ثالوث التجويع والتطبيع والتركيع !
خيري منصور
29-08-2016 01:51 AM
هذه المرة ليست منظمة العفو الدولية أو المؤسسات التابعة للأمم المتحدة هي ما افتضحت آخر الأساليب الإسرائيلية في إعاقة الفلسطيني وقتله مع الإبقاء عليه حيّا .
ما افتضح هذا هو هارتس وبالعربية الفصحى، حين قالت قبل ايام ان الجنود الاسرائيليين يتعمدون اطلاق الرصاص الحي على سيقان الشبان الفلسطينيين وبالتحديد على الركبة وذلك بعد مرحلتين كانت إحداهما تكسير العظام على مرأى من العالم كله، والاخرى اصطياد الاطفال من اعناقهم استجابة لموعظة غولدمائير التي اوصت بها الجنود وهي اعدام المستقبل الفلسطيني من خلال قتل الاطفال حتى لو كانوا يعيشون في اقصى العالم .
لكن هارتس لم تقل لماذا الرّكبة بالتحديد، وقد يقتصر تفسيرها على الاعاقة البدنية، لكن الحقيقة هي شي آخر له صلة بالتركيع وما يمهد اليه من تطبيع وتطويع وتجويع !
فالركبة التي لم تركع تحت اقدام سلطات الاحتلال تعاقب بالاعدام، شرط ان يبقى صاحبها على قيد الحياة ولكنه مشلول .
ما نخشاه هو ان هآرتس واخواتها قد تتولى افتضاح ما تقترفه اسرائيل من جرائم بعد ان اصبح الاعلام العربي ينعم بهذه العطلة الطويلة فهو رغم ضجيجه الفضائي عاطل عن دوره التاريخي، ومنصرف الى شجون اخرى في مقدمتها حروب الإخوة الأعداء !
وأذكر بكثير من الأسى والخذلان ما علق به صحفي عربي عند صدور كتاب فليتسيا لانجر « بأم عيني « والذي قدمت فيه شهاداتها عن جرائم الاحتلال، قال ذلك الصحفي : حين يظهر في خندق الاعداء من ينوب عنك ليدافع عن حقك: فأنت اصبحت مهددا بالنفي من التاريخ كله وليس من الجغرافيا فقط .
ان لهارتس واخواتها اسبابا لرصد ما يجري في اسرائيل، فهل هذا كل ما تبقى لنا ؟
وهو ما يعترف به العدو، إما لأسباب محلية تنافسية او استخفافا بنا !
الدستور