تصريحات المرشد الإيراني والوصاية السعودية
هشام الخلايلة
05-09-2016 04:35 PM
لا يمكن أن تكون تصريحات خامنئي برفع الوصاية السعودية عن تنظيم الحج مجرد تصريحات عابرة او تخرّصات أطلقها الأب الروحي، والمرجعية العظمى للشيعة حول العالم.
فمنذ وصول الخميني الى الحكم قادما من فرنسا، والتصريحات التي تطالب بوضع المقدسات الاسلامية في الحجاز تحت الوصاية الدولية وبحجج وأعذار لا حصر لها، ولكن في ظل الضعف العربي، والتمزق الذي يحصل في سوريا، والعراق واليمن بدعم وإشادة إيرانية علنية وتحت صمت عالمي مريب يدعو الى القلق، حيث إن موازين القوى في الشرق الاوسط قد تبدلت، فادارة اوباما أعلنت تخليها عن حلفائها من خلال إطلاق يد ايران للعبث بالشرق الاوسط، وفي نفس المسار سمحت للروس للتدخل المباشر في سوريا فتغيرت موازين الحرب.
وقد أعلن الدب الروسي التدخل في الشرق الاوسط بحجة محاربة الاٍرهاب، ولكن الهدف الرئيسي للروس كان إنقاذ حليفهم التقليدي بشار الاسد والذي كان على حافة السقوط لان المقاومة الشعبية السورية كانت قد نقلت المعركة الى الى أرياف دمشق مما استدعى ايران الى الاستنجاد بالحليف الروسي من خلال توقيع اتفاقيات وعقود بمليارات الدولارات منها ما تم الإعلان عنه، وكثير منها بقيت في طَي الكتمان، وقد تلقف الروس هذه الإغراءات بالفرح في ظل انهيار الروبل بسبب العقوبات التي فرضتها أوروبا عليها بسبب دعم الروس للانفصاليين في أوكرانيا.
ومن هنا فليس من قبيل المصادفة ولا العشوائية أن يقوم الركن الأساسي في ايران الى التفوه بمثل تلك التصريحات، ومثل هذه المطالبات مع ايماننا العميق بكونها غير محقة، ولا واقعية ولا يمكن القبول بها، الا انها على درجة كبيرة من الخطورة ويجب على الزعماء العرب التصدي لأي محاولات إيرانية ترمي الى تغيير الوضع القائم للمقدسات في الحجاز من خلال التأكيد على أن من يدعو الى مثل تلك التصريحات إنما يدعو الى الفتنة، ويجب على ايران الكف عن التدخل في الشؤون السعودية الداخلية.
اما من الناحية الشعبية، فيجب أن يكون للشعوب العربية كلمة للتذكير بأن من يحلم مجرد حلم بتغيير الرعاية السعودية للمقدسات والحج سوف يكون مصيره الذل والخسران لان الشعوب العربية لن تهادن ولن تقبل بأن يكون لإيران اي مستقبل في رعاية او تنظيم الحج.
حمى الله اردننا المحبوب من كل مكروه
هشام الخلايله/ استراليا