خواطر عن فلم اسكندريه ليه للراحل يوسف شاهين
فراس الور
29-08-2016 05:20 AM
(الجزء الثالث و الأخير)..
قررت أن لا انهي جولتي حول النقد الذي احاط بفلم اسكندريه لي قبل أن أقول كلمتي حول نقد كتبه ناقد أمريكي تسبب لي بالصدمة الكبيرة، فاستغربتُ بكيف عالج فلم اسكندريه ليه، بالرغم من ايماني بأن هذا العمل الدرامي هو من فئة الأعمال الكبرى بالسيرة الذاتية إلا أنني لا أتوقع ان يُعْجَبَ به كل المشاهدين، فلكلٍ منا وجهة نظره الشخصية و ذوقه الشخصية الذي غالبا ما يتحكم بالعديد من القرارات التي نأخذها في كل يوم من ايام حياتنا، فمن الطبيعي ان تتنوع اراء النقاد حول هذه المادة، و لكن الراحل فنسنت كانبي (1924 الى 2000) الذي عمل كناقد في صحيفة نيو يورك تايمز New York Times دمر العمل كليا...فالذي فعله بهذا الفلم من خلال ما كتب هو كالذي يمسك ورقة و يسحقها الى إرباً صغيرة بيديه ثم يرميها بسلة المهملات...حيث رأى أن الراحل يوسف شاهين لم يُتْقِنْ صناعة اسكندريه ليه لعدة أسباب ، فوصف العمل بأنه حَوًلَ الكليشيهات بالسينما الشعبية الى ملحمة مليئة بالفوضوية، و أضاف بأن يوسف شاهين فشل بإخراج هذا الفلم الذي يحتاج الى مخرج قدير أكثر منه، فهذا الفلم أتى بالمزيد من الكليشيهات و الاحداث الغريبة؟!
كتب الراحل فنسنت هذا النقد السلبي بمناسبة عرض الفلم في مهرجان نيو يورك للافلام في ولاية نيو يورك في أمريكا حيث كان سيعرض في مركز لنكولن، و للذي لا يعلم نيو يورك جيدا لن يدرك بأن في هذه الولاية تَجَمُعْ من أكبر تجمعات اليهود في أمريكا، و أظن بأنني أعرف سبب النقد اللاذع الذي وجهه الراحل كانبي لهذا الفلم الكبير، فيجب علينا أن نفهم بأن والد سارة سوريل في الفلم حينما ذهب الى فلسطين هو و ابنته لم تعجبه الصراعات الدائرة فيها، و نَعَتَ على الملأ اسرائيل بأنها قاتلت الأنبياء بمشهد من المشاهد و هذا بحسب ما ورد في الإنجيل المقدس و القرآن الكريم، فسرعان ما غادرها الى بلد آخر خلال الحرب العالمية الثانية و هو غير مسرور بما يفعله الجيش الإسرائيلي في فلسطين، فكان بمثابة اليهودي الغير مُتَصَهْيِنْ، و نرى سارة في مشهد من المشاهد بعد إنتهاء الحرب العالمية في الإسكندرية مع طفلها بعد غياب دام عدة سنين لكي تزور ابراهيم عشيقها و والد الطفل في سجنه، و لا يجب أن ننسى بأن للوبي اليهودي وزن سياسي كبير في أمريكا و هو من العناصر المؤثرة في الحياة السياسية بها، لذلك هذه الافلام التي لا تحمل رؤية صهيونية قد تكون مهاجمة بشراسة من قبل السياسيين و نقاد الفلم الذين قد تكون اقلامهم مُسَيًسَة لصالح الدولة الإسرائلية و السياسيين الامريكان الذين يدعمون الدولة الإسرائيلية، فلا أستغرب بما كتب كانبي عن أن الفلم يحتوي على كليشيهات و لم يقدم الجديد، و لكنني من خلال الأسطر الآتية سابرهن بأن هذا النقد عاري عن الصحة،
