أيلول يعود ككل سنة محمّلا بالذكريات والتفاصيل الجميلة ... يعود بصوت فيروز الذي لم يشيخ بل نحن من هرمنا وتذكرنا بأن أيلول قد رجع وقد عاد وأن أياما من أعمارنا لن تعود.
يعود أيلول ونحن نخلع آخر ورقة من روزنامة آب اللهاب فتفرّ نسمة صباحية باردة .
أيلول يعود وقد فاضت الطرقات بالطلاب وبالمراييل الزرقاء والخضراء وبضحكاتهم وبحقائبهم التي ملئت بالفرح والأمل بغد جديد...
أيلول يا أول الدفاتر وأقلام الألوان والرصاص وفرح الدرس الأول وتلعثمات الحروف والسندويشة الأًولى ..
أيلول يا رائحة الشتاء القادمة المختبئة وراء أوراق الخريف الهاربة ... يا طعم الرّمان ورائحة الجوافة المعشقة في البيوت عندما تخبئها أمهاتنا فتفضحها رائحتها التي تأبى إلا البوح ...
أيلول يا فرح الفلاح بإقتراب موسم قطاف الزيتون وقد أتعبه النضج وفاض زيته دمعا وتعبا .
أيلول يا طعم الحب الأول الذي إرتسم على ممرات الجامعة الأولى .. يا صوت العاشقين ووشوشاتهم تحت السرو والندى والأحلام الخجلى ...
رجع أيلول ويا ليتنا نرجع كما كنّا ...!!!