هل يتم إعادة إنتاج الإنسان العربي بصورة جديده كليا ، تتضمن أيديولوجيات ومفاهيم وسلوكيات تحمل نموذج غربي الصياغه؟ عن طريق منظومة قيمية تؤطر لمخرجات تتناسب مع إعادة رسم الجغرافيا في إقليم تم تهجير أكبر قدر ممكن من السكان بدأت في العصر الحديث في العراق ثم امتدت إلى الشام .
هل من بقي من البشر على الأرض لازالوا يحتفظون بالهوية ام انهم غلقت الأبواب دونهم ؟ ام انهم مستضعفون لا يستطيعون ضربا في الأرض. حيث انهم يعانون الأمرين من نزاعات وانشطارات داخليه جراء التشظي من جهه و التطرف من جهة أخرى .
فالتعليم اليوم مختلف تماما عما كان في السابق والمعرفه أضحت أسلوبا نمطيا مغايرا ونقل و صناعة الاخبار ليست محصورة بفئة مهنية واحترافيه محدده تبث ما تشاء أن ترسخه حسب التوجهات البراغماتيه ،فالمواطن اليوم قادر على صياغة رؤى يصعب التكهن بافاقها المستقبليه ومنحنيات مساراتها . فمما لا شك فيه ان الثورة المعلوماتية التي تلقي بظلالها على الأجيال الجديدة والثقه التي تتمتع بها لديهم وتداولها عبر وسائل التواصل الإجتماعي دون التحقق من مصداقيتها وموثوقيتها . تؤثر بشكل أو بأخر على سلامة الفهم وحسن التلقي و قلب الحقائق ، فبالتالي لها محاذيرها الفكريه والأخلاقية عموما.
ومما هو جدير بالذكر أن شهوة المال و مشروعية الحصول علية أو عدمها وأساليب الكسب السريعه والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بنمط الحياة وترف الماديات اصبحت تطغى على فئه الشباب تحديدا ، و لها القدرة الفائقة على انتاج الغلو والمغالاة خصوصا بغياب فرص العمل و انحسار التفكير وغياب المسؤولية المجتمعية من القطاعين الرئيسيين في الدول.
عداك عن تشظي الدوله القطريه في الدول التي تعم فيها الفوضى وفقدان السيادة و التفرد في السلطه و الانسلاخ من تقبل الآخر و التحيز و التعنت لا سيما التماهي في العنف . وكل يدعي الحق و له دوافعه التي تورث الويلات .
فمن هنا وبقراءة شمولية ومن منطلق إنساني بحت على صعيدنا الداخلي لا بد لنا من عدم إغفال دور السياسات المستقبليه ودورها في بناء و تحصين مجتمعآتنا وبناء جسور التواصل مع جميع الفئات وإرساء قواعد التحاور وتعزيز المبادرات التي من شأنها توجيه الطاقات البشرية وتمكينها من ممارسه حق العيش الكريم و الذي حتما يفضي إلى حماية ما يمكن حمايته قبل أن يتسع الفتق على الراتق ، و أحياء حاله التفاؤل لدى الناس بالحصول على ضمانة المستقبل لأبنائهم و غرسهم في مشاريع إنتاجية تغير من المفهوم الاستهلاكي و الخمول الفكري و الكسل عن ممارسة الدور الحضاري و ذلك عن طريق شحذ الهمم الشابة بأنها معول البناء وإعادة الثقه بالقدرة على التجديد وقبول التنوع والاختلاف طالما اجتمعنا على أهمية المحافظه على الأرض و الوطن والهوية.