تُعَرِفْ موسوعة الويكيبيديا على الإنترنت بأن كلمة كليشيه clicheتشير الى مادة فنية او فكرة او مقولة تكررت كثيرا في المجتمع لتتجرد مع كثرة الإستخدام من مفعولها و قُوَةْ تاثيرها، و مع الأسف هذا ما قصده الراحل كانبي، فبالنسبة اليه حاول يوسف شاهين تقديم فلم ملحمي و لكن النتيجة كانت فلم ملييء نوعا ما بالفوضوية، و لكن إذا أمعنا النظر في تاريخ السينما الأمريكية سنرى أن الكليشيهات تملئ عدة فئات من افلام كثيرة و شهيرة في ارشيفها الحافل حتى بالاوسكارات، فهنالك العديد من الافلام التي كررت نفسها في تاريخ هوليود و لكنها حَظِيَتْ بوتيرة نقد أخف من الذي وجهها كانبي لفلم إسكندريه ليه، و لكي لا يفهمنا القارئ بصورة خاطئة لا اقارن افلام كنغ كونغ بفلم اسكندريه ليه، فإنهم من فئات أدبية مختلفة كثيرا و لكن أناقش هنا الكليشيهات التي تكررت بأفلام عالمية في السينما ، فأفلام كِنْغ كونغ king kong التي صرف عليها المنتيجون في هوليود الأموال الطائلة و الوقت الطويل في صناعتها تكررت الأفكار و الحبكات فيها حيث كان أول هذه الافلام في سنة 1933 ، و كان من اخراج الراحل مريان كوبر (سنة 1893 الى 1973)، نال هذا الفلم في أمريكا النقد الوفير و صَنًفَهُ موقع روتن توميتوز (rotten tomatoes) بأنه أقوى افلام الرعب بتاريخ السينما العالمية على الإطلاق، و صنفه معهد الفلم الامريكي American Film Institute في عام 1975 كواحد من أفضل 50 فلم أمريكي و في عام 1991 اعتبرته مكتبة الكونغرس Library of Congress بأنه ثقافيا و تاريخيا و استاطيقيا (الإستاطيق هو علم الجمال) مميز جدا، تم ايضا حفظه في مجلس حماية الفلم الوطني National Film Registry التابع لمعهد الفلم الامريكي، احتل هذا الفلم القوي على لائحة أقوى مئة فلم لدى معهد الفلم الأمريكي منزلة رقم 43،
تَـبِـعَ هذا الفلم عدة افلام يقوم ببطولتها هذا الوحش الكاسر المخيف ذو الحجم الضخم، و لأنً الفلم الاصلي حاز على نجاح جماهيري كبير و نسبة مشاهدة ضخمة تضمنت عدة افلام بعد ذلك وجوده، و لكن لم يشهد هذا الفلم و محتواه الذي انحدر من الخيال الخصب للراحل مريان اعادة تصنيع سينمائي إلا في عام 1976 بعد وفاته بثلاثة سنين، و قام بإنتاجه المنتج الكبير أغسطينو دينو دولارنتس (1919 الى 2019)، و الجدير بالذكر أن هذا المنتج أنتج في خلال حياته 500 فلم و تم ترشيح 38 منها لجوائز عالمية، و السينما الإيطالية تدين له و لكارلو بونتي بالكثير حيث بعد الحرب العالمية الثانية أصبح لها بجهودهما حضور عالميا أقوى، اغسطينو منتج قوي جدا إذ شعرت أمريكا و ايطاليا بأبداعه بأكثر من انتاج ضخم و أعماله تصم عددا من افلام Italian neorealist و أذكر بعضاً منها حيث لا مجال لذكرها جميعاً هنا Bitter Rice (1946) و عمل لفدريكو فيليني الذي يعد من أقوى المخرجين و كتاب السيناريو في العالم بإسم La Strada (1954) و ايضا Barabbas (1961) و Kiss the Girls And Make Them Die و الذي يستند على فلم من افلام جيمس بوند من انتاج عام 1966، كما يضم ارشيف هذا المنتج اعمال من تصنيف Spaghetti Westerns بإسم Anzio و فلم تحدث أحداثه بحقبة الحرب العالمية الثانية بإسم Barbarella و Danger Diabolik، و لا يتوقف ارشيف هذا المنتج هنا فحسب بل أنتج فلم عادَلَ بشعبيته اسطورة العراب The God Father الشهيرة، و هو بإسم The Valachi Papers، كما انتج عددا من روايات كاتب الرعب الأمريكي الشهير Stephen King الى افلام سينمائية، و في عام 1976 استقر دولارنتس في أمريكا و أنتج في نفس العام الفلم الشهير كنغ كونغ، بعد عرض هذا الفلم انتشر اسم هذا المنتج الكبير بشكل اقوى في امريكا،
فلم كنغ كونغ الذي تم انتاجه في عام 1976 لم يختلف أختلاف جذري عن الذي تم انتاجه عام 1933، فبالرغم من بعض الإختلافات إلا أنه حافظ على نفس جوهر الرواية، فالفلمين بإختصار كانا عن فرقة تضم مجموعة من الرجال برفقتهم إمراة جميلة تصل الى جزيرة نائية لتلاقيهم قبيلة بدائية في العادات التي تتبعها، و تعيش هذه القبيلة وراء جدار عملاق مخيف يحجبها عن غابة كبيرة، و تخطف هذه القبيلة الإمرأة لتقدمها ضحية للغوريلا العملاقة كنغ كونغ، فحتى إذا حللنا فلم كنغ كونغ الذي أنتجه و اخرجه صانع الأفلام الكبير بيتر جاكسون Peter Jacksonعام 2005 سنرى أن نفس الرواية تتكرر ايضا، فالحبكة هي نفسها من دون اية مضامين مختلفة لنستطيع القول أن فلم كنغ كنغ قدم لنا الجديد مع كل أسف، فكنت أنتظر من صانع أفلام عملاق مثل المنتج بيتر جاكسون أن يقدم لنا هذا الوحش الكاسر بصيغة جديدة خصوصا بعد أن قدم لنا ثلاثية J. R. R. Tolkein الماسية التي تحمل اسم The Lord Of The Rings بإبداع غني جدا خطف أنفسانا به بكل معنى الكلمة، فهذه الروايات هي قطع خالدة من خيال الأدباء و صناع الافلام في الغرب وصلوا بها الى نشوات كبيرة جدا من الإبداع و الإخراج في عالم السينما، و الذي اختلف فقط بالثلاثة افلام هو بعض التفاصيل، فالذي تَحَسًنَ بهذه الثلاثة افلام من اعوام 1933 الى 1976 و في عام 2005 هي آليًات الخدع السينمائية و دخول الحاسوب و التكنولوجيا في صناعة الفلم لتصبح المَشَاهِدْ الخيالية ممكنة و متنقة و مقنعة أكثر، فاستطيع القول بأن أفلام كنغ كونغ التي تم انتاجها في عام 1976 و 2005 احتوت على كليشهات و تكررت بها أحداث كنا قد رأينا مثلها في فلم كنغ كونغ عام 1933...فأين الجديد الذي تم تقديمه بهذه الأفلام؟؟؟
ناقشت هذا الموضوع لاثبت للقارئ العزيز بأن أكثر الافلام تكلفةً و إبداعاً احتوت على احداث مكررة و كليشيهات قد تكون لأي سبب من الأسباب موجودة في المادة، و قد تكون هذه الافلام ناجحة جدا و حائزة على نسبة مشاهدة عالية جدا حول العالم و قد تكون مرشحة أو حائزة على جائزة راقية في مهرجان سينمائي، و لكن وجود الكليشيهات بها ليس سببا لإعدامها بالشكل الذي فعل الراحل كانبي بفلم اسكندريه ليه، و بالرغم من هذا العيب التقني الموجود بهذه الافلام الغربية حققت نجاحا ساحقا بين المشاهدين حين عرضها، و لكن السؤال الحقيقي هنا هو ما هي الكليشيه الموجود في فلم اسكندريه ليه؟ فتحدث أحداث هذا الفلم في اثناء الحرب العالمية الثانية و من الطبيعية أن يُكْتَبْ السيناريو و الحوار في أجواء الحرب العالمية و الا كيف يكتب رجل عاش طفولته و شبابه المبكر في الحرب العالمية الثانية عن حياته؟ هل سَيُزَوِرْ تاريخ حياته و يكتب أحداث بغير محلها؟ معظم أفلام السيرة الذاتية التي عاش أصحابها في فترة الحرب العالمية الثانية ستحتوي على مؤشرات سَتُشْعِرْ المشاهد بانها حدثت بهذه الحقبة و اختار الراحل يوسف بأن تكون المواد الوثائقية عنصر هام لإضفاء الأجواء و القيمة التاريخية على فلمه، بل بالعكس شعرت بأن هذا العنصر ساهم الى حد كبير بإنجاح الفلم و لا يجب أن يكون عنصر يستخدم لتدميره بهذا النحو،
شعرت بأن هنالك مأخذ واحد على الفلم، و هو تشعب أحداثه بعض الشيئ، فهنالك قصص كثيرة تمت روايتها بهذا الفلم الكبير، فكنت اريد أن ارى تركيزا أكبر على حياة يحي و أصدقائه عِوَضْ عن اقحام مجموعة كبيرة من الشخصيات تنوعت قصصها كثيرا بالفلم، فتشعبت الأحدث بعض الشيئ بين شخصيات العمل و لكن لا بأس فحياة اي إنسان ناجح مثل يوسف شاهين ستكون مميزة و قد تضم أحداث كثيرة جدا و وجوه و شخصيات عديدة و مثيرة، فمقصد من مقاصد الراحل يوسف هو اعطاء المشاهدين رؤية شبه شاملة عن التغير الذي حصل للإسكندرية من طبيعتها كمدينة كازموبوليتان الى مدينة مليئة بالضغوطات بسبب احداث الحرب العالمية، و لن يتسطيع بلوغ هذا الهدف إلا من خلال تنوع بالشخصيات و الأحداث في الفلم، و هذا بَيٍنْ للذي يشاهده فأظن هذا ما قصده كانبي بكلمة فوضوية...كثرة وجود الوجوه التي احاطت بنشأت يوسف شاهين في الفلم و وتيرة الأحداث التي عَبًرَتْ عن مآساة هذه الشخصيات...و لكن لا بأس فأحداث الحرب العالمية الثانية كانت قاسية جدا على المجتمع و الحارة التي ترعرع فيها الراحل يوسف، فمن الممكن أنه اراد أن يشعر المشاهد الظروف الطاحنة التي لحقت به و بأسرته و ببعض الشخصيات التي عاصرها في الفلم...فأظن انه كان من المفترض على كانبي و غيرهم من النقاد الذين لم يعجبهم الفلم أن يقرأوا و يطالعوا التاريخ و ظروف نشأت هذا الراحل الكبير قبل أن يوجهوا نقدهم اللاذع له، و لكن الناقد الذي يعتمد على اساليب قشرية بنقده سيرتكب الأخطاء الفاضحة في نقده و الناقد الذي يستند على اسس اكاديمية في نشراته حول الافلام سيكتب بموضوعية أكثر،
لم ينهي يوسف شاهين رحمه الله هذا الفلم من دون أن يسلط الضوء على كارثة الحرب العالمية الثانية في مصر، فراينا الشاب الأرستقراطي الذي يقوم بدوره الراحل أحمد محرز و الذي صادق الجندي Thomas Friskin الجندي الأجنبي يقوم بالبحث عن صديقه، فبعد فراقهما عن بعض يذهب هذا الجندي الى جبهات القتال الطاحنة، و يبعث الى صديقه بعض المراسلات خلال آخر مشاهد هذه الحرب الكبيرة و يخبره عن ما يعانيه من ويلات في المعارك الذي يشترك بها، و الجدير بالذكر أنه في مراسلاته يتذمر من الرفاه الذي يتمتع به قادة الجيش في جبهات القتال بمقارنة مع شح الموارد و الظروف