facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




كل قضايا العرب في سلة الأردن باستثنائه!


شحاده أبو بقر
05-09-2016 07:52 PM

مثير للدهشة والغرابة معا، أن تكون كل قضايا أشقائنا العرب بلا استثناء، قضايا وطنية أردنية بامتياز، يختلف عليها الأردنيون ويتبادلون بشأنها الاتهامات، وأهونها الإلقاء باللائمة على السلطة الرسمية الاردنية تحديداً!

فلقد قصرت الدولة الأردنية في حل القضية السورية وإنحازت، وقصرت في حل القضية العراقية وانحازت، وقصرت في حل القضية اليمنية وإنحازت، وقصرت في حل القضية الليبية وإنحازت، وقصرت في حل معضلة الإرهاب وإنحازت، ولم تفعل شيئا لاستعادة "الأندلس" لا بل وإنحازت، ولم تفلح في توحيد العرب وإنحازت، ولا أثر يذكر لها في لم شمل المسلمين وزادت بأن إنحازت، ولم تبادر للجم روسيا وإيران بل إنحازت، ولم تكبح جماح الغرب وسيدته الاولى أميركا وإنحازت، ولم تمح "إسرائيل" من الوجود وإنحازت، واكثر من هذا عقدت سلاما وحتى لو جاء بعد سلام غيره، فهو سلام "منفرد" فرط بالقضية وحقوق العرب والمسلمين فيها!

يا ناس، أيها السياسيون المسيسون والمتسيسون، إتقوا الله وقولوا قولا حسنا يصلح لكم اعمالكم. فقلت إستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا! ونزيد من قوله عز من قائل، مالكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا . صدق الله العظيم.

بلد صغير بلا موارد، مسور محاط بابشع التحديات منذ ولد، نصف ساكنيه لاجئون ووافدون ومقيمون ومشردون, فروا من أوطان يلعن بعضكم حكوماتها ويمجد بعضكم الآخر بطولاتها!، أوطان حباها الله كل ما يلزم لعيش كريم وثروات طائلة كان يمكن أن تجعل منها دولا عظمى يمكن أن تسهم في بلوغ كل ما سبق، لو قبل مترفوها بحكم الهاشميين ولم يوغلوا ويكابروا في ظلمهم، وهي اليوم يباب خراب تنعق بها الغربان من كل لون ومن كل حدب وكل صوب.

بلد " الاردن" لا ماء ولا طاقة ولا زراعة ولا مال فيه، ومع ذلك، لا جوعى ولا عطشى ولا مشردين، وكل في كرمه يسطح وينظر في السياسة والإقتصاد وعلوم الذرة وكل علم عرفته البشرية حتى الآن، ولو كان على رأس سلطة لجعل من الاردن سويسرا الشرق، ولحرك أساطيله البحرية والبرية والجوية في كل الإتجاهات، ولبنى في رمشة عين إمبراطورية عربية إسلامية كبرى ترتعد فرائص العالم من هول سطوتها !

بلد انتخاباته مزورة حتى قبل ان تنعقد، إنجازاته صفر بالمائة حتى لو اثنى عليها ساكنو الكوكب كافة، حاضره مؤلم ومستقبله مظلم، لا شيء فيه يسر بالا، ولا حول ولا قوة إلا بالله . يقول الناس، كل الناس على هذا الكوكب، أن ألاوطان بيوت للناس، يحبونها ويدارون عوراتها ويرفضون الطعن بها حتى لو كانت حملا ثقيلا على أجسادهم، ولسبب بدهي بسيط هو أنها أوطانهم وبيوتهم !، إلا في الاردن، فلقد إستمرأنا عبر العقود وبوعي وبغير وعي، تقزيم بلدنا وتتفيه منجزاته والتشكيك في منطلقاته وقراراته، ونحن على الآرائك جالسون، نحسن الشكوى والتذمر والإتهام والإلقاء باللائمة على من هم سوانا، ولا نحسن شيئا إيجابيا يذكر دون ذلك!.

سنكون سعداء جدا، لو لمسنا يوما أن هناك من يأبه أو يلتفت إلى قضايانا الاردنية من أهلنا العرب، وطول عمرنا في نظر حتى من أفنينا قسطا من عمرنا في نصرتهم في الشام التي كانت شاما، والهلال الخصيب الذي كان خصيبا، مجرد رجعيين لا نعرف بطولات الممانعة، لا بل ربما عملاء متآمرون ضد حلم العرب في الوحدة والنصر وهزيمة الغرب ودحره عن ارض العرب.

طوبى ألف طوبى لشهدائنا وتضحياتنا وعذاباتنا المستمرة من أجل العرب! وأجرنا وأجرهم على الواحد العزيز الجبار، ولا ملامة على أحد من أهلنا العرب إذن، ما دامت تلك هي نظرتنا لوطننا وما دام هذا هو فعلنا معه، ولتبقى كل قضايا العرب في سلة الاردن، بإستثناء قضاياه هو وحده!

وبالمناسبة، يدي على قلبي من انتخابات وشيكة نسأل الله أن تمر بسلام وأمن!، باعتبارها محطة في حياتنا وليست كل حياتنا، فلينجح من ينجح وليرسب من يرسب، وتلك هي الديمقراطية التي " يهيجن " بها الجميع من غير أن يكونوا ديمقراطيين أصلا، وحالهم كحال من حاز رخصة سوق مركبة دون ان يتعلم فن السياقة أو حتى أبجدياتها .

علينا ومن واجبنا أن نظل موحدين كبارا في قولنا وعملنا، وأن نلتفت إلى قضايانا كما يفعل سائر خلق الله، وأن ندرك أن قدرنا أن نعيش معا إخوة متحابين على هذه الارض الأم الرؤوم من أي أصل وفصل كنا، وأن نصون بلدنا ودولتنا من كل أذى، وأن نحذر صولة اللئام وهشاشة الصغار، وأن ننتظر فرج الله مهما طال الزمان .

وبالمناسبة، حتما سيأتي يوم أسأل الله ان أكون من أهله، تتحرر فيه القدس وفلسطين الحبيبة كلها،لنستبين عندها أننا لسنا شعبا واحدا فقط، وإنما عائلة واحدة مهما تغول فينا ومنا نفر موتورون لم يدركوا ولن يدركوا كيف عاش أباؤنا وأجدادنا الغر الميامين يدا واحدة وقلبا واحدا من البحر حتى آخر متر في على ضفاف البادية الاردنية السمحاء . الله جل في علاه من وراء القصد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :