ماذا بعد جرس إنذار الطائرة الأردنية في مطار بيروت؟
الهام سعيد فريحه
02-09-2016 02:12 AM
كتبت الهام سعيد فريحه، المدير العام لدار الصياد، في صحيفة الانوار مقالاً عنوانه "ماذا بعد جرس إنذار الطائرة الأردنية في مطار بيروت؟" وجاء فيه:
أما وقد بلغ السيل الزبى، فماذا تريدون بعد يا سادة؟
مراوح طائرة أردنية تكسرت في مطار بيروت الدولي بسبب طيور كانت مختبئة في أحد محركات الطائرة قبل إقلاعها.
وقع هذا الحادث في الوقت الذي كان فيه جميع المعنيين بأزمة النفايات يجتمعون ويتساجلون في مجلس النواب، بعد الإعتراضات على خطة الحكومة سواء في برج حمود أو في كوستابرافا.
كادت الكارثة أن تحل، فلو أنَّ الطائرة استطاعت الإقلاع لكانت الكارثة قد وقعت فوق مطار بيروت، لكن العناية الإلهية جعلت الأعطال تقع فيما الطائرة لا تزال جاثمة على أرض المطار.
يأتي هذا الحادث بعد أسابيع قليلة على وقوع حادث مشابه له في مطار أتاتورك التركي، حين تسببت الطيور المختبئة في أحد المحركات باندلاع حريق في الطائرة بعد لحظات من إقلاعها، ما اضطر قائدها إلى العودة بها إلى مدرَّجات المطار والهبوط فيه قبل توسع الحريق ووقوع الكارثة المحتمة.
كما أنَّ هذا الحادث جاء إثر تحذيرات متكررة وآخرها تلك التي صدرت عن خبراء في عالم الطيران أسهبوا في شرح هذه المخاطر، وقد تم هذا الشرح في إحدى حلقات البرنامج الحواري كلام الناس مع الأستاذ مرسال غانم، فأين ذهبت الصرخات والشروحات؟
ولماذا لم يبادر أي مسؤول إلى أخذها على محمل الجد والتصرف وفقها؟
إنَّ الطيور المتجمِّعة فوق مطمر كوستابرافا، وهي التي تجذبها النفايات العضوية التي يجري تجميعها هناك، ليس مقدَّراً لها أن تنحسر أو تختفي، طالما أنَّها تجد قوْتَها في تلك النفايات كما تجد ملاذها في محرِّكات الطائرات.
ولأنَّ الأمر كذلك في ارتفاع منسوب المخاطر، وبعد حادثة الطائرة الأردنية، التي يمكن أن تتكرر في أي لحظة عند إقلاع أي طائرة، فقد ينجم عن هذا الواقع تطوران لا مناص منهما:
الأول، إمكان وقوع الكارثة في أي لحظة، والثاني أن تعمد شركات التأمين إلى رفع أسعار التأمين على الطائرات التي تُقلع والتي تهبط في مطار بيروت، ما يؤدي حكماً إلى رفع سعر بطاقات السفر على هذه الطائرات.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا:
متى يتحرَّك المسؤولون لتفادي هذا الواقع الذي يبدو أنه لم يعد من مفر منه؟
هل عند وقوع الكارثة؟
وفي هذا الحال، ماذا لو امتنعت الشركات الأجنبية عن اعتماد مطار بيروت في رحلاتها، إلا بعد تطبيق كل شروط السلامة العامة، فماذا يحل بالمطار، وهو بوابة لبنان الوحيدة إلى الخارج؟
هل تعي الحكومة هذا الواقع الذي نقترب منه بأسرع مما يتصوَّر البعض؟
إن ما حدث مع الطائرة الأردنية هو بمثابة جرس إنذار، فهل يستمع المسؤولون والمعنيون إليه؟
أم أنَّ آذانهم صُمَّت وأنَّ طيور نفايات الكوستابرافا ستبقى تعشش في محركات الطائرات حتى وقوع الكارثة؟
المطلوب التحرك الفاعل قبل فوات الأوان، فهل من صاحب ضمير يوقف الزحف نحو الكارثة بعيون مفتوحة؟