دخل «سعيد» الذي اشترى توا سيارة جديدة ، بالطبع وفق عرض مغر، واقساط مريحة، قد تمتد الى ما بعد العمر بعمر، الى محل بيع الاسطونات المدمجة، ليشتري موسيقى!!
تذكر «سعيد» اننا مقبولون على «عرس» ، وأنه قرأ توا شعارات ، فطلب «سي دي « عبدالحليم، «نعم يا حبيبي .. نعم».
وفيما كان البائع «ينسخ» الاغنية ، خطرت ببال المواطن «سعيد» ، قوائم المرشحين ويافطاتهم، وقد غطت الشوارع واعمدة الكهرباء ، بعشوائية فطلب اضافة اغنية «حاجة غريبة» للعندليب الأسمر ايضا.
وبعد ان تذكر سنوات مرت ومراحل رحلت نادى «سعيد» على البائع بصوت رائع ، اعطيني من فضلك « عودت عيني على رؤياك».
«سعيد» في الاثناء، دندن بينه وبين نفسه سبب عدم رغبته بسماع مزيد من «المزايدات» واحجامه عن قراءة اليافطات ، وحينها فقط طلب اغنية «اسأل روحك».
«سعيد» العاشق الكبير للعندليب ولأغاني الزمن الجميل ، تذكر ايضا اغنية لطالما رددها في صباه واليوم وهو «رجل ناضج» ايقن معنى «تخونوه .. وعمره ما خانكم»!!.
وعلى ما يبدو فان البائع اراد ان يتدخل في مزاج «سعيد» فعرض عليه اغنية شبابية، قد تبعث في نفسه لحن «حيوية» لكن سعيد بادره بالرد: «سأقول لك ولهم وكما قالت شيرين «انا مش بتاعت الكلام دا»».
سعيد، تذكر ان سيارته «الجديدة» ستمشي دروبا قديمة فنادى على الشاب وقال : بمعيتك معلم، «حافية القدمين» للقيصر.
رن هاتف «سعيد» ، تذكر الرقم، وتذكر كم المرات التي حاول الاتصال بها بهذا الرقم ، وكان الرد، في كل مرة: «لا يمكن الاتصال به» حينها قال للبائع الشاب : ألديك اغنية «لا مش أنا اللي ابكي «.
بدون ادنى تفكير اغلق الهاتف وطلب «انا مش هأفضل كده على طول» ، وأضاف الى القائمة الموسيقية « أعاتبك على إيه.. والا إيه.. والا إيه؟».
وقبل ان يدفع «سعيد» الحساب، تذكر رائعة عبدالحليم ، «حاول تفتكرني» وحينها قال للبائع .. اظن سأكتفي بهذه الأغنية على ان تسجلها مرارا وتكرار.
رجع «سعيد» الى داخل المحل ، وقال «معلش معلم آخر طلب واغنية « خلاص بقى بيتكلم يرحم زمن السكوت».
في طريقه الى الشارع حيث «السيارة الجديدة»، رفع حسن نظره الى يافطة حجبت الاشارة وقرأ «مهما الأيام تعمل فينا.. مابنستغناش عن بعضينا»!!
الدستور