كل مسؤول صغر منصبة ام كبر ، يأتي متحمسا للعمل والإنجاز ، وأول أعماله بعد تغيير ديكور المكتب والاثاث إن اتيح له ذلك، عمل الدراسات وتغيير الرؤية والرسالة واقرار اهداف جديدة تتماشى مع مرحلته، وكل ذلك للنهوض بالعمل وتطوير الاداء.
لكن بعد أشهر ، يكتشف أن الدراسات الجديدة التي قد تكلف الاف الدنانير ما هي الا إعادة صياغة لاوراق سابقة ، وأخرى تلبي رغباته الشخصية بعيدا عن النهج العملي والعلمي ، وضعت لتمرير الدراسة.
اما الرؤية وما الى ذلك فما هي الا تلاعب بالالفاظ والمعاني وتبديل للارقام، واذا به بعد اشهر يراكم الاوراق كما راكمها من سبقة، منتظرا مكانا جديدا يحل به، ليبدأ مرة اخرى من جديد، وليس من حيث أنتهى من سبقه.
قلة هي المؤسسات التي تبني على تراكم السابقين، وأغلب مدراء الميدان الفعليين والحقيقيين يواجهون الامرين عند التغيير في الوزارات او المناصب العليا وخاصة اذا جاء « طارئون « على المناصب والادارات ، فاغلب المشاريع تتوقف ، وجلها يعدل ، وما ان تبدأ العجلة بالدوران ، وتحل العقد الادارية والشخصية، يأتي التغيير مرة ثانية لتبدأ حلقة جديدة من مسلسل «الادارة الجديدة «.
حسن الاختيار في الادارة العليا له انعكاس فعال على العمل ، ولا بد من ضوابط لحدود التغييرات والمسؤوليات والاجتهادات، لانها قد تكلف الملايين وتعطل العمل ، لنبدأ كل مرة من جديد ، وليس من حيث أنتهى السابقون.
الراي