القهرية التي يقاتل بها الجنود من الرتب البسيطة ، و يُخْبرْ في آخرها فرسكن صديقه بأن شبح الموت قد ابتعد عنه، تستمر هذه المراسلات لفترة زمنية و لكن تنقطع مع انتهاء الحرب و الشاب الأرستقراطي على قناعة بأن صديقه مازال على قيد الحياة، فيذهب الى المكاتب العسكرية ليسأل عنه و يستطلع السجلات الطويلة التي لديها ظنا منه بأنه قد يجد له طريق او عنوان، و لكن سرعان ما يكتشف بأن فرسكن استشهد اثناء المعارك في مصر، و هنا يعرض يوسف شاهين سلسلة من المشاهد اقول عن نفسي بأنها صدمتني جدا، فالحديث عن الحرب العالمية الثانية شيئ و القتال بها و رؤية المجازر التي خلفتها ورائها شيئ آخر على أرض الواقع، فحينما جَنًدَ الحلفاء جيوشهم ليقاتلوا جيوش المحور لم يقوموا بتجنيد ألف أو ألفي جندي، بل في حقيقة الأمر جندت الدول الغربية الملايين من الجنود التي وضعتهم في شتى بقاع الارض لقتال جيوش المحور، فمنهم من عُرِفَة هَوِيًتَهُ قبل الحرب و منهم من مزقتهم القنابل و الصواريخ و الأسلحة الفتاكة اربا اربا و بقيا مجهول الهوية...فَقَدًمَ الراحل يوسف مناظر مؤثرة لمقابر كبيرة تتضمن قبور كُتِبَ عليها اسم من عُرِفَ من الشهداء...و عبارات (مترجم عن اللغة الإنجليزية في الفلم) "معروف لدى الله" و ايضا "اسمهم سيعيش الى الابد" لغير معروفي الهوية، و هنالك قبور ايضا كُتِبَ عليها سِنْ المقاتلون، و كان منهم الشباب اليافع الذي كان يبلغ الثامنة عشر من العمر، قال يوسف شاهين كلمته عن هذه الحرب...بأنها فتكت ببلدان العالم و دفنت إنسانية البشر تحت التراب، حصدت من الأرواح بصورة بشعة من استطاعت ادارات الجيوش معرفة هويتهم و من دفنتهم مجهولين عند البشر و معروفين لدى الله فقط سبحانه و تعالى، فالمشهد السينمائي عند يوسف شاهين قال ما لن تستطيع الاقلام ببلاغتها وصفه و ايصاله للقارئ...خاطبنا من خلال المشهد و الكاميرا بالكارثة التي لم يتنبه لها العالم و قت التحام الجيوش و ضراوة القتال، فللذي سيقراء هذه العناوين و سيرى هذه القبور سيقشعر بدنه من هيبة الكارثة،
تقول المراجع عن السيرة الذاتية و قدرة الإنسان على تذكر الذكريات بأنها غالبا ما سيتخللها درجة من عدم الدقة، فطبيعتنا كبشر غير كاملة، نحاول كبشر التَقَيُدْ بالمصداقية المطلوبة و لكننا لا نستطيع الـتَـذَكُـْر بصورة صحيحة فاسترجاع الذكريات ليس بالصورة المثالية عند البشر، قد نفهم بعض من ذكرياتنا على غير طبيعتها و ربما قد ننسى ذكر بعضها في السيرة الذاتية...و لكن مهما كانت الظروف فإن فلم اسكندريه لية إرث درامي سيعيش معنا كبشر من جيل الى جيل لسنين عديدة قادمة، فأعطانا الراحل يوسف اسطورة سينمائية تروي قصة حياته و تروي لنا تفاصيل أستطاع صياغتها بأسلوب سينمائي متقن و ممتع، فأمتع هذا الفلم الجيل الذي عاصره يوسف شاهين و عاش الى الأجيال التي تلت من دون أن يفقد بريقه الدرامي، فهذه المادة مازالت واعدة لتلهمنا بالكثير حول الإبداع و ستكون ممتعة ايضا للأجيال القادمة