«دولة شريعة» بنسخة صهيونية!
حلمي الأسمر
01-09-2016 01:21 AM
لسنا وحدنا كعرب من نتفتت ونتشرذم، عدونا أيضا يعاني من المرض ذاته، في تصريحات لافتة، تثير مخاوف كامنة في الكيان الصهيوني، لا يستبعد رئيس الموساد السابق، تمير باردو، نشوب حرب أهلية في إسرائيل على خلفية الانقسام والتقاطب داخل إسرائيل، وذلك على غرار ما يحدث في دولنا العربية، باردو قال خلال مؤتمر صحفي في قرية دالية الكرمل يوم الثلاثاء، إن ‹›››››››التهديد الداخلي يجب أن يقلقنا أكثر من التهديد الخارجي. وإذا تجاوز مجتمعا منقسما سقفا معينا، فإنه بإمكانك أن تصل إلى ظاهرة مثل حرب أهلية في الحالة المتطرفة. والمسافات تتقلص لأسفي, وأخشى أننا (نسير) في هذا الاتجاه››››››››. وتابع باردو:»لسبب أو لآخر هناك من يعتقد أن الانقسام يمكن أن يتعاظم داخل المجتمع الاسرائيلي..التهديد اليوم على الدول داخلي وليس خارجيا»، وأعطى سوريا، وليبيا واليمن نموذجًا!
هذا التحذير ليس جديدا، في 10 يناير/كانون ثاني 2013، أشارت تسبي ليفني وزيرة خارجية العدو السابقة، إلى أن مجموعات متطرفة أخرى تريد أن تحول إسرائيل إلى دولة شريعة، الأمر الذي سيؤدي بإسرائيل إلى الهاوية، لافتة إلى أن هذا الوضع بحد ذاته هو نهاية الصهيونية، ما يجري في إسرائيل اليوم انقلاب على الأسس التي قامت عليها، ووضعها الآباء المؤسسون للصهيونية، وأغلبهم، إن لم يكن كلهم، علمانيون، لا يؤمنون بإله. إسرائيل اليوم تهذي، والهذيان يتحول إلى تشريع، على حد تعبير النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، أيمن عودة، فثمة تشريع في الكنيست يلزم القضاة باستلهام «فتاوى التوراة» ونصوصها، في القضايا التي لا ينص عليها القانون المدني.. وهو ما يعني إحلال القانون الديني مكان القانون المدني، و»بث روح منعشة في رؤيا دولة الشريعة» حسب تعبير كاتب إسرائيلي. ويبدو أن لحظة اغتيال اسحق رابين في الرابع من نوفمبر/تشرين ثاني 1995 على يد يهودي من أتباع اليمين المتطرف، هي التدشين الحقيقي لعملية طويلة ومعقدة، لتحويل كيان العدو من «واحة ديمقراطية!» إلى دولةٍ تحكمها عصابات من المتدينين. ولهذا، نرى كاتباً يسارياً، مثل أوري مسغاف، يكتب مقالاً غاية في الأهمية عن هذه الظاهرة الجديدة، (هآرتس – 31 /1 /2016) بعنوان «إبن اسرائيل»، يتحدث فيها عن حربٍ أهليةٍ صامتةٍ تدور في (إسرائيل) منذ عشرين عاماً، حيث يقول: «إسرائيل توجد منذ عشرين سنة في حربٍ أهلية. ويمكن وصفها بحربٍ أهليةٍ باردة على الرغم من أنه يرافقها العنف أحياناً، والذي كانت ذروته مقتل رئيس الحكومة في ميدان المدينة (رابين)، بعد أن وسم «خائناً». كان هذا تصريحاً واضحاً للنوايا. وعلى الرغم من ذلك، يتم الصمت على هذه الحرب. هذا لا يعني أنها غير موجودة، بل يعني أنها صامتة «إلى أن يقول، في نهاية المقال، بما يشبه النبوءة: الحلم انتهى. الشخص المستقيم يجب أن يقرّر أين يقف. اللهجة الكلامية مهمة: هذه حرب أهلية، وليست حرب أخوة. نفتالي بينيت لا يمكنه أن يكون أخي. إنه يسعى إلى إنهاء وجودي. إنه إبنك يا إسرائيل.
نُشر في الصحافة العبرية، قبل فترة، مقال لكاتب عبري يعقد مقارنة بين إسرائيل وداعش، ويخلص إلى أن ثمة وشائج قربى كثيرة بين الفقه الذي يحكم «دولة داعش» والتشريعات اليهودية التي يريد المتدينون أن تحكم إسرائيل. الفرق بين «الدولتين» كبير، فثمة تحالف دولي لمحاربة داعش، أما إسرائيل، فثمة تحالف أشد وأقوى، ليس لمحاربتها، بل لدعمها وتقويتها. ولهذا، لن يكون هلاكها على يد هذا التحالف، بل بفعل تلك الحرب الأهلية الباردة الدائرة بشراسة. ولكن بصمت، والمؤذنة بانتهاء حلم إسرائيل.
الدستور