في معرض الحديث عن الوحدة الوطنية نكتشف كل طالع شمس شاعرا جديدا يستعيد مفردات عمرو بن ابي ربيعة غزلا وتشبيبا بمعشوقة يبدو انها اخر من يعلم بكل هذا الشعر... فثمة التفاف "عاطفي" عبر الشعرية المفرطة حيال الوحدة الوطنية للتغطية على قضايا سياسية بامتياز فيصبح الشعر الغزلي بديلا عن التحقيق في "اعتداءات" سافرة على المال العام ويصبح الخوف على الوطن ووحدته الوطنية مظلة تقي القلة القليلة من وهج شمس مكافحة افة العصر "الفساد المعولم الذي لم يعد يقتصر على الشجر والحجر بل طاول ضعاف البشر في اقصى اقاصي المعمورة.
في معرض الغزل في عيون " الوحدة الوطنية" ثمة ذكاء يصل حد التذاكي لتصوير المشهد الوطني المحتدم بين فاسد وشريف الى سياق اخر وكأن القصة سجال بين اردني واردني حول الاصل والمنبت ونقول للشعراء ان وحدتنا الوطنية محمية سلفا بمؤسسات مستقرة ومجربة وموثوقة عند سيد البلاد ورعيته من العباد ولان الفساد ليس له اصل ومنبت فالذين يكافحونه لا ينظرون الى مسقط الرأس حين يدحرجون رأسه.
بين خائف على مال وخائف على وطن مسافة هي ذاتها التي تفصل بين شريف ينذر نفسه للدفاع عن صورة الوطن وتاجر خارج على القانون الانساني، فبأي الحيين نستجير ؟ ..انستجير بالذي قد يبيعنا امتار الهواء وما يلبث ان يسمسر علينا ام نستجير بالذين يدافعون عن اغلى ما تحقق امنا واستقرارا ؟ ليس هناك انقسام في المجتمع كما يتصور شعراء الوحدة الوطنية بل هو انقسام بين من من يحمي الفساد ومن يريد كشفه وتعريته .
لعل اسوأ ما يفسد الاجواء هو اختباء الفساد خلف عباءة هوية فرعية في مجتمع منسجم ولعل هذه الاقليمية المنتنة تم ايقاظها لتدافع عن ثلة من الفاسدين وتلك حالة لا يقع في شراكها باعتقادي الا من كان في عينيه رمد يحجب الرؤية.
ليطمئن الشعراء فالوحدة الوطنية بخير ومن لا يزال في قلبه وجل ليقرأ حب الاردنيين لشخص طاهر المصري ابن جبل النار فتهدأ سريرة وتقر عينه اما القلة ممن ادمنت الاعتداء على مستقبل الاردنيين فلا تحميهم كل مظلات الدنيا.