الحرية وحقوق الانسان والنفاق الغربي
هشام الخلايلة
28-08-2016 10:22 AM
فرنسا بلد الحرية والمدافعة الشرسة عن حقوق الانسان، وجميع مبادئ الثورة الفرنسية التي تدعو الى تمكين الأفراد وخاصةً المرأة من التمتع بالحرية التي طال انتظارها في عصور الظلام الأوروبية، وقد تحطمت جميع تلك المبادئ في تلك الصورة التي تناقلتها وسائل الاعلام حيث وقف أربعة أفراد من الشرطة الفرنسية مدججين بالسلاح حول امرأة مسلمة ترتدي البوركيني (زي السباحة المصمم للنساء المسلمات) وأجبروها على خلعه على مرائ وصمت من المرتادين لذلك الشاطئ.
إن الحقد الفرنسي الغربي ليس ضد تلك المرأة المسلمة، ولكنه ضد الاسلام كديانة، والفرنسيون لهم تاريخ اسود ودموي في العالم العربي الاسلامي، ففي الجزائر وحدها قتلت فرنسا اكثر من مليون مدني، وكذلك الحال بالنسبة للمغرب ومالي والسنغال ونهبت وسرقت خيرات تلك البلدان، ومن اخطر ما قام به الفرنسيون هو ما يسمى بالفرّنسة اي إعمال الثقافة الفرنسية من لغة وطريقة حياة بحيث أضحت تلك الدول الرازحة تحت الاحتلال الفرنسي مجبرة على التعايش و القبول بالثقافة الجديدة، وما زلت تلك الدول وبعد اكثر مت ٦٠ عاماً من من زولا الاحتلال، ما زالت تعاني من استخدام اللغة الفرنسية كلغة أولى بدل اللغة العربية، وهو ما خلق ما يسمى بأزدواج الهوية.
تعاني فرنسا من الاٍرهاب وتنسى او تتناسى بأنها هي من ترهب المسلمين، ففي فرنسا اكثر من خمسة ملايين مسلم يعانون من التمييز العنصري والاضطهاد الديني، في الحياة العامة، وفي الوظائف، وتم حصرهم في كانتونات واحياء خاصة بهم لتمييزهم عن باقي الشعب الفرنسي، وهم محط الشك وعدم الثقة، ومع كل تلك الاجرائات العنصرية الممنهجة والتي تعززت في عهد ساركوزي الحاقد، جاء الرئيس الفرنسي هولاند بحزمات جديدة من الاجرائات للتضييق على المسلمين وزيادة عزلتهم الداخلية من خلال تشديد إجرائات مكافحة الاٍرهاب بهدف خنق المسلمين وجعلهم وكأنهم مذنبين حتى يثبتوا برأتهم مما يتعارض مع جميع مبادئ الحق والعدالة.
امرأة مسلمة تُمارس الحرية الفرنسية المزيفة على احد الشواطئ، فيقوم حراس الحرية المزيفة بسلب حريتها بحجج لا تنطلي على الفرنسيين أنفسهم، إن غياب العدالة في التعامل مع المسلمين في الغرب عموماً، سيخلق غضب ورغبة لدى الكثير من المسلمين بالانتقام حتى وان لم يكن ذلك الفرد متديناً، وقد كان لنا المثل بالجزائري الذي قاد الناقلة وقتل اكثر من ٨٠ شخصا، ولذلك يجب على العقلاء في الغرب استدراك الامر والعمل على إعمال المساواة بين مواطنيهم دون تمييز.
حمى الله اردننا المحبوب من كل مكروه
* خبير فُض نزاعات/استراليا