسان هو العلم .
هناك دول خرجت من ركام الحرب والدمار ، وأعادت كينونتها ووجودها بفضل العلم كاليابان والمانيا ، أضف لهما هولندا وكوريا الجنوبية وغيرهم من الدول الكبرى التي طورها العلم .
فالتعليم كان القائد لثورة تكنولوجية وصناعية طورها عقل الانسان والايدي الماهرة .
وما دام الحديث جديا للارتقاء بالعملية التعليمية ، بعد سنوات من مد وجزر ، واستراتيجيات هنا وهناك ، لم تر النور ، لا بد من الانطلاق الان ، لان الزمن لا يرحم والمماطلة والتسويف عنوان التأخر .
فالبدء بالمنظومة التعليمية لا يعني الارتكاز الى جانب وترك الجوانب الاخرى ، أو الاهتمام بعنصر وتأجيل البقية ، بل لا بد من ايلاء عناصر المنظومة نفس الاهتمام ، من مناهج بمواصفات الحداثة ، تنمي الفكر دون تلقين ، وتدريب المعلمين وتأهيلهم ، والادارة التعليمية سواء في المديريات والمدارس وحتى غرفة الصف ، والاهتمام بالجوانب المالية والمادية للمعلمين والمشرفين والطاقم الفني في المختبرات والتدريب.
أما العنصر الجاذب الذي ينبغي الالتفات اليه البيئة المدرسية ، التي يصنعها المبنى المناسب والمزود بالامكانيات الحقيقية ، وليس المذكورة على الورق ، من انترنت وتدفئة ومكيفات وملاعب وساحات ، ونشاطات تصقل الشخصية وتعيد خلق مبدعين في مختلف العلوم والالعاب والفنون .
اما الاهم والواجب ، فهو العودة الى حقيقة التسمية التي تسبق التعليم وهي التربية ، فنحن نحتاج منظومة تربوية قيمية اخلاقية ، تنشىء الجيل القادم ، عنوانها الاداب العامة المستمدة من الاديان وعادات المجتمع وقيمه المثالية ، وترسيخ النظام والحوار في كل مناحي الحياة من غرفة الصف ، الى الشارع والسوق ، والملاعب الرياضية ، والتعامل مع الاسرة والاخرين ، وإبتعاد عن سوء الخلق والتصرفات السلبية .
وان أحسن استغلال هذه الهبة لانقاذ التعليم ، فخلال عشر سنوات سنكون في عالم مدرسي وتعليمي وتربوي وحياة عامة أفضل مما نحن عليه الان ، ولا نعود لتكرار القول « ان هناك تراجعا في المستوى التعليمي والتربوي « .
واذا استطعنا ترسيخ النظام وفق أسس الحقوق والواجبات والعدالة ، وأضحت شوارعنا نظيفة وجدران مدارسنا والاحياء خالية من عبارات الحب والقدح ، والطلبة يعودون الى بيوتهم بدلا من التجمهر امام مدارس البنات ، وابتعاد طلابنا عن التدخين ، ومحونا الامية في المدارس الثانوية قبل الاساسية ، فاننا نكون قد نجحنا في بناء حياة جديدة عنوانها النظام والمسؤولية والرفاه ، وسبب ذلك العودة لجذر حل المشكلات وهو العلم والتربية .
الراي